يستعد
الاحتلال الإسرائيلي
منتصف أيلول/ سبتمبر الجاري لتنظيم احتفال رسمي لتدشين ما يسمى "طريق
الحجاج" في موقع "مدينة داود" الاستيطانية بالقدس المحتلة، بمشاركة
وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو.
ووفق ما نقلته
القناة العبرية (i24NEWS) عن مراسلها للشؤون الدبلوماسية عميحاي
شتاين، ويأتي الحدث قبل أسبوع من انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي
يُتوقع أن تشهد اعتراف فرنسا ودول أخرى بالدولة الفلسطينية.
وكان الاحتلال الإسرائيلي
قد دشن المشروع فعليًا في حزيران / يونيو 2019، بحضور السفير الأمريكي السابق
ديفيد فريدمان والمبعوث الخاص للشرق الأوسط آنذاك جيسون غرينبلات، ويمتد النفق
لمسافة 700 متر أسفل بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، وصولًا إلى ساحة حائط
البراق، وهو جزء من خطة إسرائيلية لربط "مدينة داود" الاستيطانية
بالبلدة القديمة ومحيط الحرم القدسي.
وتروج سلطات
الاحتلال لهذا المشروع باعتباره "درب الحجاج" الذي كان يسلكه اليهود في
فترة "الهيكل الثاني"، فيما يعتبره الفلسطينيون ومعهم منظمات حقوقية
محلية ودولية خطوة جديدة في مسار تهويد المدينة وتغيير هويتها التاريخية.
وبدأت الحفريات في
سلوان منذ عام 2007، حيث تعمل جمعية "إلعاد" الاستيطانية على تثبيت
مشاريع تهويدية واسعة تشمل أنفاقًا وحدائق توراتية ومراكز سياحية تستند إلى روايات
توراتية. وبحسب تقارير فلسطينية، يقطن بلدة سل
وأوضح تقرير
القناة العبرية أن الحفل سيقام في 15 أيلول / سبتمبر الجاري، قبل أسبوع واحد من انعقاد
الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، والتي من المتوقع أن تعلن خلالها فرنسا ودول
أخرى اعترافها بالدولة الفلسطينية.
وأضافت القناة أن الحفل
سيحضره كبار المسؤولين داخل الاحتلال الإسرائيلي إلى جانب وفد أمريكي رفيع المستوى
برئاسة روبيو، وأشار التقرير إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قد بحث المشاركة
بنفسه في مراسم التدشين، غير أن الزيارة لم تتحقق في نهاية المطاف، وذلك وفق ما نقل
الموقع عن مصدر مطلع على التفاصيل.
ويأتي تدشين
"
طريق الحجاج" في مدينة داود، التي يعتبرها الاحتلال الإسرائيلي موقعًا أثريا
ودينيا ذا أهمية رمزية، ضمن سلسلة فعاليات سياسية ودبلوماسية تشهدها القدس في الفترة
الأخيرة.
وبحسب القناة العبرية،
يسبق الحدث نقاشًا مهمًا في الحكومة الإسرائيلية، إذ من المقرر أن يعقد رئيس الوزراء
بنيامين نتنياهو الخميس اجتماعا وزاريا لمناقشة التداعيات السياسية والأمنية المحتملة
لاعتراف دول غربية بالدولة الفلسطينية.
وذكرت القناة أن جدول
الاجتماع سيتناول أيضًا إمكانية فرض السيادة الإسرائيلية على أجزاء من الضفة الغربية
(يهودا والسامرة وفق التسمية الإسرائيلية) كخطوة رد محتملة على هذا الاعتراف الدولي
المتوقع.
وأشارت التقديرات الإسرائيلية
التي أوردها التقرير إلى أن الاعتراف الفرنسي ومعه دول أخرى بالدولة الفلسطينية قد
يشكل محطة مفصلية في العلاقات الدولية الخاصة القضية الفلسطينية في ظل استمرار العمليات
العسكرية في قطاع غزة وما تبعها من توترات إقليمية ودولية.
ويُذكر أن زيارة وزير
الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى الاحتلال الإسرائيلي تأتي على خلفية التصعيد الأخير
في غزة، حيث تواصلت العمليات العسكرية بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة
الفلسطينية، وتزامن هذا الحراك الدبلوماسي مع استعدادات مكثفة قبيل اجتماعات الأمم
المتحدة، وسط متابعة عن من جانب الحكومة الإسرائيلية والولايات المتحدة لمجريات الأحداث
وتداعيات القرارات الأممية المتوقعة.