انهارت أمينة
أردوغان، عقيلة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالبكاء، عقب انتهاء خطابه حول تسليم
حزب العمال الكردستاني سلاحه.
وعقب انتهاء الخطاب الذي ألقاه أردوغان في مؤتمر حزب العدالة والتنمية، انهارت أمينة بالبكاء واحتضنته، في مشهد لقي تواسعا في مواقع التواصل.
دموع في لحظة إعلان "تركيا بلا إرهاب"
الرئيس أردوغان، وخلال مشاركته في الاجتماع الاستشاري الـ32 لحزب العدالة والتنمية في منطقة كزلجاهامام قرب أنقرة، ألقى خطابا حمل مضامين سياسية واجتماعية عميقة، وتضمن إعلانا صريحا عن "دخول آفة الإرهاب في تركيا، مرحلة النهاية"، في إشارة إلى قرار حزب العمال الكردستاني التخلي عن العمل المسلح وبدء إلقاء السلاح.
وركز الخطاب على استعادة الوحدة الوطنية وتعزيز مفهوم "الأخوة التاريخية" بين الشعبين التركي والكردي، قوبل بعاصفة من التصفيق، فيما بدت القاعة مشحونة بالمشاعر والتأثر، خاصة في اللحظات التي تحدث فيها الرئيس عن الألم الذي خلفه الإرهاب لعقود، مؤكدا أن "اليوم يوم جديد، تُفتح فيه أبواب تركيا العظيمة والقوية على مصراعيها".
وبينما كان أردوغان يختتم خطابه، غلب التأثر على زوجته، التي جلست في الصفوف الأمامية، فلم تتمالك دموعها، قبل أن تنهض وتحتضن زوجها بعد نزوله من المنصة، في لحظة التُقطت عدسات الكاميرا تفاصيلها، وسرعان ما تحولت إلى واحدة من أكثر الصور تداولا على منصات التواصل.
حساب حزب العدالة والتنمية الرسمي على منصة "إكس" نشر الصورة مصحوبة برمز تعبيري لقلب، لتحظى بآلاف التفاعلات في غضون ساعات، وسط تعليقات مؤيدة ومتعاطفة من أنصار الحزب وشرائح واسعة من المواطنين.
اظهار أخبار متعلقة
خلفيات شخصية ذات دلالة
ورغم أن أمينة أردوغان، ولدت في حي أسكدار بالشق الآسيوي في مدينة إسطنبول، إلا أنها تنحدر من عائلة تركية ذات أصول عربية تنتمي إلى مدينة سيرت في جنوب شرق تركيا، وهي من المدن التي تعرضت لعمليات مسلحة من قبل حزب العمال الكردستاني٬ طوال العقود الماضية.
ومن هذا المنظور، ربط كثيرون بين المشهد العاطفي الذي عاشته السيدة الأولى وماضيها العائلي، باعتبار أن الحدث لا يخص تركيا فحسب، بل يلامس شخصيا وجدانها وتاريخها الأسري.
وتأتي هذه التطورات في أعقاب إعلان تنظيم "بي كا كا" عن بدء عملية تسليم الأسلحة وحرقها، وتفكيك بعض تشكيلاته، في بادرة وُصفت بأنها "غير مسبوقة"، وسط جهود حكومية لطي صفحة الصراع المسلح، الذي خلف عشرات آلاف القتلى، وأدى إلى تهجير مئات القرى، خاصة في المناطق الكردية جنوب شرقي البلاد.
وكان أردوغان قد شدد في خطابه على أن "تركيا ستصبح أكثر قوة وثقة بنفسها بعد انتهاء الإرهاب"، مؤكدًا أن حكومته ستحول الموارد المخصصة لمكافحة الإرهاب إلى مشاريع تنموية تسهم في ازدهار البلاد، مشيرا إلى "إنشاء لجنة برلمانية خاصة لمتابعة المرحلة القانونية من عملية نزع السلاح"، ومؤكداً أن "المبادرة لم تأتِ نتيجة مساومة، بل ثمرة نضال طويل من أجل وحدة الوطن".