سياسة دولية

الهند تنفي دور ترامب في وقف إطلاق النار مع باكستان

وساطة أمريكية أم ضغوط؟ الهند ترفض رواية ترامب عن "صناعة السلام" مع باكستان - جيتي
وساطة أمريكية أم ضغوط؟ الهند ترفض رواية ترامب عن "صناعة السلام" مع باكستان - جيتي
نفي المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية، راندهير جايزوال، في مؤتمر صحفي الثلاثاء الماضي، التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي زعم فيها من الرياض وواشنطن أن الولايات المتحدة عرضت على الهند وباكستان حوافز تجارية مقابل وقف الأعمال القتالية، ملوّحاً بوقف التبادل التجاري في حال لم تمتثلا لذلك.

وقال ترامب إن تهديداته دفعت البلدين إلى التراجع، مضيفاً: "بعد تلك العروض والتهديدات، قالوا فجأة: أعتقد أننا سنتوقف". 

إلا أن المتحدث الهندي شدد على أن "ملف التجارة لم يُطرح في أي من المحادثات بين القادة الهنود والأمريكيين بشأن التصعيد العسكري".

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن محللين قولهم إن نفي الهند العلني لرواية ترامب يعكس مخاوف حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي من الظهور بمظهر الدولة التي خضعت للضغوط الدولية، وأوقفت عملياتها العسكرية ضد خصم تعتبره أضعف منها، قبل تحقيق "نصر حاسم".

ورغم الدور الذي لطالما لعبته واشنطن في تهدئة النزاعات جنوب آسيا، كانت نيودلهي تتوقع أن يكون أي تدخل أمريكي بعيداً عن الأضواء، وبما يحفظ مكانة الهند كقوة صاعدة وشريك استراتيجي موثوق.
 

اظهار أخبار متعلقة


وأضاف المحللون٬ إلا أن ترامب، بشخصيته المحبة للبروز الإعلامي، لم ينتظر توافق الطرفين، وأعلن من تلقاء نفسه عن وقف لإطلاق النار، ملمّحاً إلى أنه يستحق جائزة نوبل للسلام.

وأثارت تصريحاته امتعاض المسؤولين الهنود، خصوصاً لتلميحه بإمكانية التوسط مستقبلاً بشأن إقليم كشمير، وهو ملف تعتبره الهند "سيادياً وغير قابل للتفاوض".

وكشف مسؤول هندي رفيع للصحيفة أن نيودلهي كانت على تواصل مع إدارة ترامب قبل شنّ غاراتها الجوية على باكستان، وأبلغت واشنطن مسبقاً بنيّتها، ثم قدّمت لها تفاصيل الضربات بعد تنفيذها. 

وأضاف أن نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس اتصل لاحقاً برئيس الوزراء مودي محذراً من "احتمال تصعيد واسع"، لكن القرار بوقف القتال اتخذته الهند منفردة، بعد ليلة من القصف استهدفت مواقع عسكرية باكستانية.

وزاد من تعقيد الموقف التباين الواضح في مواقف واشنطن. ففي أعقاب الهجوم في كشمير في نيسان/ أبريل الماضي، والذي أسفر عن مقتل 26 مدنياً، صرّح فانس – الذي كان يزور الهند آنذاك – لقناة "فوكس نيوز" قائلاً: "التصعيد ليس من شأننا"، وهي تصريحات فُسرت في نيودلهي كضوء أخضر للمضي في العمليات العسكرية. غير أنه سرعان ما برز فانس إلى جانب وزير الخارجية ماركو روبيو في إطلاق مبادرة دبلوماسية مكثفة لاحتواء التصعيد.

ورغم ذلك، امتنعت الحكومة الهندية عن الإقرار علناً بالدور الأمريكي في التهدئة، مؤكدة أن وقف إطلاق النار تم بتوافق مباشر مع باكستان. وأثار هذا التناقض في المواقف الأمريكية امتعاضاً في الأوساط السياسية الهندية، لا سيما مع شعور متزايد بأن واشنطن لا تزال تضع الهند وباكستان في كفة واحدة، رغم اتهامات نيودلهي المتكررة لإسلام آباد بدعم الإرهاب.

اظهار أخبار متعلقة


وأشارت نيويورك تايمز إلى أن تلك التصريحات فجّرت موجة انتقادات داخل أوساط اليمين القومي الهندي المقرب من مودي، واعتبرها بعضهم "طعنة في الظهر"، وشككوا في جدوى التقارب مع الولايات المتحدة، في ظل ما وصفوه بـ"ازدواجية المعايير" الأمريكية في التعامل مع باكستان.

من جهتها، قالت السفيرة الهندية السابقة لدى واشنطن٬ نيروباما راو: "عندما يقول ترامب إنه تحدث مع الطرفين، فهو يضعهما على قدم المساواة. والهند أمضت عقوداً تحاول التحرر من هذه المعادلة الزائفة". 

وأضافت: "اعتقدنا أننا تجاوزنا تلك المرحلة، لكن ما حدث أعادنا خطوات إلى الوراء".

وفي عام 2016، منحت الولايات المتحدة الهند صفة "شريك دفاعي رئيسي"، وهي مرتبة مميزة تتيح للهند الوصول إلى تقنيات دفاعية متقدمة وحساسة، على غرار ما يتمتع به حلفاء الناتو. وجاء هذا التصنيف بعد إقرار قانون الشراكة الدفاعية والتكنولوجية بين الهند والولايات المتحدة، الذي سهل نقل التكنولوجيا العسكرية والتعاون في الأبحاث.
التعليقات (0)

خبر عاجل