أعرب عدد من حلفاء
الولايات المتحدة عن قلقهم إزاء المقترح الذي تطرحه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب لإنهاء
الحرب في أوكرانيا.
ويستعد الأوروبيون
لجولة جديدة من المحادثات رفيعة المستوى بين واشنطن وموسكو.
المقترح الذي عرض في
باريس الأسبوع الماضي يتضمن تنازلات جوهرية من الجانب الأوكراني، أبرزها اعتراف
واشنطن بشبه جزيرة القرم كأرض روسية، وتخلي كييف عن مساحات واسعة من أراضيها لصالح
موسكو، بحسب مسؤول مطلع على مضمون المحادثات.
نائب الرئيس الأمريكي
جيه دي فانس دعا الأربعاء إلى تجميد الحدود عند مستواها الحالي تقريبا، فيما اعتبر
ترامب أن رفض
روسيا احتلال أوكرانيا بالكامل "تنازلا كبيرا جدا"،
مضيفا أن هذا يمثل في حد ذاته وقفا للحرب.
عدد من الدبلوماسيين
الأوروبيين أعربوا عن خشيتهم من أن يفسر المقترح الأمريكي على أنه مكافأة للرئيس
الروسي فلاديمير بوتين، ويرون فيه سابقة خطيرة تشجع الزعماء الآخرين، بمن فيهم
الرئيس الصيني شي جينبينغ، على انتهاك القانون الدولي دون عواقب.
وقال دبلوماسي من
أوروبا الشرقية: "القضية تتعلق بمبادئ القانون الدولي. إذا أجبرت دولة
أوروبية واحدة على التخلي عن أراضٍ معترف بها دوليا، فإن شعور دول أخرى بالأمان
سيتلاشى، سواء كانت ضمن الناتو أم خارجه".
المسؤولون الأوروبيون
أكدوا أنهم لا ينوون اتباع الموقف الأمريكي، مما يضع الولايات المتحدة في موقع
معزول على الساحة الدولية.
كما أعرب دبلوماسيون
آسيويون عن قلقهم من تأثير التسوية المقترحة على النظام العالمي، لا سيما في ظل
مراقبة دقيقة من جانب بكين لما يجري.
وقال دبلوماسي آسيوي:
"أبلغنا إدارة ترامب قلقنا من الرسائل التي قد يستنتجها الصينيون من أي تسوية
تبدو كمكافأة لروسيا".
ويبدي المسؤولون الأوروبيون قلقهم من أن يضغط الجانب الأمريكي لتقديم
تنازلات كبيرة دون استراتيجية واضحة للتنفيذ. ويتساءلون عن مستوى الضغط المتوقع
خلال الزيارة الرابعة لويتكوف إلى موسكو، في ظل سعي واشنطن لإنهاء الحرب بسرعة
وترددها في مواجهة حجج بوتين السابقة.
وكان ترامب قد أعرب
صباح الخميس عن غضبه من الضربات الصاروخية الروسية الأخيرة على كييف، وكتب عبر
منصته: "فلاديمير، توقف خمسة آلاف جندي يموتون أسبوعيا، لننجز اتفاق السلام".
وفيما أبدى ترامب
اعتقاده بأن طرفي الحرب يريدان السلام، وجه انتقادات شديدة للرئيس الأوكراني
فولوديمير زيلينسكي مستخدما لهجة أقسى من تلك التي وجهها لبوتين.
ورغم التحفظات، رحب
المفاوضون بالتقدم الذي أحرز هذا الأسبوع في المحادثات، خاصة بعد أن أبدى الجانب
الأوكراني استعدادا أوليا لمناقشة القضايا الإقليمية.