صحافة إسرائيلية

دعوة إسرائيلية للانسحاب الكامل من غزة والتخلي عن أفكار "التهجير"

قال كاتب إسرائيلي: "أصبحنا بحاجة لإعادة استيعاب المفهوم الأساسي الذي تبنّاه شارون"- جيتي
قال كاتب إسرائيلي: "أصبحنا بحاجة لإعادة استيعاب المفهوم الأساسي الذي تبنّاه شارون"- جيتي
دعا كاتب إسرائيلي، إلى الانسحاب الكامل من قطاع غزة بعد أكثر من 21 شهرا على حرب الإبادة الجماعية، وذلك تزامنا مع الذكرى العشرين لخطة "الانفصال أحادي الجانب"، التي تبنّاها رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل أريئيل شارون.

وأوضح المحرر بصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية سيفر بلوتسكر، أنّه "قبل عشرين عاماً في الأيام الأولى من شهر يوليو 2005، اكتملت الاستعدادات لتنفيذ خطة فك الارتباط التي طرحها شارون، وهدفت للانسحاب الكامل من قطاع غزة، بما في ذلك إخلاء جميع المستوطنات".

وأضاف بلوتسكر في مقال ترجمته "عربي21" أنه "في إطار التحضير للانسحاب، أعد البنك الدولي ومنظمات الإغاثة الدولية مشاريع للاستثمار في البنية الأساسية للاتصالات والطاقة والنقل والتعليم في غزة، وتضمنت الخطط إنشاء مناطق للتجارة الحرة، وتسريع التصنيع، والتنمية الزراعية المتقدمة، وبناء ميناء بحري ومطار، وتعزيز الدراسات ذات التكنولوجيا العالية، وقد جرت عملية الإخلاء بحد ذاتها بقدر محدود للغاية من العنف من جهة المستوطنين، ما أثار دهشة الجميع، ولم يحدث أي شرخ لا يمكن إصلاحه في إسرائيل".

وأشار إلى أن "أحلام إقامة "سنغافورة في غزة" لم تتحقق، لأنه في الأشهر الأولى بعد فك الارتباط، سيطرت حماس على الدفيئات الزراعية والمشاتل، وحولتها إلى معسكرات تدريب مسلحة، فيما كانت السلطة الفلسطينية ذات السيادة في غزة، غارقة في صراعات داخلية أدت لزيادة قوة حماس، ونفوذها، وبعد خمسة أشهر من الانسحاب، أصيب شارون بسكتة دماغية خطيرة ثانية، وتوقف عن العمل".

اظهار أخبار متعلقة



وأوضح أنه "في غياب شارون، الذي رأى في السلام مع الفلسطينيين "مهمة حياته"، كما قال في خطابه التاريخي في الجمعية العامة للأمم المتحدة، توقفت النخبة السياسية عن الاهتمام بما كان يحدث في غزة، وفي يونيو 2007، شاهدت الأوساط الاسرائيلية بلا مبالاة، بل وبارتياح معين سيطرة حماس السريعة والعنيفة للقطاع، حيث ردّت على الأحداث بفرض حصار عليها؛ وأدى هذا لظهور مفهوم خاطئ مفاده أن الحركة يمكن كبح جماحها، وترويضها من خلال تشديد الحصار، وتخفيفه، والسماح بدخول الأموال للقطاع".

وأكد أنه "رغم هجوم السابع من أكتوبر، والأشهر الطويلة من القتال المضني، فإن المفهوم نفسه لا يزال قائماً بين صناع القرار، ومن هنا تنبع الخطط الإسرائيلية لإدارة حياة 2.2 مليون فلسطيني في غزة، وهي الإدارة التي تعني السيطرة الإمبريالية على واحدة من أفقر المناطق، وأكثرها اكتظاظاً بالسكان، وأكثرها يأساً وعنفاً في العالم، وهي فكرة مجنونة".

وأضاف أنه "اليوم، وبعد مرور عشرين عاماً على الانسحاب، أي بعد جيل كامل من الزمن، أصبحنا بحاجة لإعادة استيعاب المفهوم الأساسي الذي تبنّاه شارون، ومفاده أن إسرائيل لن تتمكن من فرض وجودها لفرض النظام الذي تريده على سكان غزة، ولذلك، ليس أمامنا خيار سوى الانسحاب منها، انسحاباً كاملاً، مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن، وإنشاء منطقة عازلة على طول الحدود بيننا وبينها، بعيدا عن الخطط السخيفة والخطيرة لتهجير الفلسطينيين، ودون إقامة حكم عسكري في جزء من القطاع".

وأكد أن "رغبة حماس بالسيطرة على غزة بعد انسحابنا مسألة متوقعة، لكن دعوها تحاول، فلتأتِ حماس المتعبة المستنزفة، التي تختبئ في الأنفاق، بميزانيات لإعادة إعمار القطاع المدمر، تصل إلى 25 مليار دولار، ولتوفّر الغذاء والمأوى والتعليم والصحة للنازحين، وهكذا دواليك".

وختم بالقول إن "كل ذلك يؤكد أنه ليس هناك أمل بأن تتولى حماس، في وضعها الحالي، مهمة السيطرة وإدارة قطاع غزة المدمر، ولن يكون أمامها خيار سوى الطلب من السلطة الفلسطينية والحكومات العربية المعتدلة التي ستأتي لإدارتها في مكانها، ما يؤكد أن الآن هو الوقت المناسب لإتمام خطة شارون السابقة، وهي الخروج الكامل من الجحيم على الأرض المسمى قطاع غزة، وإطلاق سراح جميع الرهائن، والانسحاب".

التعليقات (0)