ملفات وتقارير

الهند تتهم باكستان بدعم جماعات مسلحة في كشمير.. ماذا تعرف عنها؟

الهند وباكستان في نزاع طويل الأمد بسبب كشمير- جيتي
الهند وباكستان في نزاع طويل الأمد بسبب كشمير- جيتي
تشهد العلاقات بين الهند وباكستان توتراً غير مسبوق منذ سنوات وتجدد في الأيام الماضية، في ظل تبادل الاتهامات بين الجانبين بشأن هجمات بطائرات مسيّرة استهدفت أراضي كل منهما خلال الأيام القليلة الماضية.

ويتصدر النزاع حول إقليم كشمير المتنازع عليه بين البلدين قائمة الأسباب وراء هذا التصعيد، حيث تتهم الهند إسلام آباد بدعم جماعات مسلّحة انفصالية تنشط في الإقليم.

وكانت جماعة تُطلق على نفسها اسم "جبهة المقاومة" (TRF) قد تبنّت هجوماً وقع الشهر الماضي في منطقة باهالغام الواقعة في كشمير الخاضعة للإدارة الهندية، وأدى إلى مقتل 26 شخصاً.

وتؤكد نيودلهي أن الجماعة ما هي إلا امتداد لتنظيم "لشكر طيبة" المسلح، الذي يتخذ من باكستان مقراً له، وتحمّل إسلام آباد مسؤولية تقديم الدعم لهذه المجموعات، الأمر الذي تنفيه الأخيرة بشدة، مؤكدة إدانتها للهجوم وداعية إلى فتح تحقيق مستقل.

وتاليا نستعرض جماعات مسلحة تتهم الهند باكستان بدعمها:

جبهة المقاومة (TRF)
ظهرت "جبهة المقاومة" في أعقاب قرار الحكومة الهندية عام 2019 بإلغاء المادة 370 من الدستور، التي كانت تمنح كشمير حكماً ذاتياً موسعاً. 


لكن الجماعة لم تكتسب شهرة واسعة إلا بعد هجوم باهالغام، الذي أعلنت مسؤوليتها عنه عبر تطبيق "تلغرام"، مؤكدة معارضتها منح تصاريح الإقامة للوافدين من خارج الإقليم.

وقد أثار إلغاء المادة 370 مخاوف من مساعٍ حكومية لتغيير التركيبة السكانية للإقليم ذي الغالبية المسلمة. ويميز "جبهة المقاومة" عن غيرها من الجماعات المسلحة في كشمير غياب الطابع الديني عن تسميتها.

اظهار أخبار متعلقة


وترى الحكومة الهندية أن "جبهة المقاومة" تمثل واجهة جديدة لتنظيم "لشكر طيبة"، الذي يعرف باسم "جيش الطاهرين". 

ومنذ عام 2020، بدأت الجبهة تتبنى هجمات محدودة، منها عمليات اغتيال، وتضم عناصر من جماعات متمردة سابقة. وتشير التقارير الرسمية الهندية إلى أن غالبية المسلحين الذين قُتلوا في اشتباكات عام 2022 كانوا ينتمون إلى هذه الجبهة.

لشكر طيبة (LeT)
تأسس تنظيم "لشكر طيبة" مطلع التسعينيات بقيادة حافظ محمد سعيد، الذي نادي بـ"تحرير" كشمير من السيطرة الهندية. وقد وُجهت إليه اتهامات بتنفيذ عدة هجمات كبرى، أبرزها هجمات مومباي عام 2008 التي خلفت 166 قتيلاً. وعلى الرغم من نفي سعيد علاقته بالهجوم، إلا أن منفذ الهجوم الوحيد الذي تم القبض عليه، اعترف بانتمائه للتنظيم.


وتربط الأمم المتحدة التنظيم بهجومين آخرين وقعا في الهند: أحدهما على البرلمان عام 2001، وآخر استهدف قطارات الركاب في مومباي عام 2006، وأسفر عن مقتل 189 شخصاً.

