سياسة عربية

علي بلحاج لـ"عربي21": مؤتمر "حل الدولتين" انحياز للاحتلال وموقف الجزائر لافت

علي بلحاج: المقاومة هي من أعادت القضية الفلسطينية إلى صدارة اهتمامات العالم، ولم يعد بإمكان القوى الغربية أن تتجاهل حقوق الشعب الفلسطيني.. الأناضول
انتقد القيادي السياسي الجزائري علي بلحاج، مؤتمر "حل الدولتين" الذي رعته فرنسا والسعودية، واعتبر أن ما انتهى إليه المؤتمر من إقرار بنزع سلاح المقاومة ومحاربة حركة حماس، يمثل تدخلاً خطيراً في الشأن الداخلي الفلسطيني وانحيازاً واضحاً للاحتلال، وإقرارًا عمليًا بتسليم غالبية الأراضي الفلسطينية لإسرائيل.

وشدّد بلحاج في تصريحات خاصة لـ "عربي21"، على أن مشاركة الجزائر في الاجتماع، وموافقة ممثلها وزير الخارجية أحمد عطاف على هذه المقترحات، تمثل "تطوراً خطيراً وانقلاباً في المفاهيم الجزائرية تجاه القضية الفلسطينية وحركات التحرر الوطني"، مستذكراً موقف المفاوضين الجزائريين في اتفاقيات إفيان عام 1961، الذين رفضوا التنازل عن صحراء جنوب الجزائر للسيطرة الفرنسية، وقال: "إن إقرار الجزائر بتنازل الفلسطينيين عن حقوقهم يُعد خروجاً على تاريخها النضالي."

وأشار بلحاج إلى أن أطروحات الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة في أريحا، والتي دعا فيها الفلسطينيين إلى قبول دولة فلسطينية منقوصة تحت شعار "خذ وطالب"، كانت أكثر إنصافاً مما يطرحه العرب والقوى الدولية اليوم.

وكشف بلحاج أنه كان ينوي التوجه إلى رئاسة الجمهورية في الجزائر للتظاهر وتبليغ القيادة بأن قبول الجزائر بحل الدولتين يمثل تراجعاً عن نهجها التقليدي في دعم القضية الفلسطينية، إلا أن السلطات الأمنية، التي تفرض عليه الإقامة الجبرية منذ سنوات، منعته من ذلك.

صمود المقاومة الفلسطينيّة

وأكد بلحاج أن التاريخ يتغير، وأن المقاومة الفلسطينية أثبتت بصمودها الأسطوري أنها قادرة على تغيير موازين القوى، مضيفًا أن الغرب بدأ يفهم ذلك، لذلك بدأ بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وإعادة النظر في علاقاته مع الاحتلال الإسرائيلي.

وقال بلحاج: "المقاومة هي من أعادت القضية الفلسطينية إلى صدارة اهتمامات العالم، ولم يعد بإمكان القوى الغربية أن تتجاهل حقوق الشعب الفلسطيني، مهما حاولت بعض الدول العربية الالتفاف على القضية".

المؤتمر الدولي وحركة الاعتراف الدولية

وتزامن موقف بلحاج مع انعقاد المؤتمر الدولي لحل الدولتين، الذي شهد انتقادات واسعة للحرب الإسرائيلية في غزة، بمشاركة ممثلين عن دول عدة حول العالم. وأعلن 11 دولة جديدة اعترافها بدولة فلسطين، منها بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال ولوكسمبورغ وبلجيكا وفرنسا ومالطا وموناكو وسان مارينو، ليصل عدد الدول المعترفة إلى 159 من أصل 193 عضوًا في الأمم المتحدة.

ودعا وزير الخارجية الياباني إيفايا تاكيشي إلى وقف فوري لجميع الإجراءات الإسرائيلية الأحادية ضد فلسطين، مؤكدًا دعم بلاده لحل الدولتين.

من جهتها وصفت وزيرة الخارجية السلوفينية تانيا فاجون ما يحدث في غزة بـ"الإبادة الجماعية"، مشددة على ضرورة دعم إدارة فلسطينية شرعية وكفوءة.

كما أكد وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول التزام بلاده بمبدأ حل الدولتين وفق القانون الدولي، واعتبر المستوطنات الإسرائيلية عقبة أمام السلام.

ودعا وزراء هولندا والدنمارك إلى إنهاء الحرب في غزة، مع التأكيد على ضرورة سلطة فلسطينية شرعية ومسيطرة على أراضيها، ونزع سلاح حماس.

وأبدت إيطاليا والبرازيل دعمهما القوي للشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولة مستقلة، مع إدانة الإجراءات الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية.

عربياً، شددت قطر والإمارات والجزائر على ضرورة وقف الانتهاكات الإسرائيلية، ودعم الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، مع دعوات صريحة لمجلس الأمن لتحمل مسؤولياته.