قاصرون جزائريّون يصلون إسبانيا بقارب مسروق.. محتجزون بمركز إيواء
لندن- عربي2108-Sep-2512:26 PM
0
شارك
بقارب صغير وهتافات رياضية.. مراهقون جزائريون يعبرون المتوسط إلى إسبانيا - جيتي
وضعت السلطات
الإسبانية سبعة قصر جزائريين في مركز إيواء خاص في جزيرة ايبزا بعد ما أثارت
قضيتهم زوبعة إعلامية في إسبانيا بحسب وكالة فرانس24، التي قالت إن هؤلاء القُصّر
أبحروا من الجزائر لمسافة تزيد على 200 كيلومتر، بمفردهم، من دون قائد يُتقن قيادة
القارب، ومن دون التمتع بأيّ خبرة أو معرفة مُسبقة بالإبحار والاتجاهات.
وتمكّن سبعة جزائريين،
لا تتجاوز أعمارهم 18 عاماً، من الوصول بمفردهم إلى السواحل الإسبانية، في رحلة
هجرة سرية عبر البحر الأبيض المتوسط، ونشر المراهقون السبعة مقطع فيديو شرحوا فيه
ظروف رحلتهم على متن قارب سرقوه من ميناء تامنفوست في العاصمة الجزائرية، حيث
كانوا يقومون بتعبئة الوقود وتخزينه تمهيداً ليوم الإبحار، قبل أن يقرّروا
الانطلاق، فكان أن عَبَروا البحر باتجاه جزيرة إيبيزا على السواحل الإسبانية.
🔴لا حول ولا قوة إلا بالله
8 أطفال "قصــ.ر" من لابيروز الجزائر العاصمة يقدمون على ســـ.رقة قارب 85 حصان من صــاحبه ويصلون إلى الأراضي الاسبــ.انية دون مرشد.. 🇪🇦 pic.twitter.com/qG5NkOSELm
وأشار أكبر
هؤلاء الفِتية سنّاً، في فيديو نشره، إلى أنّهم سرقوا القارب الذي تبلغ قوته 85
حصاناً، وقال: "كانت الرحلة محفوفة بالمخاطر، حيث تعطّل محرّك القارب لأكثر
من مرة، قبل أن ينجح أحدنا في إعادة تشغيله".
اظهار أخبار متعلقة
وأصيب الكثير
من الجزائريين بالذهول، بعد أن كشف الناشط الإسباني فرانشيسكو خوسي كليمنتي عن
وصول هؤلاء الأطفال إلى سواحل جزر البليار، ونشر صورا للقارب الذي ركبوه ومعلومات
عن تفاصيل الرحلة، مؤكدا أن أصغرهم لا يتعدى الرابعة عشرة من عمره وأكبرهم في حدود
السابعة عشرة.
لاحقا، تأكد
الخبر بعد أن بادر هؤلاء الشباب بنشر مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي،
يوثقون فيها لحظة إبحارهم باتجاه إسبانيا، وظهروا وهم يرددون أغاني ملاعب مشهورة
في العاصمة الجزائرية، تحمل رسائل احتجاجية على الظروف الاجتماعية والاقتصادية
وتصور الهجرة كخيار بديل عن واقعهم.
وبعد وصولهم الى الضفة الاخرى هؤلاء الاطفال تلاقو اكبر صدمة لهم وعرفوا ان كل ما قيل عن الحرڨة و اوروبا مجرد وهم وان #الجزائر افضل لهم . هاهم اليوم يخاطبون الشعب خاصة الذين رجعوهم قدوة انهم اخطأو #الجزائرpic.twitter.com/NkViX05OWP
وقد صرح أحدهم
في مقطع مصور قائلا: "ذهبنا بتطبيق يرشدنا كم بقي لنا في الطريق حتى وجدنا
أنفسنا في إيبيزا، ما أخرجنا من البلاد هو (الميزيرية)"، وهي عبارة شعبية تعني
ضيق العيش.
وفي التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، هناك من اعتبر أن هؤلاء الأطفال ارتكبوا فعلا مشينا
بسرقتهم القارب ومخاطرتهم بحياتهم، لكنهم في النهاية لم يفعلوا ذلك إلا لأنهم
شعروا أن المستقبل سيسرق منهم، حسب ما كتب أحدهم، ورأى آخرون أن
القضية أكبر من مجرد نزوة مرتبطة بوسائل التواصل الاجتماعي، بل تعكس أزمة اجتماعية
واقتصادية عميقة تدفع الشباب إلى البحث عن حياة أفضل مهما كانت المخاطر.
وكان الرئيس
الجزائري عبد المجيد تبون قد أشار في كلمته قبل 3 أيام خلال افتتاح معرض التجارة
البينية الإفريقية إلى ظاهرة الهجرة غير النظامية في إفريقيا، مؤكدا أن "من
أراد وقف الهجرة المسماة غير شرعية، فعليه أن يساعد في الاستثمار وخلق فرص عمل
لشباب إفريقيا من أجل إصلاح الأوضاع الراهنة التي تعكس إجحاف العالم في حق القارة"
وتعد ظاهرة
الهجرة غير النظامية من أبرز المعضلات التي تواجهها السلطات، فالجزائر التي لا
تزال دولة عبور بالنسبة للكثير من الجنسيات الإفريقية والعربية، وتحولت أيضا إلى
منطقة استقرار للكثير من المهاجرين غير النظاميين، خاصة الأفارقة منهم، أما
إسبانيا، فتواجه تدفقا كبيرا عبر ما يعرف بالطريق الجزائري، سواء لمهاجرين
جزائريين أو أجانب يمرون عبر الجزائر.
اظهار أخبار متعلقة
وفي تقريرها الأخير، ذكرت المنظمة غير الحكومية
الإسبانية "كامنندو فرونتيراس"، أن الطريق البحري الذي يربط بين الجزائر
والسواحل الإسبانية الشرقية والذي أصبح ثاني أكثر الطرق خطورة بعد الطريق الأطلسي
المؤدي إلى جزر الكناري، شهد وفاة نحو 6,618 مهاجراً أو فقدوا خلال عام 2023، في
أثناء محاولتهم الوصول إلى إسبانيا، بمعدل 18 شخصاً في اليوم، وبزيادة 177 بالمائة
مقارنة بأرقام عام 2022.