حول العالم

دراسة: الانبعاثات الكربونية الناتجة عن الذكاء الاصطناعي تعادل ما تنتجه "نيويورك"

خلص دي فريس-غاو إلى أن البصمة الكربونية لأنظمة الذكاء الاصطناعي في عام 2025 قد تصل إلى 80 مليون طن - cco
خلص دي فريس-غاو إلى أن البصمة الكربونية لأنظمة الذكاء الاصطناعي في عام 2025 قد تصل إلى 80 مليون طن - cco
شارك الخبر
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرًا لمحرر قسم التكنولوجيا، روبرت بوث، تطرق فيه إلى إن دراسة تزعم تسبب طفرة الذكاء الاصطناعي في انبعاث كمية من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي عام 2025 تعادل ما تبثه مدينة نيويورك بأكملها.

وقد تم تقدير الأثر البيئي العالمي لهذه التكنولوجيا سريعة الانتشار في بحث نُشر مؤخرًا، والذي وجد أيضا أن استهلاك المياه المرتبط بالذكاء الاصطناعي يتجاوز الآن إجمالي الطلب العالمي على المياه المعبأة، وقد جمع هذه الأرقام الأكاديمي الهولندي أليكس دي فريس-غاو، مؤسس شركة Digiconomist، وهي شركة تُعنى بدراسة العواقب غير المقصودة للاتجاهات الرقمية.

وزعم دي فريس-غاو، أن هذه الدراسات هي المحاولة الأولى لقياس الأثر المحدد للذكاء الاصطناعي، وليس مراكز البيانات بشكل عام، مع ازدياد استخدام برامج الدردشة الآلية مثل ChatGPT التابع لشركة OpenAI وGemini  التابع لشركة غوغل بشكل كبير في عام 2025، وتُظهر الأرقام أن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المُقدّرة من استخدام الذكاء الاصطناعي تُعادل الآن أكثر من 8 بالمئة من انبعاثات الطيران العالمية. واعتمدت دراسته على تقارير شركات التكنولوجيا نفسها، ودعا إلى فرض متطلبات أكثر صرامة عليها لزيادة شفافيتها بشأن تأثيرها على المناخ.

وقال: "إن التكلفة البيئية لهذا الأمر هائلة للغاية من حيث القيمة المطلقة، وفي الوقت الحالي، يتحمل المجتمع هذه التكاليف، وليس شركات التكنولوجيا. والسؤال هو: هل هذا عادل؟ إذا كانت هذه الشركات تجني فوائد هذه التكنولوجيا، فلماذا لا تتحمل جزءًا من التكاليف؟".

وخلص دي فريس-غاو إلى أن البصمة الكربونية لأنظمة الذكاء الاصطناعي في عام 2025 قد تصل إلى 80 مليون طن، بينما قد يصل استهلاك المياه إلى 765 مليار لتر، وقال إنها المرة الأولى التي يتم فيها تقدير تأثير الذكاء الاصطناعي على المياه، وأظهرت أن استهلاك الذكاء الاصطناعي للمياه وحده يزيد بأكثر من الثلث عن التقديرات السابقة لاستهلاك المياه في مراكز البيانات.

نُشرت هذه الأرقام في المجلة الأكاديمية "باترنز". وكانت وكالة الطاقة الدولية قد ذكرت في وقت سابق من هذا العام أن مراكز البيانات التي تركز على الذكاء الاصطناعي تستهلك من الكهرباء ما يعادل استهلاك مصاهر الألومنيوم، ومن المتوقع أن يتضاعف استهلاك مراكز البيانات للكهرباء بحلول عام 2030، كما أفادت الوكالة الطاقة بأن أكبر مراكز البيانات المخصصة للذكاء الاصطناعي، والتي يجري بناؤها حاليًا، ستستهلك كل منها كمية من الكهرباء تعادل استهلاك مليوني منزل، حيث تستحوذ الولايات المتحدة على الحصة الأكبر من استهلاك الكهرباء في مراكز البيانات (45%)، تليها الصين (25 بالمئة) ثم أوروبا (15بالمئة).

وقال دونالد كامبل، مدير المناصرة في فوكسغلوف، وهي منظمة بريطانية غير ربحية تُعنى بالدفاع عن العدالة في مجال التكنولوجيا: "هذا دليل إضافي على أن الجمهور يتحمل العبء البيئي لبعض أغنى الشركات في العالم. والأسوأ من ذلك، أن هذا على الأرجح ليس سوى غيض من فيض. فجنون بناء مراكز البيانات، مدفوعًا بالذكاء الاصطناعي التوليدي، ما زال في بدايته".

وأضاف كامبل "يمكن لمنشأة واحدة فقط من هذه المنشآت 'العملاقة' الجديدة أن تُنتج انبعاثات مناخية تعادل انبعاثات عدة مطارات دولية. وفي المملكة المتحدة وحدها، يُقدّر عدد هذه المشاريع في نظام التخطيط بما يتراوح بين 100 و200 مشروع"، ومن المتوقع أن يُصدر أكبر مركز بيانات مُخطط إنشاؤه في المملكة المتحدة، في موقع محطة توليد طاقة تعمل بالفحم سابقا في بليث، نورثمبرلاند، أكثر من 180 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا عند تشغيله بكامل طاقته، أي ما يعادل الكمية التي يُنتجها أكثر من 24 ألف منزل.

وفي الهند، حيث يُستثمر 30 مليار دولار  في مراكز البيانات، تتزايد المخاوف من أن يؤدي عدم موثوقية الشبكة الوطنية للكهرباء إلى إنشاء محطات ضخمة لتوليد الطاقة الاحتياطية تعمل بالديزل، وهو ما وصفته شركة الاستشارات KPMG هذا الأسبوع بأنه "عبء كربوني هائل".

وقال دي فريس-غاو  أن الإفصاحات البيئية لشركات التكنولوجيا غالبا ما تكون غير كافية لتقييم التأثير الكلي لمراكز البيانات، فضلا عن عزل استخدام الذكاء الاصطناعي، كما أشار إلى أن غوغل، عندما نشرت مؤخرًا تقريرًا عن تأثير نظام الذكاء الاصطناعي "جيميني"، لم تأخذ في الحسبان كمية المياه المستخدمة في توليد الكهرباء اللازمة لتشغيله.

وأفادت غوغل أنها تمكنت في عام 2024 من خفض انبعاثات الطاقة من مراكز بياناتها بنسبة 12 بالمئة بفضل مصادر الطاقة النظيفة الجديدة، لكنها صرّحت هذا الصيف بأن تحقيق أهدافها المناخية أصبح "أكثر تعقيدًا وتحديا على جميع المستويات، من المحلية إلى العالمية"، وأن "أحد التحديات الرئيسية هو بطء وتيرة نشر تقنيات الطاقة الخالية من الكربون على نطاق واسع".
التعليقات (0)