بعد
ساعات على إعلان الهجوم العدواني الإسرائيلي على
قطر لاستهداف قيادة
حماس، صدرت
العديد من القراءات التحليلية لهذا العدوان الجديد الذي يستهدف عاصمة عربية جديدة،
باعتباره الهجوم الأوسع لسلاح الجو على مسؤولي حماس في الخارج، مما يدفع لطرح
التساؤل حول موافقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للموافقة على هجوم على أراضي
حلفائه، وكيف سيؤثر العدوان ذلك على مفاوضات صفقة التبادل.
"عربي21" رصدت أهم ما ذكره المعلقون
السياسيون والأمنيون والعسكريون
للقناة 12، على النحو التالي:
وذكر نير
دافوري المراسل العسكري للقناة أن "تنفيذ عملية مثل الهجوم على قطر،
تحتاج لمعلومات استخباراتية دقيقة وجيدة للغاية، وتحتاج للقدرة على توجيه الأسلحة نحو
الهدف، لذلك، تم بناء هذا الأمر بمرور الوقت، في ذراعي سلاح الجو وجهاز الاستخبارات
بقيادة الشاباك، إضافة إلى فرع الاستخبارات العسكرية، وكانت الفرصة ضيقة للغاية،
لضرب من يحتاج إليها، وليس من لا يحتاجها، بزعم أن الاحتلال بصدد تفكيك هذا المحور،
ولذلك تحوز عملية قطر على أهمية بالغة، لأن وأضاف أن "استهداف قيادة حماس في
قطر قد يكون له عواقب وخيمة".
من جانبه، أكد أوهاد
حيمو مراسل القناة للشئون الفلسطينية، أن "قادة حماس كانوا هدفًا للهجوم
منذ زمن، وهم النواة الأولى لقيادتها، فهم يشغلون مكتبها السياسي، ويتولون جميع
الحقائب الأكثر أهمية: غزة، والمفاوضات، والهجمات في الضفة، والعلاقات مع العالم،
وأكثر من ذلك، ولا أعتقد أن هناك سابقة لهذا، لأن هناك مكانان تجنّب فيهما
الاحتلال حتى الآن الاغتيالات المستهدفة بسبب الحساسية السياسية: أحدهما بالطبع
تركيا، والآخر قطر، ولذلك شعر قادة حماس بالأمان فيهما، ويعيشون فيهما، وقد بقي
معظمهم في قطر، ولم ينتقلوا إلى تركيا":
وأضاف أن "أحد أسباب شعور قادة حماس
بالأمان حقيقة أنهم يجرون المفاوضات، والمسؤولون عن مصير الرهائن الإسرائيليين، وتحت
الغطاء القطري، شعروا بأمان نسبي، ولكن من المدهش أن يحدث هذا في حي كتارا التاريخي
السياحي، في قلب قطر والدوحة، نحن أمام أمر خارق للعادة، لأنه بعد أن اغتيال
الاحتلال تقريبًا كامل هيئة أركان حماس، يُعد هذا زلزالًا حقيقيًا".
من جانبه، أشار كيرين
بتسلئيل محلل القناة للشئون السياسية، إلى أن "ترامب من القلائل الذين
يذكرون دائمًا أن السابع من أكتوبر هو السبب الرئيسي لهذا الحدث، ولذلك ليس من
المُستغرب أن يُؤيده، السؤال هو كيف وافق على الاغتيال على أراضي قطر، التي لم تعد
دولةً في نظر الولايات المتحدة، فهناك قاعدة عسكرية كبيرة هناك، زارها في مايو،
وتم الاتفاق على استثمارات ضخمة، ولذلك ربما أبلغه الاحتلال أنها "عملية
جراحية".
في المقابل، ذكر يارون
أفراهام، خبير الشئون الحزبية في القناة، أنه "في العامين الماضيين، كانت
هناك محاولات إسرائيلية لدفع قطر لتشديد قبضتها على كبار مسؤولي حماس المقيمين فيها،
لكن لم يُكتب لها النجاح، ومن هنا يُمكننا أن نفهم أن جميع قادتها المقيمين في قطر
شعروا بالحصانة فيها، ولذلك لا يزال من الصعب جدًا معرفة كيف سيؤثر ذلك على
المحادثات، وفرصة صفقة الرهائن، وهذا سؤال يجب مناقشته في الساعات القادمة".
وأوضح عاميت
سيغال محلل القضايا السياسية في القناة، أننا "أمام حدث عملياتي
استثنائي، لكن ما انكسر هنا حقًا ليس الحاجز العملياتي، بل حاجز الخوف، فإذا كان
الاحتلال نسّق بالفعل مع الولايات المتحدة، فربما يكون الحال ليس فقط اغتيال قيادي
بارز في حماس، بل يعني تغييرًا جذريًا في مكانة قطر في المنطقة، هذا هو الجديد
المهم هنا".