سياسة عربية

ما حقيقة إقالة الناطق باسم الجيش العراقي بسبب الشرع؟ (شاهد)

وصف يحيى رسول الرئيس السوري بالإرهابي المطلوب لدى الولايات المتحدة- الصفحة الرئيسية يحيى رسول "إكس"
تناقلت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مزاعم تفيد بإقالة الناطق السابق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، يحيى رسول، وذلك عقب انتشار مقطع فيديو ظهر فيه وهو يهاجم الرئيس السوري أحمد الشرع

وادّعت المنشورات أن قرار الإقالة جاء بعد يوم واحد فقط من اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، بالرئيس السوري في العاصمة القطرية، الدوحة.


ويأتي تداول هذه المزاعم في ظل تفاعل واسع داخل الأوساط السياسية والإعلامية العراقية بشأن العلاقات المتجددة بين بغداد ودمشق، خاصة بعد اللقاء الذي عُقد بين السوداني والشرع برعاية أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والذي اعتُبر خطوة جديدة نحو تعزيز العمل العربي المشترك، وعودة سوريا إلى محيطها الإقليمي.


وادّعى مروّجو الإشاعة أن مقطع الفيديو الذي ظهر فيه يحيى رسول، والذي وصف فيه الشرع بأنه "إرهابي مطلوب لدى الولايات المتحدة"، كان السبب المباشر في إقالته من منصبه، وهو ما اعتبروه مؤشراً على وجود تغيّر في سياسة الحكومة العراقية تجاه دمشق. 

وأضافت بعض المنشورات أن الإقالة جاءت بعد تصريحات رسول التي شبّه فيها الشرع، المعروف سابقًا بـ"أبي محمد الجولاني"، بقادة الفصائل المسلحة المدرجة على قوائم الإرهاب.

غير أن هذه المزاعم سرعان ما تبيّن أنها غير صحيحة ومضللة، إذ إن يحيى رسول كان قد غادر منصبه كناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية في مطلع كانون الثاني/ يناير الماضي، أي قبل نحو ثلاثة أشهر من اللقاء الذي جمع السوداني والشرع.

 وقد تم تعيين اللواء صالح النعمان بديلاً عنه منذ ذلك الحين، ما ينفي وجود أي علاقة مباشرة بين تداول الفيديو وبين توقيت مغادرته لمنصبه.

أما الفيديو الذي استندت إليه هذه المزاعم، فقد بُثّ ضمن مقابلة تلفزيونية أجراها رسول مع قناة "الرابعة" العراقية، بتاريخ 2 كانون الأول/ ديسمبر 2024، في سياق التطورات التي شهدتها الساحة السورية آنذاك، والتي تمثلت في انهيار نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، بعد العملية العسكرية التي قادتها فصائل المعارضة السورية.

وفي ذلك الوقت، كان أحمد الشرع يتولى قيادة العمليات العسكرية لفصائل المعارضة، بعد أن كان لسنوات قائداً لـ"جبهة تحرير الشام" التي فرضت سيطرتها على أجزاء واسعة من محافظة إدلب شمال غرب سوريا. 


وفي نهاية كانون الأول/ ديسمبر الماضي، أعلنت الولايات المتحدة عن إلغاء المكافأة المالية التي كانت مرصودة لاعتقال الشرع والمقدّرة بـ10 ملايين دولار، وذلك بعد ما وُصف بـ"الرسائل الإيجابية" التي بعث بها، وتعهد فيها بالالتزام بمحاربة الإرهاب، وفق ما صرّحت به باربرا ليف، مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط.