سياسة عربية

ما تفاصيل مشروع لبنان والسلطة الفلسطينية لـ"نزع السلاح والتهجير وإزالة المخيمات"؟

أكدت الصحيفة أن "ما يجري حاليا يندرج ضمن مشروع متكامل تشرف عليه الولايات المتحدة والسعودية"- الأناضول
أكدت الصحيفة أن "ما يجري حاليا يندرج ضمن مشروع متكامل تشرف عليه الولايات المتحدة والسعودية"- الأناضول
يعمل رئيس الحكومة نواف سلام وفريقه المعنيّ بملف اللاجئين الفلسطينيين على إعادة تنظيم الوجود الفلسطيني في لبنان وفق نهج مختلف عن الواقع القائم، في ظل مخاوف فلسطينية بأن الهدف الفعلي هو دفع أجيال من اللاجئين نحو هجرة نهائية تُضعف حضورهم القومي والإنساني. 

وذكرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية أن يجري حاليا يمكن النظر إليه في خانتين متوازيتين: "الأولى تخصّ إدارة السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس والفريق المحيط بها، والرامية إلى ضبط مؤسسات السلطة وحركة فتح وتحصين موقع فريق محدود داخل هياكل القرار، وهو مسار يُنظر إليه على أنه محاولة لتنظيم تركة السلطة".

وأضافت الصحيفة أن الخانية الثانية "تخص فريقا لبنانيا يعمل ـ وفق ما يطرح ـ لتهيئة شروط تحالف أميركي سعودي فلسطيني في لبنان يراه البعض يهدف إلى تقليل عبء اللاجئين على الدولة اللبنانية والمنطقة".

اظهار أخبار متعلقة


وذكرت أنه "في الميدان، استُهلّت خطوات عملية بـتجميع أسلحة وصفتها مصادر بأنها من عيارات خرجت من الخدمة، لكنّها تُستخدم سياسياً كخطوة أولى نحو نزع سلاح الفصائل الفلسطينية. وجرى لقاء بين ممثل حكومة سلام، ورئيس لجنة الحوار السفير رامز دمشقية، وقيادة حركة حماس في لبنان، حيث طالبت بيروت بتسليم السلاح، بينما ردت الحركة بأن ملف السلاح يخصّ كل الفصائل ويجب التعامل مع الجميع وليس مع طرف واحد فقط، ما دفع إلى الاتفاق على عقد اجتماع موسّع".

وأوضحت أنه "إلى جانب ملف السلاح، طُرح ملف الحقوق المدنية والخدمات للاجئين الفلسطينيين، لكن ممثلي الحكومة اكتفوا بوعود عامة دون خطوات تنفيذية واضحة، بينما بدا أن نَسَقَ الأولويات يظل مركّزاً على مسار تعطيل القدرات المسلحة للفصائل".

وكشفت الصحيفة عن ما يُمسى "البنود الثمانية" وهي خلاصة ما يُتداول عن مخططٍ متكامل، وتتلخص بـ"بدء حملة نزع سلاح الفصائل الفلسطينية وتحويل حاملي السلاح الرافضين للتسليم إلى مطلوبين قضائياً وممنوعي نشاط".

وتتضمن الخطة "إنشاء قوة أمنية تابعة لسلطة رام الله لتتعاون مع الجيش اللبناني في حملات نزع السلاح داخل وخارج المخيمات، وربط المساعدات المالية والخدماتية التي توفرها السلطة (مع تراجع أونروا) بالتزام المستفيدين بمشروع نزع السلاح واستبعاد الرافضين".

وجاء في الخطة أيضا "طرد غير الفلسطينيين من المخيمات وتوسيع ملاحقة المعارضين، والاشتغال على قوائم تصنيف جماعات إسلامية كمنظمات محظورة، مع تسليم معلومات أمنية عن فلسطينيين غير ملتزمين إلى الأجهزة اللبنانية، خصوصاً المشتبه بصلاتهم بالمقاومة وحزب الله".

اظهار أخبار متعلقة


وكشفت الصحيفة أن الخطة يوجد فيها "برامج غربية لهجرة مُنسّقة لفئات مختارة من اللاجئين (يُذكر هدف إخراج نحو ~100 ألف شخص)، بالتعاون مع الولايات المتحدة وبعض العواصم الأوروبية، ومنح تسهيلات إقامة دائمة للمتزوجين من لبنانيين أو لأصحاب رؤوس الأموال من اللاجئين مع تقييد منح الجنسية على المدى المنظور".

وذكرت أنه سيتم منح "حوافز مالية وإغراءات للانتقال خارج المخيمات تمهيداً لإفراغها واستعادة أراضيها لمشاريع سكنية وتجارية للدولة".

وأكدت الصحيفة أن "معارضين ومصادر محلية أبدوا خشيتهم من أن تنفيذ هذا المخطط قد يفتح باب مواجهة مسلّحة داخل المخيمات إذا ما لُجِئت القوة، مع احتمال مشاركة أجهزة أمنية لبنانية ودعم إقليمي ـ دولي في بعض السيناريوهات".

وأضافت أن "تقارير تُشير إلى استعدادات إٍسرائيلية لضرب أي بنية مقاومة يُعتبر أنها تشكل تهديداً، وفق ما قالته تصريحات دولية وإقليمية حول ضرورة تقليص القدرات المسلحة للفصائل".

وأوضحت أن "المشروع الذي تُروّج له أطراف لبنانية وفلسطينية ودولية يُعرض لتحوّل جذري في وضع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان؛ من تحسينات مدنية وشروط إقامة، إلى إجراءاتٍ قد تُفضي عملياً إلى تفريغ المخيمات ونهاية حضورٍ تاريخي".
التعليقات (0)

خبر عاجل