سياسة دولية

لاريجاني: مسار التفاوض مع واشنطن "لم يُغلق" رغم الشروط المعرقلة للمحادثات

لاريجاني يحذر واشنطن من إغلاق مسار التفاوض- إرنا
لاريجاني يحذر واشنطن من إغلاق مسار التفاوض- إرنا
قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، إنّ: "مسار المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة لم يُغلق بعد، لكن مطالب الولايات المتحدة بفرض قيود على برنامج الصواريخ الإيراني تعوق تقدم المحادثات"، بحسب ما نقلته وكالة رويترز .

وكتب لاريجاني في منشور على موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، قائلا: "نسعى بالفعل إلى مفاوضات عقلانية، لكنهم يُمهدون طريقا لإلغاء أي محادثات عبر إثارة قضايا غير قابلة للحل، مثل فرض قيود على البرنامج الصاروخي".


وخلال لقاء مطول مع مدراء ومسؤولي وسائل الإعلام، أكد لاريجاني أنّ: "العبارة العامة الشائعة التي تدعو للحفاظ على إيران والجمهورية الإسلامية بأنه هو المبدأ الأساسي، هي عبارة صحيحة، لكن العدو يقول يجب أن تتراجعوا عن قدراتكم الصاروخية"، وهو ما عدّه مراقبون إشارة لتصريحات المرشد الإيراني، علي خامنئي، الأخيرة التي وصف فيها المطالبون بخوض مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة بأنهم "سطحيون".


وفي وقت سابق اليوم، شكّك المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في نيّات الولايات المتحدة وحلفائها في "الترويكا الأوروبية" بالعودة إلى مسار المفاوضات، معلناً عن رفض طهران شروطاً محددة من القوى الغربية لاستئناف المسار التفاوضي حتى نهاية الشهر الحالي.


ونفى بقائي تسريبات إعلامية بشأن إرسال طهران نحو 15 رسالة إلى واشنطن عبر وسطاء، لكنها لم تتلقَّ رداً، وقال: "هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة، إنها جزء من الحرب النفسية التي يشنها الجهاز الإعلامي التابع لإسرائيل ضد إيران".

والثلاثاء، عقد مجلس الشورى الإيراني، جلسة غير علنية، لبحث تفعيل الترويكا الأوروبية (فرنسا، وألمانيا، وبريطانيا)، "آلية الزناد"، والتي تسمح بإعادة فرض العقوبات على إيران، دون تصويت بمجلس الأمن، فيما اتهمت الخارجية الإيرانية، الترويكا، باتخاذ الخطوة بناءً على رغبة الولايات المتحدة وإسرائيل".

وقال بقائي في تصريحات صحافية: "عندما تتحدث ثلاث دول أوروبية عن الاتفاق النووي، يجب أن نسأل: عن أي اتفاق نووي تتحدثون؟ إيران تُتهم بعدم الالتزام بتعهداتها، لكن هذا الادعاء ينم عن سوء نية"؛ فيما أعلنت دول "الترويكا الأوروبية"، الخميس الماضي، أنها قامت بإعادة تفعيل آلية فرض العقوبات على إيران "لعدم امتثالها للاتفاق النووي وتجاوزها الحدود المقررة بشأن تخصيب اليورانيوم منذ سنوات".

اظهار أخبار متعلقة


والسبت، قال وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، إنّ: "باريس لا تزال منفتحة على إجراء محادثات مع إيران، لتجنب إعادة فرض عقوبات واسعة النطاق عليها، ولكن بشرط أن تكون طهران مستعدة لاتخاذ "خطوات ملموسة على الفور".

وأوضح: "ماذا سيحدث الآن؟ تُفتح فترة 30 يوماً يمكن بعدها تطبيق العقوبات، ثم يمكن أيضاً تطبيق العقوبات الأوروبية، إلا إذا وافقت إيران، بالطبع، خلال هذه الفترة على اتخاذ الإجراءات التي طلبناها منها بوضوح تام".

تجدر الإشارة إلى أنّ "آلية الزناد"، هي إجراء يسمح بإعادة فرض العقوبات الدولية على إيران، دون الحاجة إلى تصويت في مجلس الأمن، إذا اعتُبرت طهران في حالة "عدم امتثال جوهري" للاتفاق النووي، وسبق أن استخدمته واشنطن بشكل منفرد عام 2020، دون إجماع دولي، ما أثار خلافاً قانونياً واسعاً حول صلاحية الإجراء، خاصة بعد انسحابها من الاتفاق.

وتوقّفت الجولة السادسة من المحادثات الإيرانية الأمريكية، عقب اندلاع حرب استمرت 12 يوما في حزيران/ يونيو، حيث شنّت فيها دولة الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة هجوما على منشآت نووية إيرانية، وردت إيران بهجمات بصواريخ باليستية على "إسرائيل".
التعليقات (0)