نقلت
وكالة تسنيم الإيرانية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي القول، الاثنين، إن مفتشين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية زاروا مواقع نووية إيرانية الأسبوع الماضي.
وأضاف بقائي "ما دمنا عضوا في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، فسنلتزم بتعهداتنا، وفي الأسبوع الماضي فقط زار مفتشون من الوكالة الدولية للطاقة الذرية عدة منشآت نووية، بما في ذلك مفاعل طهران البحثي".
وفي وقت سابق،
قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان: "إن طهران تسعى إلى السلام، لكن لن
يجبرها أحد على التخلي عن برنامجيها النووي والصاروخي"، وأضاف "نحن على
استعداد لإجراء محادثات في ظل الأطر الدولية، لكن ليس إذا قالوا إنه لا يمكنكم
امتلاك علم (نووي)، أو الحق في الدفاع عن أنفسكم (بالصواريخ) وإلا سنقصفكم".
اظهار أخبار متعلقة
من جهته، قال
المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إن إيران لا تزال
تمتلك ما يكفي من اليورانيوم العالي التخصيب والمعرفة التقنية اللازمة لصنع سلاح
نووي، وذلك رغم الهجمات الإسرائيلية والأميركية على منشآتها النووية.
وأوضح غروسي،
في مقابلة مع قناة "
فرانس 24"، أنّ البرنامج النووي الإيراني تعرّض
لأضرار كبيرة بعد الهجمات التي استهدفت مواقع نطنز وأصفهان وفوردو، لكنّ إيران ما
زالت تملك كمية كافية من اليورانيوم عالي التخصيب وقدرات فنية تمكّنها من إنتاج
عدة أسلحة نووية في المستقبل القريب، وأضاف قائلا: "ستحتاج إيران إلى وقت
لإعادة بناء بنيتها التحتية الصناعية والتقنية، ويقدّر الخبراء أن هذه العملية قد
تستغرق عامًا أو أكثر".
وأشار المدير
العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن جزءًا كبيرًا من المواد النووية
الإيرانية لا يزال في المنشآت التي تم استهدافها، موضحًا أن "هذه المواد تمكّنهم
من تصنيع عدة قنابل نووية"، وتابع غروسي قائلاً: "النشاطات النووية في
إيران اليوم محدودة للغاية، لديهم محطة في الجنوب وبعض الأنشطة الأخرى، ولا يُجرى
حاليًا أي تخصيب لليورانيوم، لكن هذا لا يعني أنهم لن يفعلوا ذلك مستقبلاً".
وأشار المدير
العام إلى أنّ التعاون بين إيران ومفتشي الأمم المتحدة تراجع بشكل حادّ بعد الحرب
التي استمرّت 12 يومًا، قائلًا: "منذ ذلك الحين لم نتمكّن من العودة إلى
الوضع السابق. فقد أقرّت إيران قانونًا داخليًا يفرض قيودًا على التعاون مع
الوكالة، ورغم ذلك، أكّد أنّ الاتصالات والمحادثات التقنية مع طهران ما زالت
مستمرة، وأن الوكالة تسعى لاستئناف مسار المراقبة والتحقق.
وبحسب صحيفة
نيويورك تايمز الأمريكية، فإن الضرر الذي لحق بإيران جراء الهجمات التي قادها
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يصل إلى مستوى "التدمير الكامل"، كما
أعلن سابقًا، ونقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية أن مخزون اليورانيوم الإيراني
والكافي لإنتاج نحو 11 قنبلة نووية، نقل إلى موقع سري، فيما تعمل "مصانع
الصواريخ على مدار الساعة، وتشير التقديرات إلى أن إيران تواصل العمل في منشأة
تخصيب جديدة تعرف باسم "جبل الفأس"، وترفض السماح للمفتشين الدوليين
بدخولها.
وقال علي ويز،
مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية: "تعمل المصانع الإيرانية بلا
توقف، والرد المقبل سيحمل طابعا مختلفا. إذ تخطط طهران لإطلاق نحو 2000 صاروخ في
هجوم واحد، بدلا من 500 صاروخ على مدى 12 يوما كما حدث في حزيران/يونيو.
اظهار أخبار متعلقة
وعقدت طهران
وواشنطن خمس جولات من المحادثات النووية قبل الحرب التي استمرت 12 يوماً في حزيران/يونيوالماضي،
عندما قصفت القوات الأميركية والإسرائيلية مواقع إيرانية، كان الرئيس الأميركي
دونالد ترمب كشف قبل أيام عن أن إيران طلبت رفع العقوبات الأميركية المفروضة
عليها، معرباً عن انفتاحه على مناقشة الأمر.
وبعد بداية
ولايته الرئاسية الثانية في كانون الثاني/يناير الماضي، استأنف ترمب تنفيذ سياسة
"أقصى الضغوط" على إيران التي تهدف إلى منعها من تطوير سلاح نووي، وفي
أيلول/سبتمبر، أعادت الأمم المتحدة فرض العقوبات على طهران بموجب آلية الزناد بعد
تفعيلها من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وتحظر هذه الإجراءات التعاملات المرتبطة
بأنشطة إيران النووية والصاروخية الباليستية.