عبرت الهند عن أملها في أن تراعي السعودية المصالح والحساسيات المتبادلة بين البلدين، وذلك بعد يومين من توقيع الرياض اتفاقية دفاع مشترك مع باكستان العدو القديم لنيودلهي، بحسب
وكالة رويترز.
ووقعت
السعودية وباكستان المسلحة نوويا على الاتفاقية الأربعاء، ورغم عدم الكشف عن التفاصيل، قال محللون إن ذلك قد يعني أن الرياض ستمتلك درعا نوويا بحكم الأمر الواقع بموجب الاتفاقية التي جاءت وسط اضطرابات دبلوماسية في الشرق الأوسط وبعد أشهر فقط من الصراع الدامي بين
الهند وباكستان، والتي نصت على أن: "أي عدوان على أي من البلدين سيعتبر عدوانا على كليهما".
وكان مسؤول سعودي كبير قال
لرويترز، ردًا على سؤال عن توقيت الاتفاقية مع باكستان: "هذه الاتفاقية تتويج لمناقشات استمرت سنوات/ إنها ليست ردًا على دول أو أحداث محددة، وإنما هي إضفاء طابع مؤسسي على تعاون طويل الأمد وعميق بين بلدينا".
وأقر المسؤول السعودي الكبير، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، بضرورة التوازن في العلاقات مع الهند، منافسة باكستان، وهي أيضًا قوة نووية، قائلا:" علاقتنا مع الهند أقوى من أي وقت مضى، سنواصل تنمية هذه العلاقة، ونسعى للمساهمة في السلام بالمنطقة بكل السبل الممكنة"، وردا على سؤال حول ما إذا كانت باكستان ستكون ملزمة الآن بتزويد السعودية بمظلة نووية، قال المسؤول السعودي: "هذه اتفاقية دفاعية شامل تشمل جميع الوسائل العسكرية".
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية راندير جايسوال للصحفيين خلال مؤتمر صحفي: "تربط
الهند والسعودية شراكة استراتيجية واسعة النطاق تعمقت بشكل كبير في السنوات القليلة الماضية"، وأضاف "نتوقع أن تراعي هذه الشراكة الاستراتيجية المصالح والحساسيات المتبادلة"،
واضاف جايسوال:" إن الهند على علم بالتطور، مضيفًا أنها ستدرس تداعياته على أمن نيودلهي والاستقرار الإقليمي".
بدورها، رأت الباحثة فيلينا تشاكاروفا، مديرة المعهد النمساوي لأوروبا والسياسة الأمنية، أنّ اتفاقية الدفاع المشترك بين السعودية وباكستان تمثل "تطوراً جيوسياسيا مفاجئاً وصادماً"، مفاده أن الرياض لم تعُد تكتفي بـ"المظلة النووية الأمريكية" وحدها، وأضافت تشاكاروفا، إنّ الشرق الأوسط وجنوبي آسيا يدخلان عبر هذه الاتفاقية "واقعاً جيوسياسياً جديداً".
اظهار أخبار متعلقة
ووقّع الأربعاء، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف، الأربعاء، على اتفاقية الدفاع الاستراتيجي المشترك بين البلدين، في إطار سعي البلدين في تعزيز أمنهما وتحقيق السلام في المنطقة والعالم، والتي تهدف إلى تطوير جوانب التعاون الدفاعي بينها، وتعزيز الردع المشترك ضد أي اعتداء.
وقال بيان مشترك لهما، إن الخطوة تأتي "انطلاقاً من الشراكة التاريخية الممتدة لنحو ثمانية عقود، بين المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية، وبناء على روابط الأخوة والتضامن الإسلامي، واستناداً على المصالح الاستراتيجية المشتركة، والتعاون الدفاعي الوثيق بين البلدين".
وعلى مدى عقود، قامت العلاقة بين الولايات المتحدة ودول منظمة التعاون الخليجي السِتّ (البحرين، الكويت، عمان، قطر، الإمارات، والسعودية) على أساس صفقة تقضي بأن تقوم واشنطن بحماية هذه العواصم السِتّ، مقابل تأمين إمدادات من النفط والغاز، فضلاً عن استغلال بعض ثرواتها الهيدروكربونية.