هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في ظل العدوان على غزة منذ أكتوبر 2023 والمجاعة والأمراض والدمار الشامل في كامل القطاع، تبنت جمعية العامة للأمم المتحدة إعلان نيويورك" لتسوية قضية فلسطين "بالوسائل السلمية " منها تنفيذ حل الدولتين" و"إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة وذات سيادة" و"توفير ضمانات الأمن الجماعي". مع أنّ التجارب علّمتنا أنّ قيمة مثل هذا الإعلان لن تتجاوز البعد المعنوي ولن تخلّف أثرا على الأرض استبشر به الكثيرون ورأوا فيه بارقة أمل لحل القضية الفلسطينية. ولحماستهم أو لهول الوضع في القطاع لم ينتبهوا إلى ما فيه من رياء. فقد كان يعمل بحرص على مراعاة الغضب الإسرائيلي. ويتجاهل بتشديده على [الوسائل السلمية] الحق الفلسطيني في الكفاح المسلح ضد الاحتلال.
يشهد المغرب منذ 27 أيلول / سبتمبر المنصرم، بروز أشكال جديدة من الفعل الاحتجاجي تقودها فئة شبابية تعرف بـ"جيل Z"، أي الجيل الذي ولد في ظل الثورة الرقمية، ونشأ على قيم التواصل الفوري عبر شبكات التواصل الاجتماعي وتأثر بالعديد من القيم التي أفرزتها ثقافة التواصل الرقمي.
لم يكن السابع من أكتوبر عملية عسكرية محدودة في الزمان والمكان، بل مثّل انفجارا بنيويا في بنية الصراع العربي ـ الإسرائيلي، وصدعا في جدار "الستاتيكو" الإقليمي الذي طال أمده، لقد دشّن الطوفان مرحلة ما بعد الجمود، حيث أُعيد تعريف مفاهيم القوة والشرعية والردع، وتحوّلت المقاومة من حالة دفاعية إلى فاعل إستراتيجي قادر على إعادة توزيع موازين النفوذ، وكشف حدود التفوق العسكري حين يواجهه وعيٌ مقاوم يمتلك المشروعية والإيمان والقدرة على الصبر الاستراتيجي.
في بلدٍ يقوم كيانه على توازن الطوائف وتوزيع الحصص بينها، يبقى الأكراد في لبنان جماعة بلا صوت سياسي رغم جذورهم العميقة في نسيجه الاجتماعي والثقافي. فعلى امتداد قرون من الوجود، ظلّ الأكراد خارج التصنيف الرسمي للطوائف اللبنانية الثماني عشرة، ما جعلهم حاضرين في الحياة اليومية وغائبين عن الخريطة الطائفية. وبين اندماجٍ قسري داخل الطائفة السنية وسعيٍ متواصل للاعتراف بهويتهم الخاصة، يعيش الأكراد اللبنانيون في منطقة رمادية تجمع بين التهميش والاندماج، في وقتٍ يسعى فيه بعضهم إلى تثبيت حضورهم الثقافي والاجتماعي كوسيلةٍ لمقاومة الصمت المفروض عليهم في دولةٍ تتقاسمها الطوائف وتنسى من لا طائفة لهم.
تشهد مواقف دول رابطة جنوب شرق آسيا (آسيان) من الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي تحولات لافتة منذ اندلاع عملية طوفان الأقصى، إذ كشفت الأحداث عن تباين واضح بين الاعتبارات المبدئية والدينية من جهة، والمصالح الاقتصادية والسياسية من جهة أخرى. فقد وجدت دول آسيان نفسها أمام اختبارٍ أخلاقي واستراتيجي معقّد، يوازن بين ضغوط الرأي العام، خصوصًا في الدول ذات الأغلبية المسلمة، وبين حسابات العلاقات مع القوى الكبرى و"إسرائيل". وتبرز أهمية دراسة هذا الموقف في ضوء تصاعد الحضور الآسيوي في النظام الدولي، وما يمثله من وزنٍ ديموغرافي واقتصادي متنامٍ يمكن أن يؤثر في موازين التعاطف الدولي مع القضية الفلسطينية، ويعيد رسم خرائط الاصطفاف في مرحلة ما بعد طوفان الأقصى.
