صحافة إسرائيلية

إحباط إسرائيلي: تل أبيب لم تستفد بعد من دروس حرب غزة لتجنب مخاطر أوسع نطاقا

صحيفة واشنطن بوست تقول إن "إسرائيل" لم تبدُ ضعيفة على مدار تاريخها كما بدت عقب هجوم حماس في 7 أكتوبر - الأناضول
صحيفة واشنطن بوست تقول إن "إسرائيل" لم تبدُ ضعيفة على مدار تاريخها كما بدت عقب هجوم حماس في 7 أكتوبر - الأناضول
بعد عامين من العدوان الاسرائيلي الدموي على جبهات متعددة، وحتى قبل انتهاء التحقيقات التي يفترض أن يقوم بها جيش الاحتلال، فلم يُنشر تقرير مراقب (الدولة) بعد، ولم يُتخذ قرار بتشكيل لجنة تحقيق حكومية، رغم أهمية استخلاص عدد من الاستنتاجات، وتطبيق الدروس المستفادة فورًا، وإلا فستكون الدولة على موعد جديد للوقوع في ذات أخطاء هذه الحرب مجددا.

خطأ استراتيجي متكرر
الجنرال إيتان بن إلياهو، القائد الأسبق لسلاح الجو لدى جيش الاحتلال، ذكر أنه "بينما قام مفهوم الأمن الإسرائيلي على الحصول على مهلة للإنذار بـ 5-6 أيام، وهي الأقصر بين دول العالم، لكن هذه المهلة لم تعد سارية في ضوء هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، بل يجب أن تكون الدولة والجيش مستعدين قبل ساعات قليلة، ليس للرد الكامل على سيناريو حرب شاملة فقط، ولكن بالتأكيد للقدرة على احتواء هجوم مفاجئ كالذي حصل".

اظهار أخبار متعلقة


وأضاف في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21" أن "صيغة الهجوم المفاجئ جربها الاسرائيليون في أكتوبر 1973 مع مصر، وأكتوبر 2023 مع غزة، لكنهم وقعوا في ذات الخطأ، وبات على مرّ السنين مفهوم متجسداً ضمن مفاهيمهم الأمنية، وهذا ضعف بشري وقعوا فيه، ما يستدعي منهم عند إعادة بناء القوة العسكرية، ونشر القوات المستمر، أن يفترضوا أن مثل هذا الخطأ سيتكرر في وقت ما، بحيث تكون الدولة مستعدة على طول حدودها بالوسائل والقوى البشرية القادرة على صدّ أي هجوم مفاجئ".

وأوضح أنه "منذ الأيام الأولى لقيام إسرائيل، أدرك رئيس الوزراء الأول ديفيد بن غوريون، أن أمنها، بل وحتى وجودها، يستند للاعتماد على قوة صديقة، نظرًا لظروفها الجيو-سياسية، وقد استمر هذا المبدأ طوال هذه السنوات منذ ذلك الحين، لكن الحدث الأخير المتمثل في هجوم حماس 2023 يُظهر أن الدعم من مثل هذه القوة الصديقة لا يكفي، بل إن الشرط الآن، في حالة الحرب، لا يقل عن التعاون السياسي والعسكري".

"نموذج إسبرطة"
وأشار إلى أن "سياسة الصناعات العسكرية التي ظهرت خلال عامي الحرب، تتمثل في بذل جهد أساسي لتطوير التقنيات التسلحية الحديثة، وتكييفها مع احتياجات ساحة المعركة المتغيرة، وليس سعيا لتحقيق ما دعا اليه رئيس الحكومة من نموذج إسبرطة، لأن الحروب الاسرائيلية القادمة مرشحة لأن تكون أطول من الماضي، وسيزداد عدد الجبهات، مما سيجعل المخاطر تأتي من كل اتجاه، ومن كل مدى".

اظهار أخبار متعلقة


واعتبر أن "هذه التغيرات المتوقعة تعني أنه لا توجد فرصة سوى السعي لتحقيق الاستقلال في مخزون الأسلحة، بل البناء عليه في إطار التعاون الدولي، وفي مقدمته مع الولايات المتحدة، التي تعتبر دولة الاحتلال اليوم بالفعل قاعدةً أماميةً لمصالحها السياسية والأمنية في المنطقة، ومع دول صديقة أخرى".

اتساع نطاق المواجهة القادمة
ودعا الى "دعم عدم تكرار أخطاء وقعت بها (الدولة) بعد حرب 1973، لأن نتيجتها جاءت عبر عشر سنوات من الأزمة الاقتصادية العميقة، وأطلقنا عليها "العقد الضائع"، مما يستدعي التحضّر جيدا لاتساع نطاق المواجهة القادمة إلى آلاف الكيلومترات، من خلال الالتزام بالمراقبة والرصد والاتصال، وتبادل المعلومات الأمنية، بشكل مستمر، وزيادة وتكثيف الوجود العسكري والاستخباري في الفضاء، واتخاذ قرارات مهمة بشأن الأولويات الاستراتيجية، وهذه دروس أولية يجب تطبيقها دون انتظار المزيد من التحقيقات والاختبارات".
التعليقات (0)