اتهم الرئيس
الأمريكي دونالد ترامب نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بإفشال جهود السلام بين
أوكرانيا وروسيا، وذلك بعد رفضه الاعتراف بسيطرة
روسيا على شبه جزيرة القرم، ما
أدى إلى إبطاء مساعي التوصل إلى اتفاق نهائي لإنهاء
الحرب المستمرة في أوكرانيا
منذ عام 2022.
وكتب ترامب على
منصته الخاصة "تروث سوشيال" أن المحادثات بين روسيا وأوكرانيا كانت قد
اقتربت من التوصل إلى اتفاقية، ولكن موقف زيلينسكي من قضية القرم أوقف هذه الجهود.
وقال ترامب إن
أوكرانيا كان بإمكانها الحصول على "سلام قريب" إلا أن رفض زيلينسكي
المساومة حول القرم سيؤدي إلى استمرار النزاع.
من جانبها، أكدت
أوكرانيا مراراً أنها لن تتنازل عن القرم، التي ضمتها روسيا في عام 2014 في خطوة
أدانها المجتمع الدولي باعتبارها انتهاكا صارخا للقانون الدولي، حيث كانت مسرحا
للمواجهة الدبلوماسية منذ احتلالها من قبل روسيا، ويعتبرها الأوكرانيون جزءا من
أراضيهم.
وأكد زيلينسكي أن "القبول بأي حل يعترف بالسيطرة الروسية على القرم، يعد مخالف لدستور أوكرانيا"،
في ظل تهديدات نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، بالانسحاب من المفاوضات إلا أن الرئيس
الأوكراني تمسك بموقفه الرافض لأي تنازل عن القرم.
وأشار فانس إلى
أن الولايات المتحدة قد تنسحب من المفاوضات إذا لم تلتزم أوكرانيا بشروط التفاوض
التي تشمل الاعتراف بالوضع الحالي للقرم، وفي وقت لاحق، صرح مسؤولون أمريكيون بأن
البيت الأبيض لم يتخذ بعد قرارا نهائيا بشأن التنازلات الجغرافية التي ستعرض على
الجانبين، إلا أن المواقف كانت تشير إلى تزايد الضغوط على أوكرانيا لقبول تنازلات.
وكانت العلاقات
بين ترامب وزيلينسكي قد شهدت توترا سابقا في الاجتماعات الثنائية، حيث انتقد ترامب
سياسة الرئيس الأوكراني في التعامل مع روسيا، وفي شباط/ فبراير الماضي، حدثت مشادة
كلامية أمام الكاميرات خلال اجتماع عقد في البيت الأبيض وسط أجواء مشحونة.
وعلى الرغم من
الجهود الدبلوماسية الأمريكية، فإن الوضع العسكري على الأرض ظل متأزمًا وحضر مبعوث
ترامب إلى أوكرانيا الجنرال كيث كيلوغ المحادثات في لندن، ومن المقرر أن يتوجه
ويتكوف إلى روسيا للقاء الرئيس فلاديمير بوتن للمرة الرابعة.
وأشارت الخارجية
الأمريكية إلى أسباب لوجستية، لكنْ كان واضحاً أن القرار اتُّخِذ في اللحظة
الأخيرة وترك الخارجية البريطانية في موقف صعب.
وفي الوقت ذاته كثفت
روسيا هجماتها على أوكرانيا يوم الأربعاء الماضي، بعد هدوء لفترة وجيزة خلال عيد
الفصح؛ إذ قللت روسيا من هجماتها الجوية.