صحافة دولية

البيت الأبيض يشهد مشادة بين وزير الخزانة ومسؤول في حفل عشاء رسمي

المواجهة تبرز التوترات الداخلية بين كبار المسؤولين الاقتصاديين في إدارة ترامب - الأناضول
شهد حفل عشاء خاص استضافه الرئيس دونالد ترامب في حديقة الورود المجددة بالبيت الأبيض مطلع الأسبوع، مواجهة حادة بين وزير الخزانة سكوت بيسنت وبيل بولت، المسؤول الكبير عن تمويل الإسكان، حيث هدد بيسنت بضرب بولت في وجهه، بحسب ما أكدت الصحفية راشيل بايد في تقريرها بصحيفة بوليتيكو.

وأكدت بايد أن العشاء حضره عشرات المسؤولين والمستشارين المقربين من ترامب، وكان الحدث مقررا ليكون احتفالا بعيد ميلاد مذيع البودكاست شاماث باليهابيتيا المؤيد لشعار "لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا"، وأعدت طاولة طويلة لحوالي ثلاثين ضيفًا مجهزة بأفخر أنواع الكريستال والخزف الصيني.

وشملت قائمة الضيوف وزير النقل شون دافي، ووزير التجارة هوارد لوتنيك، ووزير الداخلية دوغ بورغوم، ووزيرة الزراعة بروك رولينز، ومديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد، ومديرة إدارة الأعمال الصغيرة كيلي لوفلر، ورئيس برنامجي الرعاية الصحية والرعاية الطبية محمد أوز، إضافة إلى المستثمر ديفيد ساكس، شريك باليهابيتيا في بودكاست "الكل في واحد".

وأشارت بايد إلى أن الاشتباك وقع في خضم ضجيج حفل الكوكتيل، حيث شنّ بيسنت هجومًا لاذعًا على بولت، محمّلًا بالشتائم، بعد سماعه من عدة أشخاص أن بولت أساء إليه أمام ترامب. وقال شخص مقرب من بولت إن بيسنت رد بغضب مباشر: "لماذا تتحدث عني مع الرئيس بحق الجحيم؟ تبًا لك. سأضربك في وجهك اللعين."

وأكدت الصحفية أن أربعة أشخاص آخرين مطلعين على ما حدث وصفوا المشهد، مع اختلافهم الوحيد حول من بدأ المحادثة أولاً. وأضافت بايد أن التوتر دفع المالك المشارك للنادي، أوميد مالك، إلى التدخل لمحاولة تهدئة الوضع، حيث طلب من الرجلين الانفصال، بينما وُضع بيسنت وبولت على طرفي الطاولة خلال العشاء، ما سمح بإتمام الحدث دون مزيد من التصعيد.

ولفتت بايد إلى أن هذه المواجهة تبرز التوترات الداخلية بين كبار المسؤولين الاقتصاديين في إدارة ترامب، لا سيما فيما يتعلق بخطط خصخصة شركتي التمويل الإسكاني فاني ماي وفريدي ماك، حيث يقود بولت مبادرة قد تُطرح ما يصل إلى 15% من هذه الشركات في الأسواق العامة، بينما يرى بيسنت أن تدخلات بولت تجاوزت حدود اختصاصه.

وأشارت الصحفية إلى أن بيسنت وبولت يتمتعان بعلاقات وثيقة مع ترامب ويعرفان بتنافسهما العلني على النفوذ والسلطة، وإن كان أسلوبهما مختلفًا. وذكرت أن بيسنت، الذي يُظهر هدوءه في الاجتماعات، اكتسب ثقة ترامب باعتباره شخصية "مُهدئة" للأسواق المتوترة، بينما اتخذ بولت، البالغ 37 عامًا ولديه ثلاثة ملايين متابع على موقع  إكس، نهجًا أكثر عدوانية، مستغلاً منصبه في متابعة مبادرات الإسكان والرقابة على شركات التمويل الكبرى.

وأكدت بايد أن الصدام الأخير جاء أيضا في سياق الجدل حول ما إذا كان ينبغي على ترامب إقالة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، حيث حذر بيسنت سرًا من أن مثل هذا القرار قد يزعزع استقرار الأسواق المالية، بينما دعا بولت باول إلى الاستقالة وقدم مسودة خطاب لإقالته، بحسب المصادر.

ونوهت الصحفية إلى أن هذا ليس الحادث الأول لبيسنت مع المسؤولين الآخرين في الإدارة، حيث سبق أن دخل في مشادات كلامية مع إيلون ماسك خارج المكتب البيضاوي في أبريل، متهمًا ماسك بالتجسس لضمان تعيين غاري شابلي لمناصب مهمة، بينما كان بيسنت يسعى لترشيح نائب وزير الخزانة مايكل فولكندر، الذي غادر الوزارة بعد خمسة أشهر فقط.

وأكدت بايد أن كل هذه الأحداث تعكس ديناميكيات السلطة المعقدة داخل إدارة ترامب، وتركز الصراعات بين المسؤولين على النفوذ والقرارات الاقتصادية الحساسة، في حين ظل البيت الأبيض وبيسنت وبولت ومالك النادي يرفضون التعليق على الحادث.