الدين السيادي، هو عبارة عن الأموال التي تقترضها الحكومة من الأفراد والمؤسسات سواء في الداخل أو الخارج والتي تحصل عليها لتمويل نفقاتها عند عدم كفاية الإيرادات العامة، وتصدر الدولة أرقاما بشأن قيمته ليكون بمثابة تعهد رسمي بالسداد، وله وزن كبير في تصنيف الدولة المالي وسيادتها الاقتصادية،
ما الفرق بين الدين العام والدين الخارجي؟
يشمل الدين العام كافة الالتزامات المالية التي تتحملها الدولة
سواء كانت داخلية أم خارجية، وبالنسبة للدين الداخلي، فهو يقوم على أساس أن يُقترض من المواطنين أو المؤسسات المحلية ويُسدد بالعملة الوطنية مما يجعل تأثيره محدودًا على ميزان المدفوعات، أما الدين الخارجي فهو جزء من الدين العام،
ويشمل القروض التي تحصل عليها الحكومة من خارج الدولة مثل المؤسسات المالية
الدولية (صندوق النقد الدولي، البنك الدولي) أو الدول الأجنبية أو الأسواق
المالية العالمية.
ما أسباب نشوء الدين العام؟
تتعدد أسباب نشوء الدين العام، من أبرزها: "عجز الموازنة المزمن، زيادة الإنفاق الحكومي على البنية التحتية أو الدفاع أو الخدمات، الأزمات الاقتصادية أو الكوارث الطبيعية، انخفاض الإيرادات العامة بسبب الركود أو سوء إدارة الموارد، رغبة الحكومة في تمويل مشاريع استثمارية طويلة الأمد.
اظهار أخبار متعلقة
ما هي أدوات الدين العام؟
تشمل أدوات الدين العام عدة وسائل تمويلية من أهمها: السندات الحكومية، وهي عبارة عن أوراق مالية تُصدرها الدولة وتتعهد بسدادها مع فوائد خلال فترة زمنية، أذونات الخزانة، وهي أدوات قصيرة الأجل تصدرها الحكومة لتمويل العجز المؤقت، شهادات الاستثمار الحكومية، القروض المباشرة من البنوك أو المؤسسات الدولية.
كيف يؤثر الدين العام على الاقتصاد؟
إيجابيًا، يمكن أن يموّل مشاريع إنتاجية تعزز النمو، بينما سلبيًا فأنه قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الفائدة وإزاحة الاستثمار الخاص وقد يزيد من التضخم في حال تمويله بطباعة النقود، كما أن له علاقة بالعجز في الموازنة العامة، والتي تنجم جراء الفرق السلبي بين الإيرادات العامة والنفقات الحكومية، فعندما
تكون النفقات أكبر من الإيرادات يُسجل عجز في الميزانية وغالبًا ما يُموّل
عبر الاقتراض، مما يزيد من حجم الدين العام.
هل الدين العام خطر دائم على الاقتصاد؟
ليس بالضرورة فالدين يصبح خطرًا إذا ما تجاوز قدرة الدولة على السداد، أو تم توجيهه حصرا نحو نفقات استهلاكية غير منتجة، وأيضا حين يتزامن مع سوء الإدارة وضعف الشفافية، أما إذا استُخدم بحكمة فقد يسهم في تحفيز النمو وتحسين البنية التحتية.
هل يؤثر الدين العام على التضخم؟
نعم خاصة إذا تم تمويله عبر طباعة النقود و زيادة السيولة دون
إنتاج حقيقي تؤدي لارتفاع الأسعار مما يخلق ضغوطًا تضخمية على الاقتصاد، ومن أجل تقليصه، ينصح في زيادة الإيرادات عبر تحسين التحصيل الضريبي، وتقليص النفقات غير الضرورية، وتحفيز النمو الاقتصادي لزيادة الناتج المحلي، وإعادة هيكلة الدين لتمديد آجال السداد أو تخفيض الفوائد.
ما مخاطر الاعتماد المفرط على الدين العام؟
 من مخاطر الاعتماد الكلي على الدين هي زيادة تكلفة خدمة الدين، تقييد الإنفاق الاجتماعي، تراجع 
التصنيف الائتماني، احتمال التخلف عن السداد، وليس بالضرورة أن يكون الدين العام دائمًا سلبي، فهو أداة مالية مهمة إذا استُخدمت بحكمة فالدول تلجأ إليه
لتحفيز النمو أو تجاوز الأزمات لكن الخطر يكمن في سوء الاستخدام والإفراط
فيه.
متى يصبح الدين أزمة للدول؟
يصبح الدين أزمة للدول متى ما فشلت الحكومة في سداد ديونها المقومة بالعملات الأجنبية أو المحلية نظرا لعدم قدرتها على تدبير العملات اللازمة لسداد الالتزامات المستحقة عليها في مواعيدها المحددة.
اظهار أخبار متعلقة
وتحرص حكومات الدول على الالتزام بسداد ديونها، وذلك حرصا منها على الحفاظ على تصنيفها الائتماني في سوق الاقتراض من التدهور، حيث إن توقف الحكومة عن السداد، أو ظهور إشارات تشير إلى ذلك، يؤدي إلى فقدان المستثمرين في الأسواق الدولية الثقة في حكومة هذه الدولة وتجنبهم شراء سنداتها في المستقبل، ما يضطر الدولة لتقديم عوائد أعلى لجذب المستثمرين بالتالي تصبح تكلفة الدين أعلى كثيرا مما لو كانت قد نجحت في سداد ديونها.