كشفت تقارير
أمنية متخصصة عن واحدة من أضخم عمليات
تسريب بيانات تسجيل الدخول في التاريخ
الرقمي، حيث تم رصد تسريب أكثر من ستة عشر مليار سجل تتضمن معلومات حساسة، تشمل
كلمات مرور، وملفات تعريف التصفح، وبيانات تسجيل دخول لحسابات شخصية ومؤسساتية حول
العالم.
وبحسب ما نشره
موقع "أخبار الأمن السيبراني"، فإن هذه الكمية الهائلة من البيانات
ناتجة عن سلسلة من
الاختراقات المتتالية، قامت بها برمجيات خبيثة تعرف باسم
"
سارقي المعلومات"، وهي أدوات إلكترونية تُزرع خلسة في أجهزة الضحايا،
لتقوم بجمع معلومات حساسة مثل كلمات السر وملفات الارتباط.
وأظهرت دراسة
تحليلية لموقع "سايبر نيوز"، المتخصص في شؤون الأمن الرقمي، أن هذه
البيانات المسربة جُمعت خلال فترة لا تتجاوز الستة أشهر الأولى من العام الجاري،
في ما وصفته الدراسة بأنه "تجميع لحوالي ثلاثين خرقًا متفرقًا" لبيانات
المستخدمين، تم دمجها في أرشيف واحد ضخم، يتم تداوله حاليًا على الإنترنت المظلم.
اظهار أخبار متعلقة
وقالت محللة
مختصة بالبصمة الرقمية في شركة "كاسبرسكي"،تدعى "ألكسندرا
فيدوسيموفا"، إن الرقم الذي جرى الكشف عنه "يفوق عدد سكان العالم
بمرتين"، مشيرة إلى أن جزءًا من هذه البيانات ربما يكون مكررًا بسبب إعادة
استخدام كلمات المرور من قبل عدد كبير من المستخدمين.
وأضاف رئيس فريق
الأبحاث في مركز كاسبرسكي لتحليل المخاطر، "دميتري جالوف"، أن البيانات
التي كُشف عنها تعكس تحول سرقة بيانات الدخول إلى "اقتصاد صناعي
متكامل"، حيث تقوم جهات إجرامية بجمع البيانات، وتحسينها، وإعادة تغليفها ثم
بيعها مرارًا، سواء في الأسواق الإلكترونية المغلقة أو عبر قنوات غير آمنة أصبحت
متاحة للجميع.
وفي تصريحات
مشابهة، شددت خبيرة في تحليل محتوى الإنترنت، "آنا لاركينا"، على أن
ظهور هذا التسريب يمثل "إشارة إنذار" بضرورة تعزيز سلوكيات الحماية
الرقمية لدى المستخدمين، مثل تفعيل خاصية التحقق المزدوج، وتغيير كلمات المرور
بانتظام، والامتناع عن استخدام كلمات مرور متكررة.
اظهار أخبار متعلقة
وأشارت إلى أن
تسريب هذه البيانات قد يمهد لعدد من الهجمات الإلكترونية القادمة، عبر رسائل
التصيد أو محاولات الاحتيال القائمة على ما تم تسريبه من معلومات، داعية
المستخدمين إلى استخدام تطبيقات إدارة كلمات المرور الآمنة لتقليل مخاطر الاختراق.
وتُعد هذه
الحادثة دليلاً جديدًا على تصاعد الهجمات الإلكترونية على مستوى العالم، في ظل
توسع نشاطات "سارقي المعلومات" والبرمجيات الخبيثة، وتوافر أدوات التجسس
الرقمية على نطاق واسع.