جدل في بريطانيا.. مهرجان يوقف عرض فرقة أيرلندية بسبب علم فلسطين

شهد مهرجان "فيكتوريوس" الموسيقي بمدينة بورتسماوث البريطانية، واقعة مثيرة للجدل بعدما أكدت فرقة الغناء الفولكلوري الأيرلندية "ذا ماري وولوبرز" أن عرضها قُطع فجأة بسبب رفعها علم فلسطين على خشبة المسرح.

وقالت الفرقة، في منشور عبر حسابها الرسمي على "إنستغرام": "تم قطع عرضنا في مهرجان فيكتوريوس بسبب رفع علم فلسطين على المسرح. نقدم عروضنا منذ ست سنوات ولم يحدث هذا قط من قبل. فلسطين حرة طوال اليوم وكل يوم."

وأثارت الواقعة تفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر كثير من النشطاء أن ما حدث يمثل تقييدا لحرية التعبير، خاصة أن المهرجان عادة ما يُعرف بتنوعه الثقافي والفني.

لكن في المقابل، رد متحدث باسم المهرجان عبر بيان رسمي نشر في صحيفة ديلي ميل البريطانية قائلا: "لقد أوضحنا للفنانين قبل الأداء سياسة المهرجان القائمة منذ فترة طويلة، والتي تمنع رفع أي أعلام من أي نوع داخل الفعالية، نحترم حق الفنانين في التعبير عن آرائهم خلال العرض، لكن رفع العلم كان خرقاً واضحاً للقواعد."

اظهار أخبار متعلقة

وأضاف البيان أن عرض الفرقة لم يتم إنهاؤه مباشرة عند رفع العلم، وإنما كان قرار أعضاء الفرقة أنفسهم التوقف عن الأداء، مؤكداً أن سياسات المهرجان لا تستهدف دولة أو قضية بعينها، بل تهدف إلى الحفاظ على حيادية الفعالية وتجنب استخدام المسارح لأغراض سياسية أو أيديولوجية.

ويذكر أن مهرجان "فيكتوريوس" يعد من أبرز الفعاليات الموسيقية في المملكة المتحدة، ويستقطب آلاف الزوار سنوياً، وتشارك فيه فرق عالمية مثل كينجز أوف ليون وكايسر تشيفس.

وأثارت القضية لم تقف عند حدود المهرجان، نقاشا أوسع حول تداخل الفنون مع القضايا السياسية، خاصة في ظل تزايد التضامن الشعبي مع القضية الفلسطينية في أوروبا خلال الأشهر الأخيرة، فبينما يرى مؤيدو قرار المهرجان أن احترام القواعد شرط أساسي لاستمرار الفعاليات بشكل منظم، يعتبر آخرون أن تقييد حرية الفنانين في التعبير عن قضايا إنسانية يُضعف من رسالة الفن ذاته.

وبين هذا وذاك، تبقى الحادثة مرشحة لإثارة مزيد من الجدل، خصوصاً أن الفرقة الأيرلندية أعلنت تمسكها بموقفها مؤكدة أن رفع علم فلسطين كان "خطوة طبيعية تعكس ضميرها الإنساني".