يدخل السوري الأمريكي
اليهودي، هنري
حمرة (47 عاماً)، ابن آخر حاخام غادر
سوريا في التسعينيات، إلى مجلس الشعب السوري الذي تستعد السلطات الانتقالية لتشكيله، الأحد المقبل، ليكون بذلك أول مرشّح يهودي منذ نحو سبعة عقود.
وتعود جذور الطائفة اليهودية في سوريا إلى قرون قبل الميلاد، غير أن عدد من أفرادها قد تراجع بعد هجرة عدد كبير من اليهود إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي٬ إذ انخفض من آلاف إلى بضع عشرات.
ولكن مع وصول السلطة الانتقالية إلى دمشق، تقول الطائفة إنها بدأت بمحاولات لإحياء وجودها التاريخي في البلاد، بعد سنوات من التهميش والقيود.
حملة انتخابية في قلب دمشق
في
حارة اليهود بالعاصمة، رصد مراسلو وكالة "فرانس برس" ملصقات دعائية لهنري حمرة، تحمل صورته وخلفها العلم السوري، مرفقة بعبارة: "مرشح دمشق لعضوية مجلس الشعب السوري".
؛
وأكد المتحدث باسم اللجنة العليا للانتخابات، نوار نجمة، أن حمرة "مرشح رسمي للانتخابات، شأنه شأن أي مرشح آخر"، مشيراً إلى أن اسمه يرد على قائمة تضم 1578 مرشحاً، بينهم 14% نساء.
وبحسب الآلية المحددة في الإعلان الدستوري، يضم المجلس الجديد 210 مقاعد، يعين الرئيس أحمد الشرع ثلثها، فيما تنتخب هيئات مناطقية ثلثي المقاعد الأخرى، وسط انتقادات لغياب
الانتخابات المباشرة واستبعاد ثلاث محافظات خارجة عن سلطة دمشق.
على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، نشر حمرة مقطع فيديو أكد فيه تطلعه إلى "سوريا مزدهرة ومتسامحة وعادلة"، متعهداً بربط اليهود السوريين في الداخل والخارج بـ"وطنهم الأم"، وحماية التراث الثقافي بما في ذلك التراث اليهودي، إضافة إلى الإسهام في إعادة الإعمار.
ويعد حمرة بذلك أول مرشح يهودي منذ عام 1947، وفق المؤرخ السوري سامي مبيض، الذي أشار إلى أن آخر مرة شهد فيها البرلمان السوري وجود نائب يهودي تعود إلى ما قبل نكبة فلسطين.
اظهار أخبار متعلقة
عودة تدريجية للطائفة اليهودية
شهدت الأشهر الأخيرة زيارات متكررة لوفود يهودية سورية إلى دمشق، كان أبرزها لقاء الرئيس الشرع مع وفد في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.
كما زار حمرة نفسه سوريا أكثر من مرة منذ بداية العام، برفقة والده الحاخام يوسف حمرة، الذي قاد الجالية اليهودية السورية في نيويورك لسنوات بعد خروجها من دمشق عام 1992.
وقال بخور شمنطوب، رئيس الطائفة اليهودية في دمشق، إنّ: "عودة اليهود السوريين إلى البرلمان أمر إيجابي، خاصة في ظل وجود الحكومة الجديدة".
اظهار أخبار متعلقة
رسالة إلى الكونغرس الأمريكي
في 26 أيلول/ سبتمبر الماضي، وجّه الحاخام يوسف حمرة رسالة رسمية إلى الكونغرس الأمريكي باسم "مؤسسة التراث اليهودي في سوريا"، طالب فيها بالإلغاء الكامل لقانون "قيصر لحماية المدنيين" لعام 2019، ورفض التعديلات التي اقترحها السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام.
واعتبر حمرة الأب أن سقوط نظام الأسد أتاح للطائفة بدء العودة إلى سوريا بدعم حكومي، والعمل على ترميم المعابد والمقابر والأماكن التراثية، مؤكداً أن هذه الجهود تحتاج إلى "بيئة سياسية مستقرة" تشجع على الاستثمار وتأمين عودة اللاجئين.
على مدى عقود، عاش اليهود السوريون علاقات متشابكة مع محيطهم. فخلال حكم حافظ الأسد، مُنحوا حرية ممارسة شعائرهم، لكنهم خضعوا لقيود صارمة على السفر والتنقل حتى مطلع التسعينيات، ما أدى إلى هجرة جماعية خفضت عددهم من نحو 5 آلاف إلى بضعة أفراد.