كشفت دراسات حديثة
أن هناك بعض التغييرات البسيطة في نمط الحياة خلال الثلاثينيات يمكن أن يكون لها تأثير
كبير على الصحة والقدرة البدنية في سن السبعين وما بعدها، بداية من المشي السريع يومياً
لمدة 15 دقيقة إلى الحفاظ على نوم منتظم، يمكن للأشخاص إبطاء بعض مظاهر الشيخوخة وتحسين
جودة حياتهم مع تقدم العمر.
وبحسب شبكة الـ"
بي بي سي" قال رئيس معهد "باك" لأبحاث الشيخوخة في كاليفورنيا إيريك
فيردان، إن "معظم الناس يمكنهم توقع العيش بصحة جيدة حتى سن 90 أو 95 إذا اعتنوا
بأسلوب حياتهم"، مضيفاً أن هذه النتائج تختلف عن النمط الشائع الذي يعيش فيه الكثيرون
بصحة جيدة حتى منتصف الستينيات قبل أن تظهر مشكلات
صحية مرتبطة بالشيخوخة.
وأكد الباحثون أن الثلاثينيات
تعد مرحلة محورية، إذ تبدأ خلالها تغييرات في الكتلة العضلية وكثافة العظام وتنظيم
الأيض، ما يجعلها فرصة لتبني سلوكيات صحية طويلة الأمد، ويشير جواو باسوس، أستاذ الفسيولوجيا
في مركز "كوغود" لأبحاث الشيخوخة في "مايو كلينك"، إلى أن التركيز
على تحسين اللياقة البدنية في هذه المرحلة يعزز القدرة على التحمل والاستقلالية في
السنوات اللاحقة.
وأوضحت الدراسات أن
الرياضيين المخضرمين الذين يستمرون في ممارسة الرياضة حتى الستينيات يظهرون تحسناً
واضحاً في وظائف القلب والأوعية الدموية، وقوة العضلات، مقارنة بمن لم يحافظوا على
نشاطهم البدني. ويشير بول مورغان، من جامعة مانشستر متروبوليتان، إلى أن هذه الممارسة
تمنحهم "احتياطياً إضافياً يعمل كحاجز وقائي خلال مراحل العمر المتوسطة".
ولا تقتصر الفوائد
على اللياقة البدنية، بل تشمل الدماغ أيضاً، فالحفاظ على صحة الفم، الحد من التدخين،
وتنظيم النظام الغذائي يقلل من الالتهابات المزمنة المرتبطة بالتدهور الإدراكي. ويشير
فيردان إلى أن انتظام النوم والمواعيد اليومية للنوم والاستيقاظ يساعدان الجسم على
إصلاح الخلايا وتقليل مخاطر فقدان الذاكرة والخرف.
كما أكدت الأبحاث على
أهمية التغذية الصحية، بما في ذلك تناول المزيد من الخضراوات والفواكه الغنية بالكاروتينات،
وتقليل استهلاك الأطعمة المعالجة والكحول، وممارسة التمارين الرياضية المعتدلة، حتى
لفترات قصيرة يومياً. فحتى خمس دقائق من النشاط البدني القوي يمكن أن يبطئ بعض جوانب
الشيخوخة البيولوجية.
ويخلص الخبراء في بي
بي سي إلى أن اتخاذ خطوات صحية بسيطة في الثلاثينيات، من الرياضة إلى النوم المنتظم
والتغذية المتوازنة، يمكن أن يشكل مساراً إيجابياً للشيخوخة، يحافظ على الصحة الجسدية
والقدرة الذهنية، ويزيد من الاستقلالية والنشاط في العقد الثامن من العمر وما بعده.