الكتاب، بما يحمله من كثافة تحليلية وتوتر سياسي، لا يندرج ضمن جنس الدراسات الأكاديمية الصرفة، بل هو أقرب إلى نص جدلي ـ فكري يستند إلى معايشة المؤلف لواقع عربي مأزوم، لا سيما التجربة العراقية التي شكّلت خلفية حاسمة لفهمه لمعنى استبداد الدولة. لكنه مع ذلك يتجاوز حدود الحالة العراقية لينفتح على فضاء عربي عام تتكرر فيه سمات بنيوية متشابهة: من مصر الناصرية إلى سوريا البعثية، ومن جمهوريات "الثورات" التي تحولت إلى ملكيات مقنّعة، وصولاً إلى التجربة التونسية التي حملت وعود الحرية ثم عادت إلى الانغلاق السلطوي مع انقلاب قيس سعيّد.
العلامة الفذ والباحث المحقق الكبير الدكتور محمد حميد الله الحيدر آبادي (ولد في الهند عام 1908)، نموذج شديد الوضوح لتلك الحالة التي أتحدث عنها، عاش في صمت، ورحل في صمت (توفي في فلوريدا بالولايات المتحدة عام 2002)، وكأنه من غمار الناس، رغم أنه قمة علمية نادرا ما وصل إليها أحد في القرن العشرين،
بما أنَّ الكاتب يهودي أمريكي، مخلصٌ ليهوديته وشعبه، فلا يمكن اتهامه بمعاداة السامية ومعاداة اليهود. ولذلك فهو يستطيع أن يجري نوعاً من النقد الذاتي لليهودية في بعض مراحلها، ويستطيع أن يشير إلى بعض الرواسب التي علقت بالفكر اليهودي عبر تاريخه الطويل. يقول إن هنالك من دون ريب ثروة روحية وجمالية جمة في التقاليد الحاخامية. ولكن فيها كذلك الكثير من الخَبَث والنفايات، بل إن فيها أموراً غريبة ومدمرة.
من خصائص الدين أن يتعلق بمبادئ وقيم ثابتة، وبكائن علوي أبدي(الخالق) والاتصال بهذا الكائن العلوي الأبدي أو اتصال الكائن العلوي بالكائنات الدنيا يتم بوسيلة الاتصال التي هي اللغة، ومن ثم يكون الدين من أقوى الوسائل المحافظة على اللغة، ونجد ذلك واضحا في لغة الأدعية مثلا وأسلوب التضرع إلى الله ... الذي لا يكاد يتغير في جميع الديانات منذ ظهورها، مع أنه كلام بشر، ويجوز الاجتهاد في تغيير أسلوبه (نقصد الكلمات التي تصاغ بها الأدعية إلى الله، وليس كلام الله المقدس الذي لا يجوز تغييره، ومن الأمثلة البارزة على ذلك: اللغة العبرية التي زالت من التداول منذ أكثر من عشرين قرنا، ولكنها بقيت محفوظة كلغة خاصة بفضل علاقتها بأسفار التوراة التي ظل اليهود يحافظون عليها حيثما تشتتوا في أقطار العالم إلى أن فرضوا وطنا (قوميا) لهم في هذا القرن على حساب حقوق أهله الشرعيين (...) فوجدوا وسيلة الاتصال قائمة بين اليهود - على ضعفها - فعملوا على تقويتها، وإثرائها بالمفردات العلمية لتساير العصر، وليجعلوا منها إحدى دعائم القومية اليهودية وإحدى وسائل الاتصال بين أشتات اليهود من سلالات البشر المختلفة، ويمكن القول بأن اللغة العبرية اللغة الوحيدة في العالم التي عادت إلى وضعها الصحي بعد جمود أو حمود دام أكثر من عشرين قرنا ونفس الكلام يمكن أن يقال عن اللغة العربية، فلو لم يكن القرآن هو حافظ اللغة العربية لتغيرت كثيرا عما هي عليه الآن، ولو فرضنا أن كتب التوراة أو الإنجيل أو القرآن أنزلت بلغات أخرى غير ما أنزلت به فعلا ) لوجدنا هذه اللغات مستعملة حتى يومنا هذا .
جاء إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتاريخ 24 تموز/يوليو 2025 بنيته الاعتراف بدولة لتكون فرنسا أول دولة بين مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، التي ستعلن اعترافها الرسمي بدولة فلسطين ضمن اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ضمن المساعي الفرنسية لمحاولة إحياء مسار التسوية الفلسطينية الإسرائيلية وتحقيق السلام، لكن كيف حدث هذا التحول المفاجئ في الموقف الفرنسي على مدار عقود ماضية، لتبادر فرنسا إلى ذك هل هو تكفير عن ذنوب سابقة؟