مالك التريكي يكتب: لا عجب إذن أن يرى بعض الباحثين الأوروبيين أن ترامب دخل ملعب نظرية الألعاب هذه لاعبا هاويا، تُعوِزه مهاراتُ المحترفين؛ لأن الفوضى الناجمة عن الحرب التجارية التي شنها قد أنزلت بكثير من الدول محنة، ما تسميه نظرية الألعاب هذه بـ«معضلة السجين».
كلما تزايد خوفهم من الهزيمة، تزايد عندهم الحافز للفرار إيثارا للسلامة. وبالمثل، كلما قَوِيَ اعتقادهم بأن المعركة ستؤول إلى النصر، دونما حاجة إلى إسهام مخصوص من شخص معين، وهن لديهم واعز الثبات والاستبسال.
يكتب التريكي: واشنطن هي اليوم عاصمة التكويع! ذلك أن ترامب ما كان ليسطو كل هذا السطو على الحزب الجمهوري ويُفقده هويته ويضعه في جيبه، لولا أن ساسته قد تنكروا لكل المبادئ العريقة التي عُرف بها الحزب.
الأمة الأمريكية ذاتها ملزمة، كما كتب ديفيد فروم، أن تتعلم كيف تعيش في بلد اختار عدد هائل من سكانه «رئيسا لا يقف من أبسط بسائط الديمقراطية وقيمها إلا موقف الاحتقار والاستهتار»..
يكتب : الاشتراكيون أعلنوا منذ أواخر القرن 19 رفضهم لأي تقارب أو تعامل مع الحكومات البرجوازية، على أن اندلاع الحرب العظمى عام 1914 قد حملهم على الدخول في «الاتحاد المقدس» مع أحزاب اليمين.
يقول التريكي: يمكن تشبيه الثورات الشعبية بتسونامي كاسح يأتي في شكل موجات. ولهذا كان ثمة موجة 2010 و2011 في تونس ومصر وليبيا وسوريا والبحرين واليمن، ثم موجة 2018 و2019 في السودان والجزائر ولبنان، وها هي موجة 2024 و2025 تبدأ في سوريا.
سقوط النظام أثبت أن أولاند كان على صواب، وأن موقفه كان سائرا في الاتجاه الصحيح للتاريخ، بينما كان موقف أوباما المتخاذل منافيا للمبدأ الأخلاقي والمنطق التاريخي..
التريكي يكتب: العجب العجاب، أن تأخذ المشاهدَ سَوْرةُ الغضب المتلف للأعصاب تضامنا مع المظلوم، بينما يظل المظلوم ذاته ساكنا لا تظهر عليه أي من علامات الغضب والإباء.