هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ينطلق الكتاب من سؤال يبدو للوهلة الأولى بديهيًا إلا أنه في حقيقته جدير بالملاحظة والاهتمام بعمق، حيث يبحث الكاتبان وبعد مرور أكثر من سبعة عقود وبعد حروب استئصالية متواصلة ضد الشعب الفلسطيني بكل مكوناته وفي كل أماكن تواجده وبدعم غربي لا محدود بالمال والسلاح، حيث ومع كل ما سبق ظل الفلسطيني محافظًا على وجوده وكينونته وهويته الثقافية وتميزه وتمسكه بحقه في أرضه والعودة إلى وطنه وإزالة المشروع الصهيوني، الذي بدا وكأنه تجذر في بلده ولن يزول، كيف استطاع الفلسطيني أن يحافظ على بقائه ووجوده على الرغم من كل عوامل المحو والإزالة والشطب التي مارسها الاحتلال ضده عبر هذه السنوات الطويلة؟ يجيب الكاتبان عبر أبواب الكتاب الثلاثة.
لا يدري إلى أين سينهي هذا الوضع، هل سيبرز من القوى المعارضة أقلية خلاقة جديدة، تحمل مشاريع إبداعية جادة، تصنع تيارا شعبيا متأثرا برؤية المرجعيات الجديدة فيبزغ فجرها ونقيم دولة قوية من الداخل تقهر كل التهديدات الخارجية، أم أن الأقلية المسيطرة ستواصل جرنا إلى الأسفل في غفلة تامة من الأغلبية التابعة النائمة، فيكون انتحارنا داخليا، ونفكك دولتنا الوطنية بأيدينا، ونسقط بإرادتنا جميعا بين يدي القوى الخارجية.
يخوض الكتاب الذي بين أيدينا" إنشاء الأحكام بين أصول الفقه وعلم الكلام: فلسفة الكم الشرعي في التراث الإسلامي" لمؤلفه عمر فرحات في جزئية جد دقيقة، تركز على سؤالين اثنين: ما السبب الذي يجعلنا نلتمس من الوحي من الإلهي الهداية لأفعالنا؟ وكيف يكون ذلك منا؟ ويجعل من التراث الإسلامي، وبخاصة التراث الكلامي والأصولي، مادته الأساسية للإجابة عنهما، بحيث لا يقتصر الكتاب على القرن الخامس الهجري وإنما يتعداه حتى لواقعنا المعاصر.
كشفت دراسة علمية جديدة أصدرها مركز الزيتونة للدراسات أن انخراط "إسرائيل" في منظومة العولمة الدولية يشهد تراجعاً ملحوظاً منذ سنوات، تفاقم بعد طوفان الأقصى، في ظل تنامي العزلة الدبلوماسية والضغوط الدولية، بينما تسعى "إسرائيل" إلى تعويض هذا التآكل عبر بوابة التطبيع العربي، مستثمرة التحولات الإقليمية لامتصاص تداعيات الانهيار في مؤشرات العولمة السياسية والاقتصادية.
رغم الحضور الانتخابي المتكرر للحركات الإسلامية في المشهد السياسي، فإنّها سرعان ما تُستأصل بسهولة ودون صدى مجتمعي، وهو ما يكشف عمق أزمتها البنيوية، لا في غياب الديمقراطية أو المؤامرات الخارجية، بل في افتقادها لحزام مدني صلب يقيها الانكشاف السياسي، ويمنحها شرعية مجتمعية تتجاوز سند الصندوق. ففي غياب الترسّبات الثقافية والعمل النقابي، ظلت هذه الحركات خارج الدولة وخارج المجتمع في آن، عاجزة عن بناء توازن قوى حقيقي، ومستسلمة لعزلة مزدوجة غذّتها مرجعيات فقهية مترددة ونظرة مرتابة للعمل المدني، ما جعلها دائمًا فريسة سهلة لكل موجة قمع أو إقصاء.
يسعى نتنياهو ليكون المؤسس الثالث لإسرائيل، ويعمل بقوة مع حلفائه من اليمين المتطرف على تحقيق حلم إسرائيل الكبرى وبناء شرق أوسط جديد تكون إسرائيل هي القوة المهيمنة على شئونه. لذلك، فإن قراءة تفكيره السياسي أمر ضروري لفهم ما حدث في المنطقة منذ توليه رئاسة الوزراء أول مرة عام 1996، ولفهم حروبه الحالية، وتوقع خطواته المستقبلية.
يمثّل العنف موضوعا محفّزا للتفكير الفلسفي والسياسي والاجتماعي لما فيه من المفارقات العديدة، كأن يخلّف أذى عميقا في حياة الأفراد والمجتمعات ويمثّل في الآن نفسه أداة لا بدّ منها لضمان حياة اجتماعية مستقرّة أو كأن يكون مولّدا المفاهيم المختلفة، فتكون ذات غطاء إيديولوجي يبرّر مشروعيته شأن المناداة بـ"العنف الثوري أو "الفوضى الخلاقة" أو تصحب بنيرة تهجين وإدانة كالحديث عن "الوضع العنيف" أو الإفراط في استعمال العنف.
لا يكاد الجدل في فرنسا حول الإسلام والمسلمين يهدأ حتى يتجدد، في سياق مشحون بالهواجس الهويّاتية والتجاذبات السياسية، حيث تتحوّل قضايا المسلمين إلى مادة مفضّلة للتأزيم الإعلامي والتجييش الانتخابي، كما هو الحال مع التقرير الأخير حول "الإخوان المسلمين والإسلام السياسي"، الذي لم يحمل جديداً يُذكر، بقدر ما أعاد إنتاج سرديات أمنية معروفة، تسهم في تعزيز مناخ الريبة والإقصاء، وتكشف عن مأزق عميق تعيشه الجمهورية الفرنسية في تعاملها مع مكوّن أساسي من نسيجها المجتمعي.
تمثل طائفة العلويين في لبنان إحدى الأقليات الدينية الصغيرة التي لا يتخطى عدد أبنائها نسبة 1.5% من إجمالي عدد اللبنانيين. وبرغم قلّة عددهم، فإن العلويين يشكلون مكوّنًا دينيًا واجتماعياً نجح في الحفاظ على خصوصيته الثقافية لكنه لم ينجح دائماً في تعزيز مكانته الوطنية والسياسية ضمن التوازنات اللبنانية الدقيقة وذلك بفعل ارتباطاته الإقليمية ولا سيما مع سوريا طوال فترة حُكم آل الأسد، فواجه العلويون تحديات مرتبطة بالهوية والتمثيل والانخراط في الحياة السياسية، ما تُرجم أحياناً على شكل توترات طائفية في المناطق التي يتركزون فيها ولا سيما طرابلس.
ليست المقاصد ترفًا فقهيًا ولا اجتهادًا فكريًا مستحدثًا، بل هي في الأصل تجلٍّ لعقل الوحي حين يتحوّل إلى نظام حياة، وتعبير عن روح الشريعة حين تتنزّل في سياق العمران البشري وتدبير الاجتماع. من هذا المنطلق، يقدّم الدكتور مصطفى العرفاوي في كتابه "الاستراتيجية المقاصدية الشاملة في العهدين النبوي والراشدي" رؤية تجديدية تحفر في أعماق التجربة الإسلامية التأسيسية لاستخراج عقلها التدبيري، لا من باب الاستذكار التاريخي، بل من زاوية استئناف الوظيفة الحضارية للمقاصد.