شهدت مدينة
طنجة، الأحد، واحدة من أضخم التحركات الشعبية المناهضة للتطبيع في
المغرب، حيث احتشد الآلاف أمام الميناء المتوسطي للمدينة، احتجاجا على رسو
سفن شحن محملة بمعدات عسكرية يُعتقد أنها متجهة نحو ميناء حيفا، دعماً لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وجاءت هذه المظاهرات استجابة لدعوة أطلقتها حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على الاحتلال الإسرائيلي (BDS)، والجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، في محاولة لمنع سفينتين تحملان قطع غيار لطائرات "إف-35" من تفريغ حمولتهما أو استئناف رحلتهما باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وردد المشاركون في المسيرة شعارات، بينها: "رسالة إلى الرباط.. أوقفوا الارتباط بالكيان القتّال"، في تعبير مباشر عن رفضهم لأي شكل من أشكال التعاون العسكري أو التجاري مع الاحتلال.
وفي أكثر من مدينة مغربية، من بينها تطوان وفاس والدار البيضاء، نُظمت مظاهرات متزامنة دعماً لقطاع
غزة، وتنديداً بسياسة الحصار والتجويع التي تنتهجها سلطات الاحتلال.
ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بـ: (وقف المجازر بحق المدنيين في غزة - إدخال المساعدات الإنسانية فورًا - إسقاط اتفاقيات التطبيع مع الاحتلال - التصدي لمحاولات تهجير الفلسطينيين من أرضهم).
شحنات "لوكهيد مارتن" تمر عبر المغرب
وفي سياق متصل، كشفت حركة BDS أن سفينة شحن تُدعى ميرسك، محملة بقطع غيار عسكرية حساسة، وصلت إلى ميناء الدار البيضاء، على أن تتوجه لاحقاً إلى ميناء طنجة الثلاثاء، لاستلام حاويات عسكرية من سفينة أخرى قادمة من ميناء هيوستن الأمريكية، كانت قد غادرت بتاريخ 19 تموز/ يوليو الماضي.
وتتضمن الشحنة أجزاء من أجنحة طائرات "إف-35" القتالية، موجهة من شركة "لوكهيد مارتن" الأمريكية إلى شركة "الصناعات الجوية الإسرائيلية"، بحسب بيانات بوليصة الشحن التي اطلعت عليها الحركة.
وأشارت الحركة إلى أن شركة ميرسك الدنماركية، التي تتولى عمليات الشحن، مدرجة ضمن القائمة التي أعدّتها المقرّرة الأممية فرانشيسكا ألبانيزي، والتي تضم الشركات المتورطة في دعم اقتصاد الإبادة الجماعية الإسرائيلي.
وأكدت BDS أن استمرار مرور هذه الشحنات العسكرية عبر بُنى تحتية مغربية، خصوصًا موانئ طنجة والدار البيضاء، يُعدّ تورطا مباشرا تتحمل فيه الدولة المغربية مسؤولية قانونية وأخلاقية بموجب القانون الدولي الإنساني، وليس مجرد إجراء لوجستي أو تقني كما تروّج بعض الجهات الرسمية.
اظهار أخبار متعلقة
"التواطؤ خيانة للسيادة ووجدان الشعب"
وفي بيانها، اعتبرت BDS أن غياب الشفافية بشأن طبيعة هذه الشحنات ومقصدها النهائي، يُمثل "إخلالا جسيما بالسيادة الوطنية"، مضيفة أن الصمت الرسمي المغربي حيال هذه القضية يشكل تواطؤا يتناقض مع وجدان الشعب المغربي الذي عبّر مرارا عن رفضه للتطبيع.
وحذرت الحركة من أن استمرار التعاون اللوجستي مع الشركات المتورطة في دعم الاحتلال، في وقت تتسابق فيه دول مثل إسبانيا لفتح تحقيقات بشأن عبور العتاد العسكري الإسرائيلي عبر أراضيها، يضع المغرب في موقف "مخجل أمام الضمير العالمي"، ويطرح "أسئلة خطيرة حول حدود الاستقلالية والشفافية في القرار المغربي".
وطالبت الحركة عمال الموانئ المغربية بعدم التعامل مع السفن المحملة بالعتاد الإسرائيلي، ودعتهم إلى الامتناع عن تحميل أو تفريغ الشحنات، والانخراط في معركة الكرامة ورفض أن يكونوا أدوات لخدمة آلة الحرب الصهيونية.
اظهار أخبار متعلقة
كما دعت القوى الحيّة والنقابات والهيئات المدنية إلى تصعيد الضغط الشعبي والسياسي لوقف أي شكل من أشكال التعاون العسكري أو التجاري مع الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك مقاطعة شركة ميرسك، والالتحاق بجهود "فضح شركاء الإبادة".
تصعيد شعبي ضد "سفن الإبادة"
وتزامنًا مع رسو السفينتين، أعلنت الجبهة المغربية لدعم فلسطين عن تنظيم تحركات احتجاجية جديدة في مدن الدار البيضاء وطنجة، مؤكدة أن هذه السفن ليست سوى "امتداد للعدوان على غزة"، واصفة إياها بـ"سفن الإبادة".
وقالت الجبهة إن السلطات المغربية مطالبة بكشف محتوى السفن والجهات المتورطة في إدخالها إلى الموانئ المغربية، محذرة من أن أي تواطؤ في تمريرها يُعد خرقًا صريحًا لاتفاقية الإبادة الجماعية وقرارات محكمة العدل الدولية.