هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في عالم الفكر الإسلامي المعاصر، حيث تتداخل النصوص الدينية مع تحديات العقل والتاريخ، يبرز كتاب "علم الكلام والقرآن" للدكتور عبد الحميد مومن كجهد رصين لإعادة قراءة العلاقة بين النص القرآني والعقل في بناء العقيدة. يقدم الكتاب تجربة علماء الغرب الإسلامي بين القرنين السادس والتاسع الهجريين، مستعرضًا منهجياتهم في استمداد علم الكلام من القرآن، وموضحًا كيف يمكن للخطاب العقدي أن يجمع بين ثبات النص ومرونة الفهم العقلي، بعيدًا عن الانغلاق المذهبي أو الانفصال عن المنهجية العقلية.
كشفت ورقة سياسات للباحثة الفلسطينية شيماء بسام أبو سعدة صدرت عن مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت تحت عنوان "استهداف النظام الصحي في قطاع غزة: تداعيات الإبادة والحاجة إلى استجابة دولية عاجلة"، عن حجم الانهيار الكارثي الذي يشهده النظام الصحي في قطاع غزة، نتيجة ما وصفته بـ"حرب الإبادة المستمرة والحصار المشدد" منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
على المستوى الأكاديمي، يثري الكتاب النقاشات حول الذاكرة الجماعية والعدالة الانتقالية والسلطة القضائية في الأنظمة السلطوية والهجينة. يمكن للباحثين أن ينطلقوا منه لتطوير دراسات مقارنة مع تجارب أخرى (المغرب، مصر، أمريكا اللاتينية)، أو لتحليل العلاقة بين المكان والذاكرة في تاريخ المؤسسات.
تناولت هذه الدراسة موقف الموارنة من الوجود الفلسطيني في لبنان خلال الفترة 1948م-1982م، فما بين الأصول التاريخية للموارنة، وأحزابهم السياسية وعلاقاتهم بالحركة الصهيونية، وموقفهم من الأحداث الفلسطينية زمن الانتداب البريطاني، ما جعل مسرح لبنان السياسي في حالة توتر دائم وعدم استقرار، ما بين الأكثرية الإسلامية، والأقلية المسيحية، وخصوصا طائفة الموارنة، الذين يتبعون الطائفة المسيحية الشرقية لكنيسة روما الكاثوليكية، وهم أتباع الكنيسة البطريركية السريانية المارونية في أنطاكية، ويشكلون أهم الطوائف المسيحية في الشرق، التي كان لها دور كبير في ترسيخ فكرة أن الموارنة شعب قائم بذاته، وله خصائصه المميزة في تكريس فكرة الكيان الوطني، ورسخت في وجدانهم المبدأ الثلاثي القائم على الأرض، الطائفة، الأمة.
لأول مرة منذ صدور اتفاقية الإبادة الجماعية واتفاقيات جنيف الأربع، فإن إبادة جماعية ذات سمات استعمارية استيطانية مميزة في غزة قدّمها مرتكبوها على أنها ملتزمة بالقانون الدولي الإنساني. فقد فككت إسرائيل الكلمات والمفاهيم الواردة في قواعد قانون النزاعات المسلحة من سياقها المعياري، وحوّلتها إلى تراخيص للقتل الجماعي والتدمير العشوائي. وأُعيد تجميع هذه المفاهيم المفككة في "قانون الإبادة الجماعية المسلحة"، المُصمَّم خصيصًا للسكان الفلسطينيين المُصنفين على أساس عرقي، مع تصوير تدميرهم المادي كليًا أو جزئيًا على أنه وسيلة "إضافية" و"مشروعة" و"ضرورية" لتحقيق أهداف الحرب المُعلنة. وبدلا من التوقف عن جرائمها الإبادية، فإنها تتهم حماس بارتكاب أعمال مروعة ترقى إلى جريمة إبادة جماعية!!
دشّنت أثيوبيا الثلاثاء 09 سبتمبر 2025 سد النهضة الضخم المقام على نهر النيل بعد أشغال استمرت 14 عاما. وأثناء حفل التدشين الذي حضره قادة إقليميون، وصف رئيس الوزراء الأثيوبي أبيي أحمد السد بأنّه "إنجاز عظيم ليس فقط لإثيوبيا، بل لكل الشعوب السوداء." وفي نبرة تجمع بين التباهي وتحدّي دول المصب التي تجاهل كل اعتراضاتها وتحفظاتها، ذكر أن بلاده برهنت على أنها قادرة على تحقيق كل ما تخطط له.
تتجلى الأزمة الإنسانية في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية في 7 أكتوبر 2023 بأبعاد مأساوية، حيث تحوّل الغذاء من حق أساسي إلى سلعة نادرة تهدد حياة ملايين المدنيين، في ظل حصار مشدد يعيق وصول المساعدات الإنسانية ويزيد من تفاقم المجاعة وانعدام الأمن الغذائي وتدهور الأوضاع الصحية. وعلى الرغم من الالتزامات الواضحة للقانون الدولي الإنساني بوجوب تأمين المساعدات وعدم استخدام التجويع كسلاح حرب، فإن الواقع على الأرض يعكس تجاهلاً صريحاً لهذه القواعد، مما يحوّل العمل الإنساني إلى تحدٍ قانوني وعملي كبير. في هذا السياق، تأتي ورقة مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات لتقدم دراسة متكاملة تجمع بين الإطار النظري والقانوني والواقع الميداني، محاولةً تحليل مفهوم المساعدات الإنسانية، وإبراز الالتزامات القانونية للاحتلال الإسرائيلي، وتسليط الضوء على التحديات الراهنة التي تواجه وصول الدعم الإنساني إلى مستحقيه في غزة، بهدف تقديم رؤية شاملة وتوصيات عملية لمعالجة هذه الأزمة المتفاقمة.
ليس كل المختصين الغربيين بشؤون الشرق الأوسط والإسلام أي المستشرقون ، هم وحدهم الذين صَوَّروا الحضارة منعزلة والإسلام عدوانياً في جوهره، ضد الغرب ومنفصلاً حضارياً عنه. هاملتون جيب هيمن على دراسات الشرق الأوسط والإسلام في الجامعات البريطانية والأمريكية في النصف الأول من القرن العشرين، مثل برنارد لويس في النصف الثاني منه. وفي كتاب صدر عام 1951، وهو الوقت الذي بدأ فيه تقريباً، برنارد لويس الحديث عن أفكاره في صدام الحضارات؛ ولقد تحدى جيب التمييز المفتعل بين مدنية الغرب والحضارة الإسلامية أو العربية: في هذه النقطة ليس هناك أي شك في أن حضارة الشرق الأوسط وحضارة ما يُسَمَّى العالم الغربي مترابطتان بإحكام؛ وكلاهما، قبل وبعد ظهور الإسلام، كانتا متداخلتين.
كتاب "تفتيت الشرق الأوسط" لمؤلفه الكاتب والباحث البريطاني جيرمي سولت الذي ألف بمنتهى السرعة الملحة للقارئ العادي - العام -الذي يشعر بالحاجة لمعرفة المزيد عن الشرق الأوسط أكثر مما تستطيع أو تريد أجهزة الإعلام العامة ذكره وروايته.
كل ما يتعلق بالحريات والحقوق لا يمكن أن يعول فيه على القاضي الروبوت الذي تحلم به الباحثة. فمهما بلغ الذكاء الاصطناعي من الدقة والكفاءة، لا يصل إلى الذكاء البشري أولا، ويظل آلة عمياء غير مدركة لأعمالها وغير مسؤولة عن اختياراتها ثانيا.