كشفت الإعلامية الأمريكية كانديس أوينز عن رسائل من
تشارلي كيرك أُرسلت قبل 48 ساعة من اغتياله، تُظهر أنه يعتزم "التخلي عن دعم "إسرائيل"، وجاء فيها إنه سئم من التلاعب الإسرائيلي وخسارة المتبرعين لعدم إلغاء برنامج تاكر كارلسون. وأضافت أوينز أنه رفض التراجع.
وتؤكد كانديس إيفانز، مقدمة البودكاست، أن تشارلي كيرك، الذي كان مؤيدا لإسرائيل، غيّر آراءه قبل اغتياله، وفي أحدث حلقة من برنامجها، كشفت عن مراسلات من تشارلي كيرك في مجموعة خاصة، يشكو فيها من متبرع يهودي كبير توقف عن التبرع له لأن كيرك منح الإعلامي المعروف تاكر كارلسون، وهو من أشد منتقدي إسرائيل، منبرًا، ووصف كيرك طلب "إلغاء تاكر" بأنه "تنمر" لم يكن ينوي الرضوخ له، بل كتب أنه يفكر في دعوة إيفانز بنفسه، وأكد أندرو كولبيت، المنتج التنفيذي لبرنامج كيرك، صحة المراسلات:
وبحسب صحيفة هآرتس العبرية، ففي الأيام التي سبقت اغتياله في حرم جامعي بولاية يوتا، كان تشارلي كيرك يشعر بالإحباط، ولم يُخفِ ذلك عن أصدقائه، اشتكى المؤثر في مجموعة واتساب من أن "مانحيه اليهود" "يستغلون جميع الصور النمطية"، وقال إنهم يدفعونه إلى "التخلي عن قضية دعم إسرائيل".
وتوفر الرسائل التي ظهرت وتم تأكيد صحتها هذا الأسبوع، إلى جانب النص الكامل الذي تم الكشف عنه مؤخرا لرسالة أرسلها كيرك إلى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قبل عدة أشهر من وفاته، دليلا إضافيا على أن إحباط كيرك إزاء سلوك إسرائيل وأنصارها كان في حالة غليان.
كما تكشف هذه الوثائق عن الخنادق المتعمقة في اليمين الأمريكي بشأن إسرائيل، حيث يظهر المحافظون الشباب علامات تحولهم ضد سلوك إسرائيل في حرب غزة، كما بدأ بعضهم يتبنى نظريات المؤامرة التي تدعم أن إسرائيل لعبت دوراً في مقتل كيرك.
لقد سارع مؤيدو كيرك المؤيدون لإسرائيل، بما في ذلك نتنياهو، بعد وفاته إلى وصف المعلق بأنه صديق لا يتزعزع ومؤيد لإسرائيل - حتى مع أن كيرك، خلال حياته، كان مسجلاً على أنه يدعم جوانب من نظرية الاستبدال العظيم ويقدم تعليقات أخرى تنتقد اليهود.
في هذه الأثناء، أشار تاكر كارلسون ، وهو صديق وزميل لكيرك والذي مال بشكل أكبر إلى الخطاب المعادي لإسرائيل والمؤامرات في السنوات الأخيرة، إلى أن قتلة كيرك "يأكلون الحمص" خلال تأبين في جنازة الخبير السياسي التي حضرها أيضًا الرئيس دونالد ترامب.
ولم تذكر الرسائل النصية أسماء أي مانحين، لكن صحيفة نيويورك تايمز ذكرت في وقت سابق من هذا الشهر أن روبرت شيلمان، قطب التكنولوجيا ومؤيد للقضايا المؤيدة لإسرائيل، غضب من كيرك وألغى تبرعا بقيمة 2 مليون دولار لجمعية TPUSA بسبب مشاركة كارلسون في حدث لجمعية TPUSA، كما كُشِفَت ذلك الرسائل النصية لأول مرة هذا الأسبوع من قِبَل أوينز، في برنامجها على يوتيوب، وأكَّد أندرو كولفيت، المتحدث باسم TPUSA، صحتها لاحقًا في ظهوره.
وقالت أوينز إن من بين متلقي الرسائل "حاخامًا"، وسعت إلى تصوير هذه الرسائل كدليل على أن كيرك قد كسب مؤخرًا أعداءً أقوياء في الأوساط المؤيدة لإسرائيل، أما كولفيت فقد كان أكثر تفاؤلاً بشأن ما كشفوه، وقال أندرو كولفيت، المنتج التنفيذي لبرنامج تشارلي كيرك في البرنامج: "أنا متحمس جدًا لظهور الحقيقة"، مضيفًا أن رسائل كيرك النصية "تتوافق مع الإحباطات العامة التي عبّر عنها مرارًا" تجاه الحركة المؤيدة لإسرائيل.
وأشار كولفيت إلى أن كيرك يميل إلى اعتماد "نبرة أكثر اعتدالاً في العلن" بشأن موضوع إسرائيل مقارنةً بالطريقة التي ظهر بها في النصوص، كما أشار إلى مقابلات سابقة عبّر فيها كيرك عن إحباطه من تصوير بعض الأوساط المؤيدة لإسرائيل له كمعادٍ للسامية، وقبل وفاته، أرسل كيرك رسالة إلى نتنياهو يحذره فيها من أن إسرائيل "تفقد الدعم حتى في الأوساط المحافظة".
وتشهد الجامعات الأمريكية أجواءً من الخوف والقلق، بعد سلسلة من حالات الطرد والعقوبات التي طالت أساتذة بسبب منشوراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي المتعلقة باغتيال تشارلي كيرك.
وأفادت الجمعية الأمريكية للأساتذة الجامعيين بأن ما يصل إلى 40 أكاديميًا فُصلوا خلال الأسابيع الماضية، غالبيتهم نتيجة ضغوط جماعات يمينية استهدفت منشوراتهم وطالبت الجامعات باتخاذ إجراءات.
وتشارلي كيرك هو المؤسس المشارك لمنظمة Turning Point USA، أكبر منظمة شبابية محافظة في الولايات المتحدة، ولعب دورًا محوريًا في تعبئة الشباب لصالح حملة دونالد ترامب خلال الانتخابات الأخيرة، حيث أشاد الرئيس الجمهوري بعد فوزه بدوره في دعم أجندته السياسية.
ويعد كيرك جزءًا من شبكة مؤثرين محافظين مؤيدين لترامب، مثل جاك بوسوبيك ولورا لومر وكانديس أوينز، الذين ساهموا في تعزيز أجندة الرئيس. واشتهر بأسلوبه الاستفزازي في مناقشة القضايا الحساسة المتعلقة بالعرق والجنس والهجرة، إلى جانب دعمه لإسرائيل وهجماته المتكررة على وسائل الإعلام التقليدية.
وأظهرت مقاطع فيديو لحظة مقتله، حيث كان جالسًا على منصة يخاطب حشدًا كبيرًا في الهواء الطلق، على بُعد نحو 64 كيلومترًا جنوب مدينة سولت ليك، عندما دوّى صوت رصاصة واحدة. في تلك اللحظة، كان كيرك يحاول الإجابة عن سؤال من أحد الحاضرين حول عنف السلاح، فأجاب مبتسمًا: "هل تحتسب عنف العصابات أم لا؟" وبعد لحظات دوّت الرصاصة التي أردته قتيلًا، وظهر وهو يضع يده على رقبته قبل أن يسقط عن مقعده.