ملفات وتقارير

تاريخ القمم العربية الطارئة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي.. بدأت قبل النكبة

أكدت القمم العربية على مركزية القضية الفلسطينية- جيتي
أكدت القمم العربية على مركزية القضية الفلسطينية- جيتي
تتجه الأنظار صباح الإثنين إلى الدوحة، حيث تُعقد قمة عربية إسلامية طارئة، لبحث كيفية الرد على العدوان الإسرائيلي الأخير الذي استهدف العاصمة القطرية، والذي يأتي تزامنا مع حرب إبادة في قطاع غزة اقتربت من دخول عامها الثالث.

واتخذت القمم الطارئة قرارات هامة منذ بداية انعقادها، تتعلق بأحقية الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة، ورفض التطبيع والسلام مع الاحتلال الإسرائيلي، وضرورة توحيد الجهود العربية والإسلامية لمنع إقامة كيان محتل، إلا أن توصيات القمم لم تُترجم على أرض الواقع، لا سيما مع الانقسام والخلاف العربي العربي في العقود الماضية.

ووسط التكهنات حول خيارات الدول العربية والإسلامية في مواجهة آلة القتل الإسرائيلية التي تفتك في عدة دول عربية بآن واحد، تستعرض "عربي21" تاريخ القمم العربية والإسلامية الطارئة التي عُقدت بسبب الاعتداءات الإسرائيلية.

قمة أنشاص 1946: أول تجمع عربي لمواجهة توطين اليهود

عقدت "قمة أنشاص" في مصر بأيار/ مايو 1946 بدعوة من الملك فاروق، بعد الحرب العالمية الثانية وتصاعد المطالبات الصهيونية بإنشاء دولة في فلسطين. وشهدت تلك الفترة تزايد الهجرة اليهودية، ما استدعى أول تجمع عربي رفيع المستوى لمناقشة القضية الفلسطينية بشكل موحد.

وجاء انعقاد القمة بشكل طارئ، ردًا على توصية لجنة التحقيق الأنجلو-أمريكية بقبول 100 ألف مهاجر يهودي إلى فلسطين.

وأكدت القمة على مركزية القضية الفلسطينية كقلب القضايا القومية، ودعت إلى وقف الهجرة اليهودية. واعتبرت أي عدوان ضد فلسطين من الولايات المتحدة وبريطانيا عدواناً على كافة دول الجامعة العربية، وطالبت بمساعدة الشعوب العربية المستعمرة على نيل استقلالها.

قمة بيروت 1956: الرد على العدوان الثلاثي

عقدت القمة في تشرين ثاني/ نوفمبر 1956 بدعوة من الرئيس اللبناني حينها كميل شمعون، بعد العدوان الثلاثي الذي شنته بريطانيا وفرنسا والاحتلال الإسرائيلي على مصر وقطاع غزة. وشارك في القمة تسعة زعماء عرب، أصدروا بياناً ختامياً يؤكد مناصرة مصر وحق الدفاع المشروع عن النفس، كما أيدت القمة في ملف منفصل، نضال الشعب الجزائري من أجل الاستقلال.

قمة الخرطوم 1967: "اللاءات الثلاثة"
عقدت القمة في آب/ أغسطس 1967 بعد النكسة العربية في حرب حزيران/ يونيو 1967. وخرجت القمة بعدة قرارات تاريخية أبرزها "اللاءات الثلاثة": لا صلح، لا تفاوض، ولا اعتراف بإسرائيل". وأكدت على وحدة الصف العربي واستئناف تصدير النفط بعد تجميده في الحرب، حيث قررت الدول النفطية (السعودية، الكويت، وليبيا)، تقديم دعم مالي للدول المتضررة (مصر، الأردن، وسوريا).

قمة الرباط 1969: ما بعد إحراق الأقصى
عُقدت أول قمة إسلامية رسمية تخص فلسطين، في الرباط عاصمة المغرب بأيلول/ سبتمبر 1969، عقب إحراق المسجد الأقصى من قبل الاحتلال الإسرائيلي. وجاءت أهمية القمة في الإعلان عن تأسيس "منظمة المؤتمر الإسلامي"، وأكدت ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة ضد إسرائيل.

قمة الجزائر 1973: ما بعد حرب أكتوبر

عقدت القمة في تشرين ثاني/ نوفمبر 1973 بدعوة من سوريا ومصر، عقب الانتصارات العسكرية في حرب أكتوبر. ووضعت القمة شرطين أساسيين للسلام مع الاحتلال الإسرائيلي: الانسحاب الكامل من الأراضي المحتلة، واستعادة الحقوق الفلسطينية، كما دعت لتقديم الدعم المالي والعسكري للجبهتين السورية والمصرية وشهدت انضمام موريتانيا للجامعة العربية.

