طرح الكاتب الصحفي الإسرائيلي، والباحث البارز في الدراسات اليهودية، إيثامار هاندلمان سميث رؤية بديلة للصهيونية في سياق الأوضاع الحالية في "إسرائيل"، خاصة في ظل التحديات الديموغرافية والسياسية.
وفي رؤيته لما بعد
الصهيونية، ذكّر سميث بما دعا له الباحث الشهير في الفكر اليهودي، شاؤول ماجيد، حين حثّ على تجاوز الأيديولوجية الصهيونية، مع الإبقاء على وجود الدولة الإسرائيلية، معتبرًا أن الصهيونية كأيديولوجية قد استنفدت غرضها التاريخي.
وقال سميث إن "ماجيد يروي تجربته الشخصية أثناء زيارته لمستوطنة عتصمونا في غزة في الثمانينيات، حيث بدأ يفكر بشكل أعمق في العلاقة بين المستوطنين اليهود والفلسطينيين. تلك التجربة ألهمته لفهم الصهيونية من منظور أكثر نقدًا، حيث رأى أن العرب في عيون بعض المستوطنين ليسوا سوى جزء من المشهد، وليسوا كائنات بشرية متساوية".
وينقل عن ماجيد أنه "يرى أن هناك حاجة لإعادة التفكير في شكل العلاقة بين اليهود والفلسطينيين في إطار دولة مشتركة تتسع للجميع، كما يدعو إلى التخلي عن الفكرة القومية الصهيونية التي ترى الأرض ملكًا حصريًا لليهود، ويقترح نهجًا يعترف بأن الأرض هي موطن لشعبين".
يعتبر سميث أن الصهيونية تحمل "نزعة نهائية"، حيث تروج لفكرة أن تأسيس "دولة إسرائيل" هو "نهاية التاريخ اليهودي".
وينتقد هذه النظرة ويؤكد أن الاستمرار في التمسك بالصهيونية كأيديولوجية قد يؤدي إلى صراعات داخلية وخارجية تهدد مستقبل "الدولة".
وينقل سميث عن ماجيد قوله، إن الاستمرار في التمسك بالصهيونية يُعقّد إمكانية إيجاد حلول عادلة ومستدامة للصراع مع الفلسطينيين، كما يدعو إلى الاعتراف بأن "إسرائيل" ليست
دولة يهودية فقط، بل هي أيضًا موطن لغير اليهود.
ويرى سميث أن "ماجيد يُعد جزءًا من تيار فكري يزداد بروزًا في الأوساط اليهودية الليبرالية، والذي يدعو إلى إعادة تقييم المفاهيم التقليدية حول الصهيونية وإسرائيل". ويشير إلى أن الحلول الدائمة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني لن تأتي من خلال التمسك بأيديولوجية حصرية، بل من خلال إيجاد طرق للتعايش المشترك.