هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
التحدّي الأول الذي واجهه المجلس الوطني الانتقالي الليبي تمثل في الدور الذي لعبته قبيلة الزنتان العربية القوية في تحرير منطقة الغرب الليبي، وبالتالي الإسهام في الزحف على طرابلس. وقد حرض الزنتان، رأس حربة ومشجعي الانتفاضة في الغرب، في الواقع على تجنيد وتشكيل وتجهيز كتائب تنتمي إلى المدن التي تصدوا لتحريرها (الزاوية وصرمان وغريان)، وقد قادت فيما بعد الهجوم المتزامن على تلك المدن الثلاث.
حين تولّى عمر بن عبد العزيز رحمه الله الخلافة، لم يرَ في الحكم مجداً شخصياً أو إرثاً عائلياً، بل حمّله مسؤولية دينية وأمانة شرعية، فاستدعى روح الشورى التي كانت سمةً بارزة في عهد النبوة والخلفاء الراشدين، وجعلها حجر الأساس في إدارته للدولة. لم تكن الشورى لديه مجرد شعار سياسي، بل ممارسة مؤسسية تُفعل بين العلماء والولاة، بين المركز والأطراف، امتدت من مجلسه في المدينة إلى أطراف الدولة الإسلامية. لقد أعاد بذلك إحياء مبدأ الحكم بالعدل والنصيحة، معتمداً على فقهاء الأمة وعقلائها، مما جعل من خلافته نموذجاً فريداً في الحُكم الراشد والمشاركة في اتخاذ القرار.
منذ لحظة اندلاع انتفاضة 17 فبراير 2011، وجدت ليبيا نفسها عالقة في دوامة عنف سياسي واجتماعي لم تهدأ، حيث تعثرت آمال التحول الديمقراطي وسرعان ما انقلب الحراك الشعبي إلى صراع دموي متعدد الأطراف. في كتابه "ثلاث سنوات انتقالية دامية"، يرصد الدكتور يوسف شاكير المسار الليبي بعد سقوط نظام العقيد القذافي، متوقفاً عند التحولات العنيفة التي عصفت بالبلاد، وانقسام النخب، وتصاعد التدخلات الخارجية، خصوصاً الأطلسية منها، وما نجم عنها من فوضى أمنية وتفكك اجتماعي. وبين سطور هذا العمل التحليلي، تُطرح الأسئلة الكبرى حول حقيقة "الثورة"، وحدود التغيير، ودور الإسلام السياسي، ومصير بلد تاه بين مطامح الديمقراطية وأشباح التقسيم الأهلي.
ينتمي الدروز إلى مذهب ديني مستقلّ نشأ في أوائل القرن الحادي عشر الميلادي، وتحديداً في عهد الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله (996–1021م) في مصر. وقد بدأت الدعوة الدرزية سنة 1017م، بقيادة حمزة بن علي بن أحمد، الذي يُعدّ المؤسس الفعلي للفكر الدرزي، إلى جانب دعاة آخرين مثل محمد بن إسماعيل نشتكين الدرزي، الذي تُنسَبُ الطائفة إليه مجازاً رغم أنه لم يكن مقبولاً من التيار الأساسي داخل الطائفة. ورغم أن الطائفة خرجت من رحم المذهب الإسماعيلي الفاطمي، فإنها تطوّرت لاحقاً إلى عقيدةٍ قائمةٍ على "التوحيد الفلسفي" ورفْض ظاهر الشريعة والطقوس الشكلية.
لطالما انبنت الأنظمة الاستبدادية على اغتصاب العقل وتشويه عمله. ويكون غسل الدماغ هذا بالوسائل الناعمة عبر الدعاية المباشرة أو المقنعة التي توظف الإعلام والفن والرياضة أو العنيفة التي تسرف أيما إسراف في عنفها. وهذا ما توسعت فيه أعمال فنية عربية كثيرة شأن فيلم "الكرنك" المقتبس عن رواية نجيب محفوظ بالعنوان نفسه.
