علوم وتكنولوجيا

كيف يتحول الذكاء الاصطناعي إلى خطر عند استخدامه من الطلبة؟

حذرت أكاديمية أمريكية من مخاطر تمتد إلى تآكل القدرات الذهنية الأساسية للطلبة- جيتي
حذرت أكاديمية أمريكية من مخاطر تمتد إلى تآكل القدرات الذهنية الأساسية للطلبة- جيتي
سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الضوء على المخاطر الكامنة وراء استخدام الذكاء الاصطناعي، وتحديدا عند استخدامه من طلبة الجامعات والمدارس.

وأشارت الصحيفة إلى أن أستاذة الفلسفة بجامعة كاليفورنيا أناستاسيا بيرغ، تقول إنها اكتشفت في الفصل الماضي، أن أكثر من نصف طلابها استخدموا أدوات الذكاء الاصطناعي لكتابة امتحاناتهم النهائية، رغم تحذيراتها الصريحة.

وتضيف بيرغ أنّ "التجربة جعلتها تشعر برعب يصعب وصفه"، قبل أن تصوغ زميلةٌ لها المشكلة بدقة بعبارة: "طلابنا على وشك أن يصبحوا دون قدرة على التفكير".

وترى بيرغ أن الخطر لا يقتصر على فقدان المهارات الأكاديمية، بل يمتد إلى تآكل القدرات الذهنية الأساسية، موضحة أن "اعتماد الطلاب على أدوات الذكاء الاصطناعي يحرمهم من فرص تطوير لغتهم، وبالتالي من بناء قدرتهم على الفهم والحكم والتفكير النقدي".

اظهار أخبار متعلقة



وتؤكد أن "اللغة ليست مهارة مثل غيرها، بل هي الأداة التي نفكر من خلالها"، وأن الإنسان "لا يُولد بلغته بل يكتسبها عبر تفاعل حي مع الآخرين"، وهو ما لا يمكن أن توفره الآلات.

وتشير الكاتبة إلى أن بعض الأساتذة يميزون بين الاستخدام "غير المشروع" للذكاء الاصطناعي (كتابة نصوص كاملة) والاستخدام "البريء" كالتلخيص أو المساعدة في الأفكار، لكنها تحذّر من أن هذه الوظائف البسيطة هي الأخطر على عقول الناشئة لأنها تفرّغ عملية الفهم من مضمونها.

وتحذّر بيرغ من أن جيلاً لا يطوّر هذه القدرات "لن يستطيع فهم الأخبار أو الوثائق الطبية أو الحجج السياسية"، وسيفقد بالتدريج قدرته على المشاركة الواعية في الديمقراطية.

وتنتقد الكاتبة في ختام مقالها الأصوات التي ترى أن تعليم القراءة والكتابة لم يعد ضرورياً في عصر الذكاء الاصطناعي، مؤكدة أن مهمة التعليم العالي هي تكوين عقول ناضجة قادرة على التفكير الذاتي، وأن تحقيق ذلك "لا يتطلب موارد جديدة، بل إرادة حقيقية من المعلمين".

التعليقات (0)

خبر عاجل