قالت الحكومة الألمانية
الأربعاء إن استهداف إسرائيل لأراضي دولة
قطر يشكل "انتهاكًا غير مقبول لسيادة
دولة ذات سيادة"، وذلك في أول رد رسمي من برلين على الغارة الجوية التي شنها جيش
الاحتلال الإسرائيلي في الدوحة الثلاثاء، استهدف مسؤولي وفد التفاوض من حركة حماس كانوا
يقيمون في العاصمة القطرية.
وأكد المتحدث باسم
الحكومة الألمانية، خلال المؤتمر الصحفي الدوري في برلين، أن الموقف الألماني
"ثابت في دعم أمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها"، مضيفًا: "أنتم
تعلمون موقفنا الأساسي تجاه دولة إسرائيل، ولم يتغير شيء"، لكنه شدد في الوقت
نفسه على أن سيادة الدول "خط أحمر" لا يجوز تجاوزه، في إشارة إلى رفض برلين
مبدئيًا أي عمليات عسكرية إسرائيلية على أراضٍ لدول أخرى دون تنسيق أو تفويض دولي.
خلفيات الموقف الأوروبي
يأتي الموقف الألماني
بعد يوم واحد من نقاش محتدم داخل الاتحاد الأوروبي، حيث اقترحت المفوضية الأوروبية
تعليق بعض التدابير التجارية التفضيلية الممنوحة لإسرائيل في إطار اتفاقية الشراكة
الأوروبية – الإسرائيلية، على خلفية التجاوزات الإسرائيلية" في غزة وتوسيع الحرب
إلى دول الجوار.
غير أن هذا المقترح
لم يحظَ بتوافق، إذ لم يحصل حتى الآن على الأغلبية المطلوبة في المجلس الأوروبي، في
ظل اعتراضات من دول رئيسية ترى أن أمن إسرائيل يجب أن يبقى أولوية.
وكان المتحدث باسم
الاتحاد الأوروبي، قد اعتبر الثلاثاء، أن الغارة الجوية ضد قادة حماس في الدوحة انتهاكا
للقانون الدولي، وقال، "الغارة الجوية ضد قادة حماس في الدوحة انتهاك للقانون
الدولي وسلامة أراضي قطر".
وأضاف "الغارة
الجوية ضد قادة حماس في الدوحة تهدد بمزيد من تصعيد العنف في المنطقة"، معربا
عن "التضامن الكامل مع سلطات وشعب قطر الشريك الاستراتيجي للاتحاد الأوروبي".
وكان جيش الاحتلال
الإسرائيلي قد أعلن أنه هاجم عبر سلاح الجو بشكل موجه بدقة قيادة حماس في الدوحة، لافتا
إلى أنه أطلق على العملية اسم "يوم الحساب".
وتعتبر ألمانيا من
أبرز الداعمين للاحتلال الإسرائيلي داخل الاتحاد الأوروبي سياسيا وعسكريا، حيث تمدها
بصفقات سلاح متطورة، وأبرزها الغواصات من طراز "دولفين"، إلى جانب تعاون
وثيق في مجالات الاستخبارات والأمن.
وفي المقابل، تواجه
برلين ضغوطًا متزايدة من أحزاب معارضة ومنظمات حقوقية ألمانية وأوروبية، تطالبها باتخاذ
مواقف أكثر صرامة تجاه الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، خاصة بعد الحرب
الأخيرة في غزة التي خلفت آلاف القتلى المدنيين.