قال منظمو أسطول الصمود الخميس إن القوات الإسرائيلية اعترضت سبيل عدة قوارب تقل نشطاء أجانب وتحمل مساعدات متجهة إلى قطاع
غزة، ما أثار ردود فعل رسمية منددة دولية، ومطالبات باحترام القانون في التعامل مع النشطاء على السفن.
من جانبها، أعلنت دولة
الاحتلال، الخميس، سيطرة قواتها على جميع قوارب "أسطول الصمود" العالمي أثناء إبحارها بمهمة إنسانية إلى قطاع غزة المحاصر، باستثناء قارب واحد قالت "إنه بعيد".
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية بتدوينة على منصة شركة "إكس"، إنه لم ينجح أي قارب بالوصول إلى سواحل قطاع غزة، زاعما أن الأسطول حاول دخول "منطقة قتال نشطة أو اختراق الحصار البحري القانوني" وفق تعبيرها.
وذكرت الوزارة أن جميع الركاب "سالمون وبصحة جيدة"، وسيتم ترحيلهم إلى أوروبا.
وأشارت إلى أنه لا تزال سفينة أخيرة بعيدة، ومبينةً لأنها "إذا اقتربت فسيتم أيضا منع محاولتها دخول منطقة قتال نشطة واختراق الحصار".
فلسطين: لا سيادة لإسرائيل في البحر
من جانبها، عبرت الوزارة وزارة الخارجية الفلسطينية عن "إدانتها الشديدة للهجوم الإسرائيلي" واعتبرته "انتهاكا أخلاقيا وقانونيا للقانون الدولي والأعراف الدولية، بما في ذلك اتفاقية قانون البحار، وغيرها من المبادئ الإنسانية، وحقوق الإنسان".
وأكدت على أن إسرائيل "لا سلطة ولا سيادة لها على المياه الإقليمية الفلسطينية الممتدة من قطاع غزة وعلى المياه الدولية".
وأعلنت الكويت، الخميس، أن إسرائيل "احتجزت" عددا من مواطنيها المشاركين في أسطول الصمود العالمي بعد هجومها على سفن بالأسطول، مؤكدة أنها تعمل على "الإفراج عنهم في أقرب وقت".
وقال وزير الخارجية الكويتي عبدالله اليحيا لوكالة الأنباء الرسمية للبلاد: "نتابع عن كثب وباهتمام بالغ التطورات المتعلقة باحتجاز عدد من المواطنين الكويتيين المشاركين في أسطول الصمود العالمي"، دون تحديد عددهم أو تفاصيل أخرى.
وأضاف: "نبذل جميع الجهود الممكنة لضمان سلامتهم وتأمين الإفراج عنهم في أقرب وقت".
حماس: عدوان جديد يضاف لسجل الاحتلال الأسود
وعبرت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" في بيان عن دعمها لنشطاء الأسطول ووصفت الاعتراض بأنه "اعتداء يضاف إلى السجل الأسود لجرائم الاحتلال".
وأضافت الحركة في البيان "نؤكد أن اعتراض البحرية الإسرائيلية لأسطول الصمود عمل إجرامي يجب أن يدان من جميع أحرار العالم".
وذكر بيان حماس "نحيي شجاعة النشطاء الأحرار وإصرارهم على كسر الحصار عن شعبنا، وندعو أحرار العالم إلى تنظيم الفعاليات الشعبية والاحتجاجات المنددة بهذه الجريمة، للتعبير عن الغضب والاستنكار الدولي تجاه اعتداءات الاحتلال، والمطالبة بوقفها فورا".
حملة غزة-اليونان: قرصنة إسرائيلية متكررة
من جانبها، قالت حملة مسيرة غزة-اليونان المشاركة في الأسطول، أن "أعمال القرصنة المتكررة هذه تنتهك القانون الدولي وقانون البحار... وتقع على عاتق الحكومة اليونانية مسؤولية ضمان سلامة الأطقم واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية الرجال والنساء اليونانيين المشاركين".
وأدانت قطر، الخميس، هجوم الجيش الإسرائيلي على سفن من "أسطول الصمود" العالمي في المياه الدولية، وأكدت على أنه "انتهاك سافر للقوانين الدولية".
وقالت الخارجية القطرية، في بيان: "تدين دولة قطر بشدة اعتراض قوات الاحتلال الإسرائيلي أسطول الصمود العالمي، الذي يحمل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة".