وجاءت القمة بعد نحو شهر من اتخاذ وزراء النفط العرب في منظمة (أوابك)، قرارا بحظر تصدير النفط إلى الولايات المتحدة وهولندا، وخفض الإنتاج تدريجياً، ما أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار النفط وأزمة طاقة عالمية.

قمة بغداد 1978: مقاطعة مصر

كانت قمة بغداد "عادية" ومجدولة مسبقا في تشرين ثاني/ نوفمبر 1978، لكنها جاءت في ظرف استثنائي عقب اتفاقية "كامب ديفيد" للسلام بين مصر والاحتلال الإسرائيلي، والتي جرى توقيعها قبل أقل من 6 أسابيع من موعد انعقاد القمة.

ورفضت القمة اتفاق السلام بين مصر والاحتلال الإسرائيلي، وقررت نقل مقر الجامعة العربية من القاهرة إلى تونس وفرض مقاطعة سياسية واقتصادية على مصر، مؤكدة ضرورة التمسك بالحقوق العربية والفلسطينية.

اظهار أخبار متعلقة


قمة فاس 1982: تمهيد لمبادرة السلام العربية

عقدت قمة فاس على مرحلتين، حيث جرت الثانية كقمة طارئة في أيلول/ سبتمبر 1982 بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان ومذبحة صبرا وشاتيلا. وأقرت القمة مشروع السلام العربي المعروف بـ "مبادرة فاس"، وتضمن المبادئ انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة عام 1967، وضمان حرية العبادة، وحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس، وهو ما اعتبر تمهيدا للمبادرة العربية للسلام التي قدمتها السعودية في 2002.

قمّة عمّان 1987: حشد الطاقات لمواجهة الاحتلال
عُقدت القمة بدعوة من الملك حسين بن طلال لمناقشة قضايا بينها الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، حيث قرر المجتمعون في "قمة الوفاق": "حشد طاقات وإمكانات الدول العربية من أجل تعزيز قدرات وطاقات دول وقوى المواجهة مع إسرائيل على كافة الأصعدة لوقف عدوانها على الأمة العربية"، إضافة إلى "إجبار اسرائيل على الانصياع للقرارات الدولية الهادفة إلى إقامة سلام عادل وشامل في المنطقة".

قمة الجزائر 1988: دعم الانتفاضة الأولى

عقدت القمة في حزيران/ يونيو 1988 بمبادرة من الرئيس الجزائري الأسبق الشاذلي بن جديد، في ظل تصاعد الانتفاضة الفلسطينية الأولى. ودعت لدعم الانتفاضة بكافة الأشكال، وأدانت سياسة الولايات المتحدة لانحيازها لإسرائيل.

وأسست القمة صندوق الجزائر لدعم الانتفاضة، ومهدت لإعلان قيام دولة فلسطين في نوفمبر 1988.

قمة بغداد 1990: القدس ليست عاصمة إسرائيل
عقدت القمة في أيار/ مايو 1990 بدعوة من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، بعد قرار الكونغرس الأمريكي اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل. وأدانت أي إجراءات أحادية تمس الوضع التاريخي للقضية الفلسطينية.

قمة القاهرة 2000: دعم الانتفاضة الثانية

عقدت القمة في تشرين أول/ أكتوبر 2000 عقب اقتحام آرييل شارون للحرم القدسي، ما أدى لاندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية. وأنشأت القمة صندوقاً لدعم أسر الشهداء وصندوق الأقصى برأس مال 800 مليون دولار لدعم الاقتصاد الفلسطيني، وأرسى مبدأ الانعقاد الدوري للقمة.

قمة اسطنبول 2018: ردا على قرار ترامب

عقدت في مدينة إسطنبول التركية بأيار/ مايو 2018، بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة. وأدانت القمة القرار واعتبرته استفزازاً لمشاعر المسلمين والمسيحيين، وأكدت على أن القدس هي عاصمة فلسطين، وحثت الدول الأعضاء على اتخاذ إجراءات دبلوماسية واقتصادية لمواجهته.

كما ودعت القمة إلى فرض عقوبات اقتصادية وسياسية على الدول التي تنقل سفاراتها إلى القدس.

قمتا القاهرة والرياض بعد العدوان على غزة

عقدت قمتان عربية وإسلامية، الأولى في القاهرة بعد خمسة أيام من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في تشرين أول/ أكتوبر 2023، والثانية في الرياض بعد شهر من العدوان. ودعت القمتان إلى وقف فوري لإطلاق النار، ورفض التهجير القسري للفلسطينيين، وتوفير الحماية الدولية وإدخال المساعدات الإنسانية.

التعليقات (0)