سياسة عربية

الأسير المحرر محمود العارضة يحمل "ملعقة" لأول مرة منذ سنوات ويعلّق (شاهد)

محمود العارضة من ضمن 154 أسيرًا محررًا سيتم إبعادهم خارج الضفة الغربية المحتلة – إعلام فلسطيني
ظهر الأسير الفلسطيني محمود العارضة، أحد مهندسي نفق الحرية من سجن جلبوع، في مقطع فيديو يتناول طعام الإفطار وفي يده ملعقة، معلقًا: "هذا أول لقاء بيني وبين المعلقة بعد فراق طويل لأربع سنوات"، وأضاف العارضة مازحًا، أن "هذا اللقاء مع الملعقة بحضور الجبن البلدي والزعتر، قد يحدث كارثة بالمنطقة بأسرها".


ةأُطلق سراح الأسير الفلسطيني محمود العارضة (50 عاما) الاثنين ضمن صفقة تبادل بين حركة "حماس" ودولة الاحتلال، في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار دخلت مرحلته الأولى حيز التنفيذ الجمعة الماضية، حيث انتزع حريته أخيرا بصفقة تبادل، أعادت الحياة لإنسان محفور في وجدان شعبه بسبب قيادته عملية "الهروب الكبير" من سجن جلبوع الإسرائيلي شديد التحصين في أيلول/سبتمبر 2021، والعارضة من ضمن 154 أسيرًا محررًا، سيتم إبعادهم خارج الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس المحتلة، حيث ظهر في مقطع وصوله إلى العاصمة المصرية القاهرة قائلا: "لن ننسى هذا الجهد".


"قائد عملية التحرر وانتزاع الحرية"
وكانت عملية "الهروب الكبير" أو "نفق الحرية" نفذها كل من "العارضة" وخمسة أسرى آخرين، جميعهم من محافظة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، وهم: أيهم كممجي، ومحمد العارضة، ويعقوب قادري، وزكريا الزبيدي، ومناضل انفيعات.


وتمكن آنذاك الستة من الفرار عبر نفق حفروه أسفل السجن، لكن أعيد اعتقالهم بعد أيام إثر مطاردة إسرائيلية واسعة واهتمام إعلامي عالمي، وأطلقت حركة الجهاد الإسلامي في حينه على "العارضة" الذي يعد أحد قياداتها، لقب "قائد عملية التحرر وانتزاع الحرية"،وتصنفه مصلحة السجون والمخابرات الإسرائيلية أحد أكثر الأسرى "خطورة"، ففي 2014، حاول "العارضة" مرتين الفرار من السجن، وفي إحداها حفر نفقا أسفل سجن "شطّة" المجاور لسجن جلبوع، لكنه كُشف، وعاقبته إسرائيل بالسجن الانفرادي لأكثر من عام.



من هو العارضة؟
وُلد "العارضة" لأسرة فلسطينية فقيرة في منزل على أطراف بلدة عرّابة شمال مدينة جنين، واعتُقل عام 1991، وكان عمره 14 عاما، بتهمة إلقاء عبوات حارقة "مولوتوف" على قوات الاحتلال، وأُفرج عنه بعد ثلاث سنوات ونصف، ليعود من جديد إلى صفوف المقاومة.

وبعد تحرره، نفذ عمليات مسلحة ضد دولة الاحتلال، إحداها أسفرت عن مقتل مستوطن إسرائيلي، وفي العام 1996، اعتقل "العارضة"، وأصدرت محكمة إسرائيلية بحقه حكما بالسجن المؤبد مدى الحياة، وفي سجنه، بات العارضة أحد أبرز قيادات أسرى حركة الجهاد الإسلامي، وانتخب عضوا في الهيئة القيادية العليا لأسرى الحركة، ونائبا للأمين العام للهيئة.

"مثقف ورياضي"
بين مختلف سجون الاحتلال، تنقّل العارضة واستثمر سنوات الاعتقال بالعلم والدراسة، وتمكن من حفظ القرآن الكريم كاملا، ويقول مقربون منه إنه "مثقف ورياضي وعنيد وحَسن الخُلق، ويمتلك علاقات جيدة مع جميع الأسرى من كافة الفصائل الأخرى".


ولم يتمكن من الدراسة الجامعية بسبب عمله "المقاوم" وسنوات اعتقاله الطويلة، وقد ألّف عددا من الكتب، ويُعرف بحبه للقراءة والاطلاع، ومن بين مؤلفاته "فقه الجهاد"، و"تأثير الشيخ الغزالي على حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، منهجا وفكرا"، ولديه مؤلفات أخرى لم ترَ النور بعد.

"تبادل الأسرى"
هذا، وأطلقت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، سراح الأسرى الإسرائيليين العشرين الأحياء المحتجزين لديها منذ عامين، وتقدر تل أبيب وجود جثامين 28 أسيرا إسرائيليا في غزة، من المقرر الإفراج عنهم في وقت لاحق لم يعلن بعد، من جانبها ستطلق دولة الاحتلال 250 أسيرا فلسطينيا محكومين بالسجن المؤبد، و1718 آخرين اعتقلتهم من قطاع غزة بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.