طب وصحة

علاج لقناة جذر الأسنان قد يحميك من السكري وأمراض القلب.. ما هو؟

يُعاني 3.7 مليار شخص حول العالم من أمراض فموية غير مُعالجة وفقاً لمنظمة الصحة العالمية- CC0
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرًا لمحرر الشؤون العلمية، إيان سامبل، قال فيه إن علاج قناة جذر الأسنان، قد يكون له فوائد صحية تعود على كل الجسم، بالرغم من أنه يزعج الكثير من الناس. وقناة الجذر هو النسيج الداخلي الرخو للسن الذي يحتوي على الأعصاب والأوعية الدموية والنسيج الضام.

وأضاف أن المرضى الذين عولجوا بنجاح من التهابات قناة الجذر شهدوا انخفاضًا ملحوظًا في مستويات السكر في الدم على مدار عامين، مما يشير إلى أن تخليص الجسم من البكتيريا المُسببة للمشاكل قد يُساعد في الحماية من داء السكري من النوع الثاني، وقال إن أطباء الأسنان لاحظوا أيضا تحسنا في مستويات الكوليسترول والأحماض الدهنية في الدم لدى المرضى، وكلاهما مرتبط بصحة القلب. كما لوحظت فوائد أخرى تتعلق بالالتهاب، وهو عامل مُسبب لأمراض القلب والأوعية الدموية وغيرها من الأمراض المزمنة.


وقالت الدكتورة سعدية نيازي، وهي مُحاضرة سريرية أولى في طب لب الأسنان في جامعة كينغز كوليدج لندن، إن: "صحة الفم لدينا مرتبطة بصحتنا العامة. لا ينبغي لنا أبدا النظر إلى أسناننا أو أمراض الأسنان ككيان منفصل".

ولفت التقرير إلى أن علاج قناة الجذر يُعد من أكثر عمليات طب الأسنان شيوعا - وربما الأكثر إثارة للخوف - على الرغم من أن جزءا كبيرا من القلق ينبع من الخرافات والمفاهيم الخاطئة التي تعود إلى أيام التخدير السيئ، ويُجرى هذا العلاج لعلاج عدوى أو تلف لب السن، وهو النسيج الداخلي الرخو للسن الذي يحتوي على الأعصاب والأوعية الدموية والنسيج الضام.

ووفقا لاستطلاع للصحة العامة أُجري عام 2024، خضع أكثر من ثلث البالغين في إنجلترا لعلاج قناة الجذر، وترتفع هذه النسبة إلى 50 بالمئة لدى من تتراوح أعمارهم بين 55 و 74 عاما، وفي الولايات المتحدة، تُجرى أكثر من 15 مليون عملية علاج قناة جذر سنويا، وذكر أن الباحثين تابعوا 65 مريضا من مستشفى غايز وسانت توماس التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في لندن لمدة عامين بعد علاج قناة الجذر. قبل العملية وبعدها بأربع مراحل، حللوا جزيئات دم المرضى لمعرفة كيفية معالجتهم للسكر والدهون ومواد أخرى.


وقال إن أطباء الأسنان يعلمون أن التهابات الأسنان المزمنة قد تؤدي إلى دخول البكتيريا إلى مجرى الدم، فبمجرد انتشارها، يمكن للميكروبات أن تزيد الالتهاب وتضعف قدرة الجسم على التحكم في مستويات السكر في الدَّم، ومع ذلك، لم يكن واضحًا ما إذا كان لعلاج قناة الجذر فوائد تتجاوز مجرد علاج التهاب الأسنان.

وأشار إلى أن الباحثين وصفوا، في مجلة الطب الانتقالي، رؤية تغييرات ملحوظة بعد علاج قناة الجذر في أكثر من نصف جزيئات الدم التي حللوها، وتشير النتائج إلى تحسنات قصيرة المدى في استقلاب الدهون وتحسنات طويلة المدى في مستويات السكر في الدم، كما انخفضت مؤشرات الالتهاب، وهو عامل مسبب للعديد من الأمراض المزمنة، بعد هذه العمليات.

وقالت نيازي: "الأمر لا يتعلق بعلاج سن واحد فقط. بل له فوائد طويلة المدى على الصحة العامة للمريض، وخاصة تقليل خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل أمراض القلب والسكري"، وأضافت: "يجب أن يفهم الناس أن فمك هو البوابة الرئيسية لصحتك العامة، لذا فإن العناية بصحة فمك وإجراء فحوصات دورية لدى طبيب أسنانك والحصول على العلاج المبكر هو أفضل حل".

وقال التقرير إن هذه النتائج تُعد مهمة بشكل خاص للصحة العالمية، نظرا لأن التهابات الأسنان المزمنة غالبا ما لا تُعالج. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، يعيش 3.7 مليار شخص حول العالم مع أمراض الفم غير المعالجة. ونظرا للتأثير الصحي الأوسع لالتهابات الأسنان، يجب دمج صحة الفم في الرعاية الصحية العامة للمريض، بحسب ما قالت نيازي.


وبحسب تقرير الغارديان، فقد نُشر البحث بعد أسبوع من تجرِبة سريرية في جامعة يونيفيرسيتي كولدج لندن وجدت أن علاج أمراض اللثَة الشديدة يمكن أن يمنع انسداد الشرايين، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية والسكتة الدماغية. وقد قلل العلاج من الالتهاب الناجم عن أمراض اللثَة.

بدوره، قال الدكتور ماركو أورلاندي، الباحث الرئيسي المشارك في التجربة: "لقد ارتبطت أمراض الفم مثل أمراض اللثَة بمجموعة كبيرة من الأمراض غير المعدية مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والأيض والروماتيزم والأمراض العصبية التنكسية". وأضاف أنه يجب الآن اعتبار أمراض اللثَة "عامل خطر غير تقليدي" لانسداد الشرايين.