لم تكن نتائج
الانتخابات
التشريعية التي أجرتها حكومة دمشق للمرة الأولى بعد سقوط النظام، مرضية للنساء
السوريات على مستوى التمثيل، إذ لم تتمكن سوى 6 نساء من الفوز بمقاعد
البرلمان
(مجلس الشعب)، بنسبة دون 4 في المئة، مقابل 96 في المئة للرجال.
وتبدو آمال نساء
سوريا
مُعلقة على قرار الرئيس السوري أحمد الشرع، لرفع مستوى تمثيل
المرأة في مجلس
الشعب، من خلال الثلث المُتبقي الذي يحدده الرئيس (70 عضواً من أصل 210) وفق
الصلاحيات الدستورية، وهو ما أكد عليه رئيس اللجنة العليا للانتخابات مجلس الشعب
محمد طه الأحمد، الذي أشار إلى أن "الرئيس السوري أحمد الشرع سيعمل على تصويب
الثغرات".
ما أسباب ضعف تمثيل المرأة؟
وكان لافتاً في نتائج
الانتخابات، أنها لم تسجل فوز أي امرأة في كبرى المحافظات السورية مثل حلب ودمشق،
التي تجاوزت فيها نسبة التمثيل النسائي 30 في المئة للهيئات الناخبة، في حين نجحت
عضو واحد عن كل من حمص وريف حلب واللاذقية وطرطوس وحماة.
وتعزو الباحثة والمرشحة
التي لم تفز في انتخابات مجلس الشعب كنده الحواصلي، ضعف التمثيل النسائي في المجلس
إلى "التنافسية الشديدة" بين المرشحين، وذلك لأن الانتخابات هي أول
استحقاق تاريخي بعد عقود.
وتضيف في حديثها
لـ"
عربي21" أن آلية الانتخابات لم تكن "عادلة ومنصفة"، موضحة
أن "عملية فرز الأصوات لم تراع نسبة النساء".
وأوضحت الحواصلي، في دمشق
على سبيل الحال كانت هناك تحالفات مبكرة على أسس أحياء ومناطق، ومن الصعب على
المرأة اختراق هذه التحالفات، وقالت: "هذه التحالفات أسست بعد تنسيق مرتفع
المستوى وزيارات واجتماعات، وهو الأمر غير المتاح للنساء".
ثقافة مجتمعية
أما الصحفية والمرشحة التي
لم يحالفها الحظ في انتخابات مجلس الشعب هالة القدسي ترجع ضعف تمثيل المرأة في
مجلس الشعب الجديد، إلى "ضعف تقبل المرأة مجتمعياً في الحياة السياسية
السورية".
وتضيف
لـ"
عربي21"، أن سوريا تحتاج إلى الخروج من الثقافة المجتمعية والعادات
التي تحارب حضور المرأة في الشأن العام، وقالت: "تحتاج المرأة إلى التعريف
بأهمية دورها في المجتمع، نحن بحاجة تمكين المرأة، لرفع مستوى الثقة بدور المرأة
في وعي الرجال".
التعويل على قرار الشرع
ووفق الصلاحيات الدستورية،
يعين الرئيس السوري الثلث (70 عضواً)، بعد أن فاز 119 عضواً، علماً أن مجموع عدد
الأعضاء 210 عضو، مع احتساب محافظات الحسكة والرقة والسويداء التي لم تُجر فيها
الانتخابات.
ولذلك تعول النساء على قرار
الرئيس السوري لرفع مستوى تمثيل المرأة في مجلس الشعب، وفي هذا الصدد تقول هالة
القدسي: "الأمل كبير بأن يقوم السيد الرئيس برفع نسبة تمثيل المرأة، وننتظر
القائمة التي تصدرها الرئاسة السورية، وأملنا كبير بأن يتم تمثيل المرأة السورية بعدد
مناسب".
أما كنده الحواصلي، فترى
أنه رغم أن المتوقع أن تكون المرأة حاضرة بقوة في القائمة التي سيتم تعيينها من
قبل الرئيس السوري أحمد الشرع، إلا أن هناك الكثير من التحديات وخاصة على مستوى
التمثيل، بحيث توجد مناطق عديدة غير ممثلة، وأقليات سورية كذلك.
وتتابع: "ستكون معادلة
اختيار أعضاء يمكن أن يمثلوا أكثر من فئة وأكثر من شريحة، صعبة، وليست بالأمر
بالسهل، عموماً ننتظر.
وكان رئيس لجنة الانتخابات
محمد طه الأحمد قد وصف مشاركة النساء في الانتخابات بـ"المحدودة"،
مفسراً ذلك في تصريحات له إلى "عادات المجتمع السوري التي ما تزال تشكل عائقا
أمام انخراط النساء في الحياة السياسية بشكل أوسع".