نشرت صحيفة "
الغارديان" مقالا للصحفي آدم غابات، قال فيه إنه كان على
زهران ممداني أن يواجه تحديات كبيرة خلال حملته الانتخابية لمنصب عمدة مدينة نيويورك القادم، لافتا إلى أنه في الوقت نفسه كسب دعم الكثيرين بعد أن دعا إلى ضرورة التغيير مقترحا حلولًا ملموسة.
وأشار الكاتب، إلى أنه كان من الممكن أن يعيقه ممداني، عمره وخبرته المحدودة واشتراكيته الديمقراطية المزعومة، ومع ذلك، تجاوز الشاب البالغ من العمر 33 عاما، والذي كان مجهولا نسبيا قبل 12 شهرا، جميع التحديات بسهولة ليصبح المرشح الأوفر حظا للفوز في الانتخابات في تشرين الثاني/ نوفمبر، ورغم هذا، لا يزال هناك أمر واحد يلوح في الأفق أمام ممداني وهو "طبقة المليارديرات في مدينة نيويورك، وجماعة الضغط العقارية ذات الصلة".
اظهار أخبار متعلقة
حيث أثار ممداني رعب بعض المانحين الديمقراطيين التقليديين ذوي التبرعات الكبيرة وأقطاب العقارات النافذين بوعوده بتجميد أسعار الإيجارات ورفع الضرائب - بشكل طفيف - على أغنى 1% من سكان نيويورك، دفعت هذه الوعود النخب إلى إنفاق الملايين خلال الانتخابات التمهيدية الديمقراطية، وهو ما لم يُفلح. تجاوز ممداني بسهولة أندرو كومو، حاكم نيويورك السابق، لكن الأغنياء لم ينتهوا بعد.
اجتمع بعض أغنى ملاك العقارات ورجال الأعمال في نيويورك مع كومو هذا الشهر "للتخطيط لطريقه إلى مبنى البلدية"، حيث حذر أكبر مطور عقاري في المدينة من ضرورة الاتحاد لإيقاف ممداني، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز، وكان من بين المخططين مليارديران على الأقل وأحد أكبر مطوري العقارات في نيويورك. بعد أيام من ذلك الاجتماع، تدخل بيل أكمان، مدير صندوق تحوّط وناشط سياسي لبعض الوقت، ويُقدّر صافي ثروته بنحو 10 مليارات دولار.
أكمان، الذي تبرع للديمقراطيين، ولكنه دعم دونالد ترامب في انتخابات 2024، دعا إريك آدامز، العمدة الحالي، الذي يترشح كمرشح مستقل، مثل كومو، إلى الانسحاب من السباق لإفساح المجال أمام الحاكم السابق.
في وقت سابق، زعم أكمان، كما فعل غيره من أثرياء نيويورك، أن اقتراح ممداني بفرض ضريبة إضافية بنسبة 2 بالمئة على سكان نيويورك الذين يزيد دخلهم عن مليون دولار سيؤدي إلى هجرة الأغنياء من المدينة. وتعهد باستثمار مبالغ طائلة في منع ممداني، الذي صوّت له أكثر من 570 ألف شخص (بما في ذلك ناخبو الاختيار التفضيلي) في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي.
قال أكمان في حزيران/ يونيو: "هناك مئات الملايين من الدولارات من رأس المال المتاح لدعم منافس لممداني، ويمكن جمعها بين عشية وضحاها"، مضيفا أنه "منخرط في سلاسل الرسائل النصية ومجموعات واتساب".
كان كومو هو من استقطب الأموال الطائلة خلال الانتخابات التمهيدية. وقد وجد تحليل أجرته صحيفة "إن ذيس تايمز" أن مانحي العقارات أنفقوا 6 ملايين دولار في محاولة انتخاب كومو، وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن 250 ألف دولار جاءت من رئيس شركة إنشاءات مقرها بوسطن تخطط للتوسع في نيويورك.
