اشتكى سكان مدينة
حلب
شمال سوريا من انتشار السرقات في مختلف مناطق وأحياء المدينة، وخاصة في ساعات الليل،
حيث تتعرض السيارات المركونة على طرف الطرق، إلى سرقة محتوياتها بعد كسر زجاجها.
وقبل يومين، تعرض أحد
الأشخاص ويدعي "أحمد" لسرقة محتويات سيارته التي كانت مركونة في أحد أحياء
مركز حلب، مؤكداً لـ"عربي21" أنه فقد مبلغاً مالياً، وهاتفاً جوالاً، بجانب
الضرر الذي لحق بالسيارة (الزجاج المكسور).
على حد تأكيده، باتت
هذه الظاهرة متفشية في أحياء حلب في الآونة الأخيرة، مشيراً إلى "ظاهرة سرقة السيارات
باتت تؤرق أهالي حلب".
بجانب السيارات، تشهد
المدينة حوادث سرقة متكررة للمنازل والمحال التجارية، والدراجات، في الوقت الذي أكدت
فيه مصادر أمنية لـ"عربي21" أن الوضع الأمني يتجه للتعزيز، بعد الشروع بتركيب
كاميرات مراقبة في الشوارع.
اظهار أخبار متعلقة
فوضى (بقايا النظام)
وعن أسباب انتشار السرقات
في حلب، يتهم الكاتب والمحلل السياسي المقرب من حكومة دمشق، باسل المعراوي، بقايا النظام
البائد، بالوقوف وراء غالبية السرقات لإشاعة الفوضى.
ويوضح لـ"عربي21"
أن "معركة تحرير سوريا بدأت من حلب، ونتيجة سرعة حسم المعركة انتقلت العمليات
سريعاً إلى ما بعد حلب، الأمر الذي دفع بعناصر النظام و"شبيحته" إلى عدم
مغادرة المدينة، وافتعال الفوضى لاحقاً.
وأكد المعراوي، وقوف
بقايا النظام وراء عمليات
السرقة والخطف، وخاصة أن الأكثرية لم تستطع الاندماج في المجتمع،
وهم من المطلوبين للجهات الأمنية.
نقص عناصر الأمن
من جهة أخرى، أشار
الكاتب إلى نقص عناصر الأمن والشرطة، وقال: "أعداد قوى الأمن الداخلي غير كافية
قياساً لكبر حجم حلب، وأيضاً ينقص العناصر الجديدة التي تقلت تدريباً سريعاً الخبرة
والكفاءة".
كما لفت المعراوي،
إلى استغلال عصابات السرقة لانقطاع الكهرباء، في ساعات الليل، الأمر الذي يسهل على
اللصوص الهرب، ويصعب على الأمن والشرطة المهمة.
وقال إن "الحكومة
تعاني من ضعف الموارد والمعدات اللوجستية، بحيث لا زالت شوارع حلب الرئيسية والفرعية
دون كاميرات مراقبة، علماً أن النية والإرادة متوفرة لدى الحكومة لضبط الوضع الأمني.
وفي هذا الاتجاه، كشف
معاون قائد الأمن الداخلي لشؤون الشرطة في حلب العقيد ماهر محمد هلال، عن بدء تزويد
شوارع حلب بالكاميرات لتعزيز الأمن.
وقال لـ"عربي21"
إن "الوضع الأمني في حلب يتجه نحو التحسن وخاصة بعد الشروع بتركيب كاميرات مراقبة
في الشوارع وتفعيل قسم الدوريات المختص في الانتشار بشوارع المدينة، مبيناً أن
"وتيرة السرقات تشهد تراجعا كبيرا، بعد تشديد التدابير الأمنية في مختلف مناطق
حلب".
أطفال مشردون
أما عن عمليات السرقة
من داخل السيارات عن طريق تحطيم الزجاج، قال هلال: "بعد تحرياتنا ومتابعتنا لها
تبين أنها من فعل مجموعات من الاطفال المشردين بالشوارع وعملنا على ضبطها واتخاذ الإجراءات
المناسبة لها".
وقال: "بعد اتخاذ
التدابير الأمنية اللازمة بدأت الحياة العامة والفعاليات التجارية تزدهر بتسارع واضح".
بطالة وفقر
من جانب آخر، تفسر
قراءات مجتمعية تفشي ظاهرة السرقة بانتشار البطالة، وارتفاع معدلات الفقر، فضلاً عن
انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات.
ونتيجة الحرب الطويلة
والمدمرة التي شهدتها سوريا، ازدادت معدلات الفقر في البلاد، وارتفعت معدلات البطالة،
والجريمة.
وبحسب، أرقام صادرة
عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العام 2025، فإن تسعة من كل عشرة أشخاص في سوريا
يعيشون في فقر، وأكثر من ربع السكان بدون عمل، مضيفاً أن "14 عاما من الصراع في
سوريا أفسدت ما يقرب من أربعة عقود من التقدم الاقتصادي والاجتماعي ورأس المال البشري".