يعد مارك إليوت زوكربيرغ
واحدا من أبرز رواد التكنولوجيا في العصر الحديث، إذ تحول من مراهق مولع بالبرمجة إلى
مؤسس إحدى أكبر شبكات التواصل الاجتماعي في العالم، "
ميتا"، التي تشمل منصات
شهيرة مثل فيسبوك وإنستغرام وواتساب.
ولد زوكربيرغ في
14 أيار / مايو 1984 بمدينة وايت بلينز بولاية نيويورك، ونشأ في بلدة دابس فيري الهادئة
على ضفاف نهر هدسون، والده إدوارد طبيب أسنان، ووالدته كارين كيمبنر طبيبة نفسية، وقد
وفرا له بيئة مشجعة على النمو الأكاديمي والشخصي.
وتلقى زوكربيرغ تعليمه
في مدارس مرموقة مثل أكاديمية فيليبس إكستر، حيث تميز في العلوم والدراسات الكلاسيكية،
وطور شغفًا برياضة المبارزة ليصبح قائد فريق المدرسة، وبعد اجتيازه للمرحلة الثانوية،
التحق بجامعة هارفارد عام 2002 لدراسة علم النفس وعلوم الكمبيوتر، حيث شهدت هذه الفترة
ولادة فكرة "فيسبوك".
في شباط / فبراير 2004، أطلق زوكربيرغ مع زملائه
من غرفة سكنه موقع "ذا فيسبوك" الذي كان موجها في البداية لطلاب هارفارد
فقط، قبل أن يتوسع سريعا ليشمل جامعات أخرى ثم العالم بأسره، ليصبح أكثر منصات التواصل
الاجتماعي تأثيرا.
في حزيران / يونيو
2004، قرر زوكربيرغ مغادرة جامعة هارفارد قبل التخرج، وانتقل مع زملائه لاستئجار منزل
صغير في مدينة بالو ألتو بولاية كاليفورنيا، ليشكل هذا المكان نقطة انطلاق حقيقية لمشروعهم،
الذي تجاوز عدد مستخدميه مليون شخص في وقت قصير.
وفي عام 2005، حصل
زوكربيرغ على دعم من إحدى الشركات الاستثمارية، مما ساهم في زيادة عدد المستخدمين إلى
5.5 ملايين، إلا أن عام 2006 شهد مواجهته تحديات قانونية، حيث رفع زملاء سابقون من
هارفارد قضية ضده متهمين إياه بسرقة فكرتهم في مشروع "فيسبوك"، واضطر حينها
لدفع 65 مليون دولار لتسوية النزاع.
مع مرور الوقت، توسعت
الشركة لتصبح أكبر مقر عمل مفتوح في العالم، يضم أكثر من ثلاثة آلاف مهندس موزعين على
عدة مبانٍ، وارتفعت ثروة زوكربيرغ لتتجاوز 38 مليار دولار. كما وصل عدد مستخدمي منصته
إلى نحو مليار شخص، فيما حصل مؤسسها على أكثر من 50 براءة اختراع مرتبطة بمختلف ابتكارات
"فيسبوك".
موهبة منذ البداية
موهبة زوكربيرغ في
البرمجة بدأت منذ سن مبكرة، حين أنشأ برنامج "ZuckNet" للتراسل
الداخلي بين أفراد العائلة وعيادة والده، وتوالت بعدها مشاريعه الابتكارية مثل برنامج
الموسيقى "Synapse" الذي اعتمد على الذكاء الاصطناعي للتوصية
بالأغاني، وهذه التجارب المبكرة صقلت مهاراته وأرست الأساس لتأسيس شركة تقود ثورة رقمية
عالمية.
على الصعيد الشخصي،
ارتبط زوكربيرغ بطبيبة الأطفال والناشطة الخيرية بريسيلا تشان، وتزوجا عام 2012 ولديهما
ثلاث بنات، خارج نطاق العمل، يتمتع بقراءة واسعة ويمارس الرياضة بانتظام، وأطلق مبادرات
مثل "عام من الكتب" لتعزيز الثقافة والمعرفة.
كما يتميز زوكربيرغ
بنشاطه الخيري عبر مؤسسة "Chan Zuckerberg Initiative"، التي أسسها مع زوجته عام
2015، وتهدف إلى تعزيز الإمكانيات البشرية وتحقيق المساواة في مجالات التعليم والصحة
والبحوث العلمية وإصلاح النظام القضائي، مع التزام استثماري يقدر بنسبة 99 بالمئة من
أسهمه في فيسبوك على مدى حياته.