الخارجية البريطانية: يجب احترام القانون
على جانب آخر، قالت وزارة الخارجية البريطانية: "نتواصل مع السلطات الإسرائيلية لتوضيح أننا نتوقع أن يتم حل الوضع بشكل آمن، بما يتماشى مع القانون الدولي ومع الاحترام الواجب لحقوق جميع من هم على متن القوارب.
وتابعت في بيان: "يجب تسليم المساعدات التي يحملها الأسطول إلى المنظمات الإنسانية على الأرض لإيصالها بأمان إلى غزة. تقع على عاتق الحكومة الإسرائيلية مسؤولية حل الأزمة الإنسانية الفظيعة في غزة. وهذا يعني الرفع الفوري وغير المشروط للقيود المفروضة على المساعدات حتى تتمكن الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية من إيصال الغذاء والدواء وغيرها من الضروريات إلى المدنيين الذين هم في أمس الحاجة إليها".
جنوب أفريقيا: جريمة إسرائيلية جديدة
من جانبه، قال رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامابوسا، في بيان له إن "اعتراض الأسطول في المياه الدولية قبالة سواحل غزة يفاقم انتهاك إسرائيل المستمر للقانون الدولي وإلحاق المعاناة، بما في ذلك المجاعة، بالشعب الفلسطيني".
وأضاف البيان أن هذا الفعل "جريمة خطيرة أخرى من إسرائيل بحق التضامن والمشاعر العالمية الهادفة إلى تخفيف المعاناة في غزة وإحلال السلام في المنطقة".
وتابع البيان "تدعو جنوب أفريقيا إسرائيل إلى ضمان وصول الشحنة الضرورية لإنقاذ الأرواح التي ينقلها هذا الأسطول إلى سكان غزة، لأن الأسطول يمثل التضامن مع غزة، وليس المواجهة مع إسرائيل".
من جانبه، قال جوستابو بيترو رئيس كولومبيا، إن هناك جريمة دولية جديدة ارتكبها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".
وقال أنور إبراهيم رئيس وزراء ماليزيا: "بعرقلة مهمة إنسانية، أظهرت إسرائيل ازدراء مطلقا ليس فقط لحقوق الشعب الفلسطيني بل أيضا لضمير العالم. الأسطول يجسد التضامن والتعاطف والأمل في إغاثة أولئك الذين يرزحون تحت الحصار".
من جانبها، اعتبرت وزارة الخارجية التركية أن: "الهجوم الذي شنته القوات الإسرائيلية في المياه الدولية على أسطول الصمود العالمي، الذي أبحر لإيصال مساعدات إنسانية إلى سكان غزة، يمثل عملا إرهابيا ينتهك القانون الدولي انتهاكا صارخا ويعرض حياة المدنيين الأبرياء للخطر".
وأضاف البيان "هذا الاعتداء، الذي استهدف مدنيين يتصرفون بطريقة سلمية دون اللجوء إلى العنف، يظهر أن السياسات الفاشية والعسكرية التي تنتهجها حكومة نتنياهو التي تمارس إبادة جماعية، والتي حكمت على غزة بالمجاعة، لا تقتصر على الفلسطينيين فحسب، بل تمتد إلى كل من يقاوم القمع الإسرائيلي".
وتابع البيان قائلا "سنتخذ الإجراءات القانونية... لمحاسبة مرتكبي هذا الهجوم. ندعو الأمم المتحدة وجميع المنظمات الدولية المعنية إلى اتخاذ إجراءات فورية لرفع الحصار غير القانوني عن قطاع غزة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة، وضمان حرية الملاحة".
وقال أستراليا إنها على علم بتقارير عن "اعتقالات" نفذتها القوات الإسرائيلية على متن أسطول الصمود العالمي وإنها على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدة القنصلية لمواطنيها الذين كانوا على متنه.
وقالت الوزارة في بيان لرويترز "تدعو أستراليا جميع الأطراف إلى احترام القانون الدولي، وضمان سلامة ومعاملة الأشخاص المشاركين معاملة إنسانية".
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية: "نتواصل مع الحكومة الإسرائيلية ودعوناها للوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي والتصرف بشكل متناسب مع الموقف. دعوْنا أيضا إلى ضمان حماية كل من هم على متن القوارب وعلى حد علمنا هذا هو ما حدث بالفعل".
وذكر المتحدث أن السفارة الألمانية في إسرائيل تحاول التواصل مع الألمان المشاركين في الأسطول.