سياسة دولية

اليابان تختبر مدفعا خاليا من البارود والمتفجرات: كيف حدث هذا وماذا يعني؟

تُعد اليابان والصين حاليا في طليعة الدول الرائدة في مجال تطوير مدافع السكك الكهرومغناطيسية- الأناضول
تُعد اليابان والصين حاليا في طليعة الدول الرائدة في مجال تطوير مدافع السكك الكهرومغناطيسية- الأناضول
نجاح اليابان في اختبار مدفعه المُسمى "الريلغن"، الذي يعد تحوّلًا نوعيًا في مسار التطوير العسكري وسيكون له تأثيرا على ميزان القوى في المنطقة، باعتبار أنه كهرومغناطيسيً لا يحتاج للبارود والمتفجرات.

وجاء في تقرير لصحيفة "برافدا" الروسية ترجمته "عربي21" والذي نقل أيضا عن مجلة "ميليتاري واتش" الأمريكية المتخصصة بالشؤون العسكرية، أن اليابان نجحت في إجراء اختبارات على مدفع كهرومغناطيسيً.

وأعلنت وكالة المشتريات والتكنولوجيا واللوجستيات التابعة لوزارة الدفاع اليابانية عن إتمامها بنجاح تجارب إطلاق النار باستخدام مدفع كهرومغناطيسي، وقد خضع السلاح الجديد للاختبارات خلال شهري حزيران/ يونيو وتموز/ يوليو على متن سفينة الاختبار التابعة لقوات الدفاع البحري اليابانية، أسوكا، وتمكن خلال التجارب من إصابة هدف بحري على مسافات بعيدة لأول مرة.

اظهار أخبار متعلقة


وتُعد اليابان والصين حاليا في طليعة الدول الرائدة في مجال تطوير مدافع السكك الكهرومغناطيسية. ففي سنة 2018 ظهرت صور تكشف عن مدفع تجريبي ضخم ثُبّت على متن سفينة الإنزال الصينية "هاينشان". 

وتعتمد هذه الأنظمة على قوة الدفع الكهرومغناطيسي لإطلاق مقذوفات عالية السرعة، حيث تُستخدم عارضة انزلاقية تتحرك عبر سكَتين موصلتين للتيار لتوليد طاقة هائلة تكفل تسريع المقذوف.

ويتيح هذا الأسلوب الوصول إلى سرعات خارقة؛ إذ أكدت وكالة المشتريات والتكنولوجيا واللوجستيات التابعة لوزارة الدفاع اليابانية أن النموذج التجريبي لديها تمكن من بلوغ سرعة فوهية تجاوزت 2500 متر في الثانية، أي أسرع بكثير من مدافع الدبابات التقليدية التي لا تتعدى سرعتها عادة 1750 مترًا في الثانية.

وترجح الصحيفة إمكانية اعتماد مدافع "الريلغن" الكهرومغناطيسية على الطاقة الحركية وحدها لتدمير الأهداف، من دون الحاجة إلى قذائف متفجّرة. غير أنّ فعاليتها تبقى محدودة مقارنة بالتطور المتسارع في تقنيات الصواريخ، إذ تُدار معظم المعارك البحرية الحديثة على مسافات تتجاوز الألف كيلومتر، بينما لا تتيح هذه المدافع إصابة أهداف "ما وراء الأفق".

اظهار أخبار متعلقة


وفي الوقت الذي عززت فيه الصين ترسانتها البحرية بعدة أنواع من الصواريخ الفرط صوتية، المجنّحة منها والبالستية، تعمل اليابان والولايات المتحدة على تطوير أنظمة مماثلة لأساطيلهما.
وعلى خلاف اليابان والصين، قررت الولايات المتحدة وقف مشروعها لتطوير مدفع "الريلغن". فبعد أن كانت التجارب البحرية مقررة سنة 2017، أُلغيت الخطط منذ 2014 نتيجة عقبات تقنية معقدة حالت دون التقدم في المشروع.

وفي ختام التقرير نوهت الصحيفة بأن سجل التعاون الطويل بين طوكيو وواشنطن في مجال تبادل أحدث التقنيات الدفاعية يعزز التقديرات بأن نجاح الاختبارات اليابانية الأخيرة قد يمهد الطريق لاعتماد أنظمة مشابهة مستقبلاً داخل البحرية الأميركية.
التعليقات (0)