سلطت صحيفة "معاريف" العبرية الضوء على ما وصفته الإنجاز التاريخي الذي حققته
تركيا هذا الأسبوع في قطاع الدفاع المحلي، بعد اكتمال تركيب
رادار "مراد-100A" المتطور من إنتاج شركة "أسيلسان" بنجاح على الطائرة القتالية المسيرة "
بيرقدار كيزيللما" التابعة لشركة "بايكار"، وهو ما اعتبر خطوة استراتيجية نحو تحقيق استقلال تام في مجال الحرب الجوية والمراقبة.
وأوضحت الصحيفة أن رادار "MURAD-100A" هو نظام مسح إلكتروني متعدد الوظائف من نوع (AESA)، صمم خصيصا للطائرات المقاتلة والطائرات بدون طيار، ويعتمد على تقنية تضخيم الطاقة القائمة على مادة "نتريد الغاليوم" (GaN)، التي توفر أداء أعلى وكفاءة أكبر مقارنة بالأجيال السابقة.
وتكمن ميزته الأساسية في قدرته على التوجيه الإلكتروني الكامل دون الحاجة إلى حركة ميكانيكية، ما يمنحه مجال رؤية بزاوية 360 درجة وسرعة عالية في المسح، مع إمكانية تنفيذ مهام متعددة مثل البحث والتتبع والهجوم في وقت واحد دون تأخيرـ ويتميز أيضا بقدرات تشمل تتبع أهداف متعددة، وتصوير راداري عالي الدقة بتقنية الفتحة الاصطناعية (SAR)، ورصد الأهداف المتحركة على الأرض، وقياس المسافات بدقة عالية، ورسم خرائط تفصيلية.
وبحسب شركة "أسيلسان"، يمنح التصميم القائم على "نتريد الغاليوم" مدى كشف أطول ومقاومة أكبر للتشويش الإلكتروني، ما يجعله منافسا حقيقيا للرادار الأمريكي المتطور AN/APG-81 المستخدم في طائرة الشبح "F-35".
وأضاف التقرير أن الرادار خضع قبل دمجه في طائرة "كيزيللما" لسلسلة من الاختبارات الناجحة على الطائرة القتالية المسيرة "بيرقدار أقينجي"، حيث أثبت قدرته على رصد أهداف جوية متعددة ونقل صور عالية الدقة إلى المحطات الأرضية، مما أكد جاهزيته التشغيلية، كما يمثل الاختبار الأخير في دمج الرادار بالكامل على الطائرة "كيزيللما"، وهو ما وصفه المسؤولون الأتراك بأنه "بداية عصر جديد من الاستقلالية في القتال الجوي".
وأكدوا أن نجاح رحلة النموذج الأولي "PT-5" المزود بالرادار المتكامل يعد دليلا على قدرة النظام على العمل في ظروف واقعية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الطائرة التركية المقاتلة بدون طيار "بيرقدار كيزيللما"، التي يعني اسمها بالتركية "التفاحة الحمراء"، تُعد رمزا وطنيا في الثقافة التركية وتمثل الجيل الجديد من الطائرات القتالية، وهي أول طائرة شبح مسيرة تُطورها تركيا خصيصا لمهام معقدة تشمل القتال الجوي، والضربات الدقيقة، وإخماد الدفاعات الجوية المعادية (SEAD).
وتجمع "كيزيللما" بين تصميم خفي منخفض الرؤية، وقدرة عالية على المناورة والإقلاع والهبوط القصير، وهي ميزات كانت تقتصر حتى الآن على الطائرات المأهولة.
كما يمكنها العمل بشكل مستقل أو ضمن تشكيلات أسراب بفضل أنظمة الذكاء الاصطناعي المتطورة القادرة على تحليل التهديدات واتخاذ قرارات تكتيكية فورية. وتشمل ترسانتها قنابل موجهة بالليزر وصواريخ جو-جو وصواريخ كروز، ما يجعلها منصة متعددة الاستخدامات قادرة على أداء مهام قتالية متنوعة.
وذكرت "معاريف" أن الطائرة تمتاز بمواصفات تقنية متقدمة، إذ يبلغ طولها 14.7 مترا، و يصل طول جناحيها إلى 10 أمتار، وتصل حمولتها إلى 1.5 طن، مع وزن إقلاع أقصى يبلغ 8.5 طن.
وتصل سرعتها القصوى إلى 0.9 ماخ (حوالي 1100 كيلومتر في الساعة)، ويمكنها التحليق لمدة تصل إلى خمس ساعات ضمن نطاق قتالي يبلغ نحو 930 كيلومترا، على ارتفاع تشغيلي يبلغ 25 ألف قدم، وبحد أقصى 35 ألف قدم.
وتعمل حاليا بمحركات "AI-25TLT" أو "AI-322F"، مع خطط لتزويدها مستقبلا بمحركات تركية الصنع بالكامل من طراز "TEI TF-6000" و"TEI TF-10000".
وأضافت الصحيفة أن برنامج تطوير الطائرة يسير وفق مراحل دقيقة، حيث اجتاز النموذجان الأوليان "PT-3" و"PT-4" اختبارات ديناميكية هوائية معقدة، فيما شكّل النموذج "PT-5"، الذي أجرى أول رحلة بالرادار المدمج، خطوة جديدة ومحورية في مسار المشروع.
وختمت "معاريف" بأن نجاح دمج رادار "MURAD-100A" مع "كيزيللما" يبرز تطلع أنقرة إلى تحقيق استقلالية أمنية كاملة، إذ تطور تركيا حاليا أنظمة استشعار وهياكل طائرات ومنظومات جوية متقدمة بشكل مستقل عن الموردين الأجانب.
وأكدت أن الجمع بين تكنولوجيا التخفي والرادار المتطور وأنظمة الذكاء الاصطناعي يعزز مكانة تركيا كقوة صاعدة في مجال الدفاع الجوي والحرب الإلكترونية، ويجسد التقدم الكبير الذي حققته صناعتها العسكرية خلال السنوات الأخيرة.