سياسة دولية

نتنياهو يُقر بفشل اغتيال قادة حماس بقطر.. وعائلات المحتجزين ترد: "أنت مُخرب الصفقات"

زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد: حكومة نتنياهو دمّرت مكانة إسرائيل الدولية- جيتي
أقر رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالفشل في محاولة اغتيال قادة حماس في العدوان الذي نفذته "إسرائيل" على قطر الثلاثاء الماضي. وكتبت نتنياهو على حسابه في منصة "أكس" باللغة الإنجليزية قائلا:" فقط إذا تخلصنا من قادة حماس سنزيل العقبة الرئيسية أمام تحرير جميع محتجزينا".

ورغم أن نتنياهو يماطل في الرد على مقترح وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه حماس منذ منتصف آب/ أغسطس الماضي، إلا أنه اتهم في منشوره الحركة بعرقلة محاولات التهدئة وأن حماس تعيق التوصل لاتفاقيات بشأن إنهاء الحرب.

وفي المقابل، قال منتدى عائلات الرهائن والمفقودين، السبت، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو العقبة الحقيقية أمام إنهاء الحرب وتحرير المحتجزين. وأصدر المنتدى بياناً، عقب تصريحات نتنياهو، جاء فيه: "أثبتت العملية المُستهدفة في قطر، بما لا يدع مجالاً للشك، وجود عقبة واحدة أمام إعادة الرهائن وإنهاء الحرب، وهي رئيس الوزراء نتنياهو، كلما اقتربت صفقة، يُخربها نتنياهو".


وبحسب مواقع عبرية، وصف المنتدى اتهام نتنياهو لقادة حماس بعرقلة الصفقة، بأنه "ذريعة" نتنياهو الأخيرة لفشله في إعادة الرهائن، قائلين: "حان الوقت لإبطال حججه الهادفة لكسب الوقت كي يتمكن من التشبث بالسلطة"، وأضاف البيان: "هذه المماطلة تهدد حياة المزيد من الرهائن الذين يكافحون للبقاء على قيد الحياة، بعد قرابة عامين من الأسر، وكذلك استعادة من لقوا حتفهم".

بدوره، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو لوسائل الإعلام قبل مغادرته إلى "إسرائيل" في قاعدة أندروز المشتركة بولاية ماريلاند الأمريكية، 13 أيلول/ سبتمبر، إن الولايات المتحدة "غير راضية" عن الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت قادة حماس في قطر، لكن الهجوم لن يغير من تحالف واشنطن مع إسرائيل".


وأضاف روبيو: "لن يغير ذلك طبيعة علاقتنا مع الإسرائيليين، لكن سيتعين علينا مناقشة الأمر بالدرجة الأولى، ما تأثير ذلك"، في إشارة إلى الجهود الدبلوماسية الرامية إلى التوصل إلى هدنة في غزة.

وكانت مصادر إسرائيلية قالت لـ"واشنطن بوست" إن جهاز الموساد خطط في البداية لمحاولة اغتيال قادة حماس في قطر عبر عملاء ميدانيين، لكنه تراجع عن تنفيذ العملية، ما اضطر الجيش الإسرائيلي لتنفيذ الهجوم جوي باستخدام طائرات مقاتلة أطلقت صواريخ من سماء البحر الأحمر، بحسب ما نقلت "وول ستريت جورنال"، وأوضح مسؤول أمريكي أن "الأمر كان لا يمكن إلغاؤه أو إيقافه"، حسب تبريره.

وأضافت المصادر أن رئيس الموساد ديفيد برنياع زار الدوحة في آب/ أغسطس الماضي، مؤكدا أن الزيارة كانت لأمور استخباراتية وليست مرتبطة بصفقة المحتجزين، مشيرة إلى أن الاتفاق الجزئي أُلغِي من جدول الأعمال، وفي سياق متصل، أكدت حركة حماس أن القيادي خليل الحية لم يُقتل في الهجوم، وأنه شارك في مراسم صلاة لابنه الذي استشهد خلال العملية.


وأكد مراقبون، أن مغامرة نتنياهو عبر مهاجمة قطر، ارتدت سلباً عليه، وأتت بنتائج عكسية، حيث كان يأمل في قتل كبار قادة حماس، من أجل "إعلان النصر" على الحركة، فيما تلقت صورته ضررًا أكبر على الصعيد العالمي حسب ما نقلت وكالة أسوشييتد برس، بالتزامن مع حالة من الغضب الشعبي والرسمي على مستوى العالم جراء مشاهد الدمار والكارثة الإنسانية في غزة.

ونددت الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والكثير من الدول في المنطقة والعالم بالضربة الإسرائيلية على الدوحة، فيما قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، إن الحكومة الحالية برئاسة نتنياهو دمّرت مكانة "إسرائيل" الدولية، مشددا على ضرورة استبدالها.