ما زالت الحرب العدوانية على غزة تترك آثارها على الاحتلال وجمهور مستوطنيه، على اعتبار أن الحرب تجاوزت الحدود الجغرافية مع القطاع، بزعم أنها صراعٌ من أجل وجود الدولة ذاتها، وسوف ترافقهم تبعاتها طويلًا من الزمن.
دافيدي بن تسيون، نائب رئيس مجلس السامرة الاستيطاني، والرائد في قوات الاحتياط، قال: "عُدتُ من قوات الاحتياط في الشمال، لكن المهام هي نفسها، والتوتر العملياتي لا يزال قائمًا، والمقاتلون هم نفسهم، وهي قناعة أكيدة على أن هذه الحرب لم تنتهِ بعد. لم تنتهِ في غزة، ولا في لبنان، ولا على الحدود الشرقية، ولا في الضفة الغربية، إنها لا تزال هنا".
وأضاف في مقال نشرته
صحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "
عربي21" أنه "في الجبهة الجنوبية مع قطاع غزة، تواصل وحدات الجيش عملياتها في رفح والمنطقة الواقعة شرق الخط الأصفر، أما في الجبهة الشمالية، فيعمل حزب الله على استعادة قوته، واستعداده للحظة التي يقرر فيها مهاجمة دولة الاحتلال، وفي الضفة الغربية، تُنتج خلايا مسلحة، بتوجيه من طهران، وتحاول إدخال تنفيذ هجمات في قلب الدولة ذاتها، ويُطلب من الجيش تنفيذ مئات العمليات شهريًا داخل المدن والقرى".
وأشار إلى أنه "في الفضاء الرقمي، يعمل أعداءنا بلا توقف، في خطابات ضدها، وتحريض عليها، ضمن معركة على الوعي، وعلى الرواية، صحيح أن الإسرائيليين قد يرغبون بشدة في العودة إلى الروتين، لكن أعداءنا لم يهدأوا بعد، ليس تمامًا، لأن هذه الحرب لم تعد منذ زمن مجرد حرب حدودية، بل هي صراع من أجل قوة وجود الدولة ذاتها".
وأوضح أن "كل من لديه إدراك من الإسرائيليين يدرك أن الدولة لا تستطيع أن تغفو مجددًا، وأن هذا الهدوء وهم زائف وخطير، لذلك يجب أن يكون في قلب الخطاب قوات الاحتياط، فهم ليسوا مجرد إضافة مالية تحتاج إلى تغطية بطريقة ما، بل إلى ميزانيات، ومعدات، وإصلاحًا حقيقيًا، وهذه مجرد خطوة واحدة تعني أن الدولة بحاجة إلى قانون تجنيد جديد، حقيقي، عادل، وقبل كل شيء، فعال".
وأكد أن "الدولة مطالبة بالانتقال من الأقوال إلى الأفعال، لتعزيز قوة الاحتياط بشكل منهجي ودائم وهام، لأن كل صاحب عمل يجب أن يعلم أن الدولة معه، وأن العبء لا يقع عليه وحده، ولذلك يجب القول بأوضح العبارات إن الدولة بحاجة إلى قانون تجنيد جديد، حقيقي، بعيدا عن التسويات السياسية أو الاتفاقات الرمادية التي تسعى لإرضاء جميع الأطراف".
وأوضح أننا "الآن في خضم جولة احتياط مدتها 107 أيام، ونستعد بالفعل للجولة التالية في عام 2026، ستستغرق شهرين تقريبًا، وهذا واقع يصعب جدًا تحمله بمفردنا، لكن الحل أمام أعيننا، وقد أثبت نموذج لواء "الحشمونائيم" التابع للحريديم أنه ممكن، فمن الممكن أن نبقى متدينين متشددين، ملتزمين، مخلصين لعالم التوراة، وعادات المدارس الدينية، وفي الوقت نفسه نخدم في الجيش، هذا ليس تناقضًا، بل هو توليفة يهودية إسرائيلية، وسيكون الملك داود فخورًا بهذا اللواء ومقاتليه".
وختم بالقول إن "هذا ليس صراعًا ضد جمهور أو آخر، بل على العكس تمامًا، فالحرب لا تزال قائمة، وسترافقنا لبعض الوقت، لكنها أيضًا فرصة لتعزيز المسؤولية المتبادلة، والعودة إلى أسس الصهيونية البسيطة: ولابد أن نعرف كيف نقف معًا، دون أعذار، وانقسامات، وتنازلات".