أنفق مايكل بلومبرغ، العمدة السابق الملياردير، 8.3 مليون دولار لدعم كومو خلال الصيف، ولا تزال الأموال تتدفق، فقبل أقل من أسبوعين، تبرع رون لاودر، وهو ملياردير جمهوري، بـ 750 ألف دولار للجنة العمل السياسي (سوبر باك) التي تدعم كومو. وفي آب/ أغسطس، تبرع جون بي هيس، رئيس مؤسسة هيس، بتبرعه الثاني بقيمة 500 ألف دولار، وفقا لما ذكرته صحيفة "سلدج" الاستقصائية.
قال سوماثي كومار، المدير الإداري لمجموعة "مستأجري نيويورك"، وهي مجموعة مناصرة للإسكان بأسعار معقولة: "منذ الانتخابات التمهيدية، كانوا في حالة ذعر وتدافع، محاولين إيجاد طريقة لهزيمة ممداني للحفاظ على أرباحهم".
وأضاف: "لقد عقدوا اجتماعات طارئة في محاولة للالتفاف حول كومو. في الانتخابات التمهيدية، أنفقوا ملايين الدولارات على اللجنة السياسية (سوبر باك) الموالية لكومو - لقد بذلوا كل ما في وسعهم، وأغدقوا الأموال، ولكن يبدو أن ذلك لم يُجدِ نفعا".
هذا واضحٌ تماما، إذ لا يزال ممداني يتقدم بفارقٍ كبير على كومو. هذا الأسبوع، أظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة "ماريست" فوزه بنسبة 45% من الأصوات؛ بينما حصل كومو على 24%، والجمهوري كورتيس سليوا على 17%، بينما حصل آدامز المحاصر على 9% فقط.
كما إن استطلاعات الرأي باتت هي التي تعكس مدى الإلحاح الذي يشعر به مؤيدو كومو. ففي الأسابيع الأخيرة، تكررت الدعوات لسليوا وآدامز للانسحاب من السباق لتعزيز موقف المانحين والناخبين المناهضين لممداني، مع ورود تقارير عن تدخل ترامب أيضا - بل إن هناك تقارير تُفيد بأن مستشاري الرئيس ناقشوا عرض وظيفة على آدامز إذا تنحى عن خوض الانتخابات.
وحتى لو حدث ذلك، فلا توجد أدلة دامغة تُذكر على فوز كومو. وسأل استطلاع رأي "ماريست" سكان نيويورك عن رأيهم في منافسة افتراضية بين ممداني وكومو فقط: في هذا السيناريو، اختار 49 بالمئة ممداني مقابل 39 بالمئة لمنافسه، ما يشير إلى أن جهود طبقة المليارديرات قد تذهب سدى.
اظهار أخبار متعلقة
قال كومار: "الأمر ببساطة لا يُجدي نفعا. لقد أنفقوا ملايين الدولارات لتحذير سكان نيويورك من فوز زهران ممداني، ولم يُفلح ذلك، لأن المستأجرين يريدون تجميد الإيجارات، ويريدون البقاء في مدينة نيويورك"، ومع بدء التصويت المبكر في الانتخابات بعد أكثر من شهر بقليل - يوم الانتخابات هو الثلاثاء 4 تشرين الثاني/ نوفمبر - قد يكتشف أثرياء نيويورك بصعوبة أن المال لا يشتري كل شيء.
قالت آنا ماريا أرشيلا، المديرة المشاركة لحزب "عائلات نيويورك العاملة"، وهو حزب سياسي تقدمي يدعم المرشحين الديمقراطيين الذين يتوافقون مع برنامجه: "يشعر العديد من أصحاب النفوذ والمليارديرات بالإحباط والخوف، لأن مطالبهم ليست محور أجندة زهران، ويجدون أنفسهم خارج 'المكان الذي تحدث فيه الأمور".