أصابت الدهشة كل دول العالم شرقه وغربه حين قصف المارق عن كل قانون وأخلاق رئيس حكومة إسرائيل، الأرض القطرية مستهدفا قيادات المقاومة، بينما كانوا يعدون رد منظمة حماس على الاقتراح الأمريكي الرامي حسب البيت الأبيض لوضع حد للحرب.
وربما استهدف (نتنياهو) دولة قطر وهي وسيط السلام والأمن والراعي الأول والمنسق المقتدر للوساطة الأمريكية المصرية القطرية، وطبعا لم نكن نحن سكان قطر الخير والمروءة من مواطنين ومقيمين نتوقع حدوث هذا القصف الإجرامي (حسب تعبير معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية ) وأصاب بعضنا الهلع من قوة أصوات القصف وتطايرت حول المنزل المستهدف شظايا الصواريخ التي أطلقتها مقاتلات عدو السلام!
وجاءت كلمة معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن قوية وحاسمة حيث قال: إن بلاده لن تتهاون في الدفاع عن سيادتها وستتعامل بحزم مع أي اختراق أمني وتحتفظ بحق الرد على هذا الهجوم السافر.
وتابع متسائلا “نتنياهو» قال إنه سيعيد تشكيل الشرق الأوسط فهل سيعيد تشكيل الخليج؟ ونوجز هذه المواقف الحاسمة في النقاط التالية: دولة قطر تعرضت لهجوم إسرائيلي غادر يشكل إرهاب دولة وإن قطر لن تتهاون بشأن المساس بسيادتها وتحتفظ بحق الرد على الهجوم السافر وسنتعامل بحزم مع أي اختراق أمني.
وتم تشكيل فريق قانوني سيقدم القضية الى الأمم المتحدة (مع العلم بأن مجلس الأمن اجتمع يوم الأربعاء 10 سبتمبر الجاري لبحث العدوان الهمجي على دولة وسيطة في إقرار السلام) وما وقع هو إرهاب دولة ومحاولة لزعزعة الأمن والاستقرار الإقليمي ورسالة إلى المنطقة تقول إن هناك لاعبا مارقا في المنطقة وعربدة سياسية وإن (نتنياهو) يقود المنطقة إلى مستوى لا يمكن إصلاحه وأن الهجوم لم يتجاوز القوانين الدولية فحسب بل المعايير الأخلاقية برمتها ولا يمكن تسمية الهجوم إلا بالغدر.
نتنياهو مارق ويمارس إرهاب الدولة فالمفاوضات كانت تجرى على قدم وساق بطلب من الوسيط، لكن إسرائيل ما فتئت تعمل على تخريب كل محاولة لتحقيق السلام وينبغي الرد بشكل موحد على همجية (نتنياهو).
الهجوم الإسرائيلي كان عملية غادرة ولم يتم العلم بها إلا وقت حدوثها بينما لم تدخر قطر وسعا لإنجاح مفاوضات وقف إطلاق النار في
غزة.
الجانب الأمريكي أبلغ قطر بعد وقوع الهجوم بعشر دقائق والعدو الإسرائيلي استخدم أسلحة لم تكشفها الرادارات.
معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن اختتم كلمته بالتأكيد على أن الاستقرار في المنطقة لن يتحقق من خلال الحروب بل بالدبلوماسية عملا بتوجيهات حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى.
وفي ذات السياق قال مسؤول قطري إن الضربات الإسرائيلية على الدوحة تقوض فرصة التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن، أما السعودية فقالت «كل قدراتنا» لدعم قطر وبدورها أدانت تركيا «الإرهاب الإسرائيلي باعتباره سياسة دولة».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية د. ماجد الأنصاري إن الغارة «استهدفت مباني سكنية يقطنها عدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس»، مضيفا أن «هذا الاعتداء الإجرامي يشكل انتهاكا صارخا لكافة القوانين والأعراف الدولية ويشكل تهديدا خطيرا لأمن وسلامة القطريين والمقيمين في قطر.
وأنا شخصيا في بعض مداخلاتي على قنوات تلفزيونية أكدت على أن يوم العدوان الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 كان يوما تاريخيا فاصلا في منطقة الشرق الأوسط والعالم، لأنه غير بعمق نظام التحالفات التقليدية بين دول الإقليم فقد التحق بالدوحة أغلب قادة الدول الخليجية واستقبل حضرة صاحب السمو الأمير العديد من المسؤولين الكبار العرب كما تلقى من رؤساء الدول الأوروبية مكالمات تندد بشدة بالعدوان الإسرائيلي على قطر وهي الحليف في وساطات السلام والدولة المتقدمة في صناعة مصير أفضل للعالم بأسره.
وهنا لا بد أن نشير الى تصريح رئيسة الاتحاد الأوروبي السيدة (أورسولا فاندرلاين) صباح أمس الخميس بأنها تدين باسم كل أعضاء الاتحاد الأوروبي ما قامت به إسرائيل من قصف قطر متهمة الحكومة الإسرائيلية بالممارسات الإرهابية.
وأعلنت أن الاتحاد أعد قائمة بأسماء أعضاء الحكومة الراهنة المتطرفين والمؤيدين للتهجير والإبادة.
أما في الولايات المتحدة فسجلنا تحولا كبيرا في مواقف الحزبين الديمقراطي والجمهوري ولدى اللجان المؤثرة في الكونغرس وأعضائها البارزين وسمعنا النائب (كريز مورفي) يتهم إسرائيل بممارسة الإبادة واستعمال التجويع سلاحا في حربها ضد منظمة حماس فما كان من (نتنياهو) إلا الانتقام الرخيص من سكان غزة المدنيين الأبرياء وقتل الأطفال بالمئات.
وكما نعلم جميعا فإن أغلب القتلى قصفهم الجيش الإسرائيلي وهم يتدافعون بحثا عن لقمة العيش وهو أمر غير مسبوق في التاريخ بوحشيته وغياب كل أخلاق وكل رحمة وكل ضمير. هذا حصاد يوم التاسع من سبتمبر 2025 حيث يمكن القول إنه رب ضارة نافعة، ودعوتنا هي كما قلنا منذ عقود: اللهم اجعل هذا البلد آمنا وانصر قيادته الحكيمة ذات المروءة واسدل على سكانه من مواطنين ومقيمين ستائر رحمتك ورضاك إنك العزيز القدير.
الشرق القطرية