فنون منوعة

"الكرنك" يتصدر القائمة.. أفضل 100 فيلم سياسي في تاريخ السينما المصرية

السينما المصرية.. سجل حيّ للتاريخ السياسي والاجتماعي -أرشيفية
السينما المصرية.. سجل حيّ للتاريخ السياسي والاجتماعي -أرشيفية
أعلن مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، برئاسة الناقد السينمائي الأمير أباظة، عن نتائج الاستفتاء الذي أجراه لاختيار أفضل 100 فيلم سياسي في تاريخ السينما المصرية. وشارك في الاستفتاء 41 ناقدا من مصر والوطن العربي، تحت إشراف الناقدة ميرفت عمر، عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما.

وجاءت نتيجة الاستفتاء لتكشف عن قائمة تضم عشرة أفلام في الصدارة، احتل المركز الأول فيلم الكرنك (1975) المأخوذ عن رواية نجيب محفوظ، وجاء بعده البريء (1986)، ثم شيء من الخوف (1969)، إحنا بتوع الأتوبيس (1979)، في بيتنا رجل (1961)، طيور الظلام (1995)، الإرهاب والكباب (1992)، العصفور (1974)، غروب وشروق (1970)، وأخيرا القاهرة 30 (1966).

وشارك في الاستفتاء مجموعة كبيرة من أبرز النقاد والصحفيين من بينهم طارق الشناوي، محمود عبد الشكور، صفاء الليثي، سحر الجمل، عبد الكريم قادري، مهدي عباس، هاني الشيباني، وغيرهم.

وأكدت إدارة المهرجان أن هذه المبادرة تأتي في إطار توثيق ذاكرة السينما المصرية، وإبراز الدور الذي لعبته الأفلام السياسية في تناول قضايا الوطن والمجتمع وصياغة وعي الأجيال. كما أوضحت أن الإعلان عن بقية قائمة الـ100 فيلم سيتم تباعا.

ولم تقتصر  السينما السياسية في مصر على الحكايات الدرامية بل عالجت قضايا الحرية والاستبداد والصراع المجتمعي، وفي هذا السياق، يُعتبر فيلم "الكرنك" علامة فارقة، إذ تناول الاعتقالات في الستينيات، بينما كشف "البريء" استغلال البسطاء في قمع المعارضين، أما "شيء من الخوف" فحمل رمزية رفض الاستبداد، في حين قدّم إحنا بتوع الأتوبيس صورة قاسية عن القمع الأمني في فترة ما قبل ثورة يوليو.

كما حمل فيلم "في بيتنا رجل" روح المقاومة الوطنية، بينما عالجت أفلام مثل "طيور الظلام" و"الإرهاب والكباب" فساد السلطة والبيروقراطية، أما "العصفور" ليوسف شاهين فكان بمثابة شهادة على أسباب هزيمة يونيو 1967، فيما كشف "غروب وشروق" عن شبكات الفساد السياسي والأمني قبل ثورة يوليو/تموز، وأخيرا، قدّم القاهرة 30 صورة صادمة لفساد المجتمع في ثلاثينيات القرن الماضي.

ولعبت الأفلام السياسية دورا بارزا في كشف الاستبداد والفساد والتعبير عن روح المقاومة الوطنية. ومن خلال هذا الاستفتاء، يرسخ مهرجان الإسكندرية دور السينما كجزء من الذاكرة الجمعية للمجتمع المصري والعربي، وكوسيلة لفهم العلاقة بين الفن والسلطة والشعب عبر عقود من التحولات الكبرى.
التعليقات (0)