تحرّك بعض الإخوة من الفريقين، لإنهاء الانقسام، ولم يجدوا صعوبة في الوصول إلى صيغة تعيد اللحمة إلى الجماعة، بقيادة الدكتور حسن هويدي، وافق عليها مجلس الشورى لكلّ فريق، وتم تشكيل قيادة واحدة، في عام 1991، كنت أحد أعضائها، نائباً للمراقب العام، وعملتْ هذه القيادة على إزالة آثار الانقسام، وتوحيد المكاتب والأجهزة، ونجحت في ذلك خلال فترة وجيزة.
في ظل تصاعد السياسات الحمائية الأمريكية التي تبناها دونالد ترامب، حذّرت دراسة علمية حديثة من تداعيات الحروب التجارية التي تخوضها الولايات المتحدة، معتبرة أنها تهدد الاستقرار الاقتصادي الأمريكي وتفتح في المقابل الباب أمام الصين لتعزيز موقعها الاستراتيجي في الأسواق العالمية، عبر أدوات مرنة تشمل خفض العملة، وإعادة توجيه صناعاتها، والالتفاف على القيود الجمركية، وهو ما قد يجعل الإجراءات الأمريكية تنقلب على صانعها وتُضعف الدور الأمريكي في النظام الاقتصادي العالمي.
ظل سؤال النهضة يشكّل الهاجس المركزي في الفكر العربي منذ صدمة الحداثة، لكن هذا السؤال لم يُطرح دائمًا بشجاعة كافية، إذ بقي في الغالب مؤجَّلًا أو محصورًا بين الاستلاب للنموذج الغربي والانكفاء على تراث مأزوم. غير أن ثلاث تجارب فكرية متميزة برزت كمحاولات جادّة لتحرير هذا السؤال من التبعية، وتجديد أدوات طرحه: الجابري بنقده لبنية العقل العربي، وطه عبد الرحمن بإعادة تأسيس العلاقة بين الحداثة والقيم، ونايف بن نهار بتفكيكه للسلطة الدينية. هذه الورقة تقارب هذه المشاريع الثلاثة من زاوية سؤال النهضة، لا بوصفها خلاصات نهائية، بل باعتبارها اجتهادات متعددة تسعى لإعادة تعريف الذات والآخر، وتفكيك العلاقة المعقدة بين الدين والسياسة، والعقل والتراث، في أفق بناء وعي نقدي ونهضة متحررة من القوالب الجاهزة.
أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت ورقة تقديرية بعنوان "محددات الموقف السوري من العلاقة مع إسرائيل"، أعدّها الكاتب والباحث الفلسطيني عاطف الجولاني، تناولت بالتحليل خلفيات التحول المحتمل في موقف القيادة السورية الجديدة تجاه "إسرائيل"، في ظلّ ما يُشاع عن اتصالات غير معلنة وتصريحات للرئيس السوري أحمد الشرع ألمح فيها إلى وجود أعداء مشتركين بين الطرفين، وهو ما يفتح باب التساؤل حول دوافع هذا التغيّر، وحدوده، وتداعياته على مستقبل العلاقات السورية – الإسرائيلية في سياق التحولات الإقليمية المتسارعة.
في زمن تتداخل فيه الوقائع بالرموز، وتُقاس المعارك ليس فقط بموازين النار بل بمفاعيلها النفسية والسياسية، تبرز حرب "طوفان الأقصى" وما تلاها من تطورات على جبهة جنوب لبنان كمنعطف مفصلي في مسار المقاومة وحزب الله تحديدًا، إذ بدا أن الخسارة هذه المرة لم تكن فقط عسكرية أو ميدانية، بل أصابت قلب المشروع المقاوم في رمزيته وقيادته، فاتحةً الباب أمام مراجعة جريئة لمسار طويل من التضحيات، وأسئلة لا يمكن إرجاؤها حول معنى النصر والهزيمة، والحدود الفاصلة بين شلل القيادة واستمرار الحلم.