مفتي الشيشان يوضح تصريحاته: لم أقصد اليهود وأحترم جميع الأديان

رد مفتي جمهورية الشيشان صلاح حاجي ميجييف على الجدل الذي أثارته تصريحات نسبت إليه في أحد البرامج التلفزيونية، مؤكدا أن حديثه عن "أعداء الله" تم تحريفه واقتطاعه من سياقه، وأنه لم يكن موجها ضد الديانة اليهودية أو أتباعها، مشددا على أن المسلمين "يتعاملون باحترام مع جميع الأديان والطوائف".

وجاء توضيح المفتي بعد أن وجه كبير حاخامات روسيا، بيرل لازار، انتقادات حادة لتصريحات ميجييف التي أدلى بها خلال مشاركته في برنامج بعنوان "التاريخ الشيشاني: الحرب والسلام" على قناة "غروزني" بتاريخ 25 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، حيث نقل عنه قوله إن "منذ القدم، يوجد أعداء الله – اليهود والتيارات التي ولدوها، مثل الإلحاد"، وهي تصريحات وصفت من جانب القيادات اليهودية بأنها "مهينة ومناهضة للسامية".

وفي رسالة مصورة نشرها عبر قناة "تلغرام" التابعة للإدارة الدينية لمسلمي الشيشان، قال ميجييف إن بعض الجهات الإعلامية قامت بـ"ترجمة كلمتين فقط من خطابه وإلقائهما على الإنترنت بشكل مجتزأ"، معتبرا أن الهدف من ذلك هو "إثارة الفتنة الدينية وتشويه موقفه الحقيقي".

وأضاف المفتي موضحا أن حديثه في البرنامج لم يكن عن "أعداء الله" فحسب، بل عن "أعداء البشرية جمعاء، أي الشر الذي اتحد تحت علم واحد هو الغرب"، مشيرا إلى أن "دول أوروبا الغربية، تحت ذريعة حرية التعبير، تسمح بإهانة النبي محمد ﷺ وحرق المصحف الشريف".

وشدد ميجييف على أنه يحترم جميع القوميات والأديان والطوائف، كما أوصى النبي محمد ﷺ، مؤكدا أن الإسلام يرفض الكراهية ويدعو إلى العدل والتعايش بين الأديان.

اظهار أخبار متعلقة

في المقابل، اعتبر بيرل لازار، كبير حاخامات روسيا، أن تصريحات المفتي "مهينة لكافة أبناء الشعب اليهودي ولدينهم"، مشيرا إلى أنها "تتناقض مع أسس الحوار بين الأديان الذي حرصت عليه روسيا لسنوات طويلة".

وقال لازار إن "هذه التصريحات ليست موجهة فقط ضد اليهود، بل ضد كل ما بنته روسيا طوال سنوات عديدة من قيم التفاهم والتعايش"، مضيفا أن ما قاله ميجييف "لا يعبر عن الموقف الرسمي لقادة المجتمع المسلم في روسيا، الذين تجمعنا معهم علاقات احترام وتعاون".

يذكر أن صلاح حاجي ميجييف يشغل منصب رئيس الإدارة الدينية لمسلمي جمهورية الشيشان منذ عام 2014، وأعيد انتخابه لولاية ثانية عام 2019. وفي أيلول/سبتمبر 2023، تلقى المفتي رسالة شكر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تقديرا لدوره في "تعزيز وحدة المجتمع الروسي وترسيخ قيم التسامح بين الأديان".