في 7 أيار/مايو الماضي، شنت القوات الهندية ضربات صاروخية استهدفت عدداً من المدن في باكستان وكشمير الخاضعة لإدارتها، بينها مدينة موريدكي في إقليم البنجاب، التي تقول نيودلهي إنها تضم مقر جمعية "جماعة الدعوة"، التي تعتبرها واجهة لتنظيم "لشكر طيبة". 

اظهار أخبار متعلقة


وزعمت القوات الهندية أنها استهدفت كذلك معسكر "مركز طيبة"، حيث تقول إن منفذ هجوم مومباي تلقى تدريبه هناك.

من جانبها، تؤكد باكستان حظر التنظيم، وأعادت فرض الحظر على "جماعة الدعوة" عقب هجوم بولواما عام 2019. وقد أُلقي القبض على حافظ سعيد في العام نفسه، وهو يقضي حالياً عقوبة بالسجن لمدة 31 عاماً بعد إدانته في قضايا تمويل الإرهاب.

جيش محمد (JeM)
تأسس تنظيم "جيش محمد" مطلع الألفية الجديدة على يد مسعود أظهر، الذي أُفرج عنه من سجون الهند عام 1999 مقابل الإفراج عن رهائن طائرة هندية مختطفة. وكان أظهر ينشط سابقاً ضمن جماعة "حركة المجاهدين"، التي تدعو لضم كشمير إلى باكستان.

وتربط الأمم المتحدة "جيش محمد" بتنظيم القاعدة وزعيمه السابق أسامة بن لادن، إلى جانب حركة طالبان. 

وبالرغم من أن باكستان حظرت التنظيم عام 2002 بعد تورطه المفترض مع "لشكر طيبة" في هجوم البرلمان الهندي، إلا أن السلطات الهندية تؤكد أن التنظيم لا يزال ينشط في مدينة بهاولبور بإقليم البنجاب.

في 7 أيار/مايو الماضي أكدت نيودلهي أن هجماتها استهدفت أيضاً مقر التنظيم في بهاولبور. وكان "جيش محمد" قد تبنّى هجوم بولواما الانتحاري في 2019، الذي أسفر عن مقتل 40 عنصراً من القوات شبه العسكرية الهندية. ورغم اعتقاله مرتين، لم تُوجَّه إلى أظهر أي تهمة، وقد توارى عن الأنظار منذ فترة.

اظهار أخبار متعلقة


حزب المجاهدين (HuM)
تأسس "حزب المجاهدين" عام 1989 على يد القيادي الكشميري محمد إحسان دار، مستلهماً احتجاجات عام 1988 ضد الحكومة الهندية. 

ويعد الحزب أكبر تنظيم مسلح محلي في كشمير الخاضعة للإدارة الهندية، ويدعو إلى انضمام الإقليم إلى باكستان بدلاً من المطالبة بالاستقلال.

وللحزب حضور واسع في مناطق شوبيان وكولغام وبولواما جنوبي كشمير. وقد أثار مقتل قائده الميداني برهان واني عام 2016 احتجاجات حاشدة أعقبتها حملة أمنية مشددة.

وفي عام 2017، صنّفت الولايات المتحدة الحزب كـ"منظمة إرهابية أجنبية". وفي مقابلة مع قناة الجزيرة عام 2018، صرّح القيادي رياز نايكو بأن "الاحتلال الهندي هو ما يدفعنا إلى استخدام المقاومة المسلحة"، مؤكداً أن "الحرية" تعني – من وجهة نظر الجماعة – إنهاء ما وصفه بـ"الاحتلال الهندي" لكشمير. 

وأشار إلى أن باكستان تمثل "حليفاً عقائدياً وأخلاقياً"، لدعمها المستمر للقضية الكشميرية في المحافل الدولية.

وشهدت منطقة كشمير، ذات الأغلبية المسلمة، تحولات دراماتيكية في أعقاب الحرب الهندية الباكستانية الأخيرة التي اندلعت في نيسان/أبريل 2025، وذلك إثر تصعيد عسكري غير مسبوق بين الجارتين النوويتين. وقد انعكست آثار هذا التصعيد بشكل مباشر وعميق على حياة المسلمين في كشمير، حيث تفاقمت الأوضاع الإنسانية، وتزايدت الانتهاكات، وسط صمت دولي مقلق. 
التعليقات (0)