سياسة دولية

تهديدات جديدة تلوح في الأفق.. هكذا يفقد الاحتلال الإسرائيلي أصدقاءه ويستنزف جيشه؟

تواجه إسرائيل مأزقًا خطيرًا بسبب حكومة ضلّت طريقها-
نشرت صحيفة "معاريف" العبرية، مقالا، للواء الاحتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، إسحاق بريك، قال فيه: "أشعر بالدهشة في كل مرة لأن كثيرين في إسرائيل لا يزالون لا يفهمون ما يحدث حولهم".

وأوضح بريك، في المقال الذي ترجمته "عربي21" ما وصفه بـ"تدهور العلاقات الدولية"، مردفا: "تفقد إسرائيل علاقاتها بالعالم في المجالات الاقتصادية والثقافية والعسكرية والسياحية وغيرها. نشهد تصاعدا في معاداة السامية ومظاهرات الملايين ضدها في الدول الأوروبية والآسيوية والأسترالية والأمريكية".

وتابع: "أصبحت إسرائيل منبوذة في نظر العالم أجمع تقريبًا، وسرعان ما ستواجه خطرًا حقيقيًا بزوالها. وصلنا إلى نقطة اللاعودة، وحتى بعد انتهاء الحرب، لن يعود الوضع إلى طبيعته. إن عزلة إسرائيل عالميًا، والمقاطعات الاقتصادية والثقافية، وحظر الأسلحة، وانهيار العلاقات الدولية، كلها عوامل كفيلة بانهيارها".

واسترسل: "الوضع الاجتماعي في إسرائيل على وشك الانفجار: فالكراهية المتجذرة بين اليمين واليسار، وبين العلمانيين والمتدينين، وبين اليهود والعرب، قد تُدمّر البلاد. دون التكاتف للتغلب على كل الشرور التي حلّت بنا مؤخرًا، لن يكون هناك أمل في إنقاذ البلاد".

وأكد كذلك: "تدهور خطير في الأمن القومي" مبرزا: "على الرغم من الإنجازات الكبيرة في حرب "السيوف الحديدية" ضد الإيرانيين وحزب الله وسوريا، فإن أي شخص ينظر للمنطقة بأكملها من منظور طائر يمكنه أن يفهم أن وضعنا الأمني يتدهور، إلى درجة أننا لن نكون قادرين على الدفاع عن البلاد في الحرب الإقليمية المقبلة".

وأردف: "حزب الله: تلقّى حزب الله ضربةً موجعة، لكنه لم يُهزم. يمتلك مئات الكيلومترات من الأنفاق عبر لبنان، ولا يزال يمتلك آلاف الأسلحة التي قد تُلحق ضررًا بالغًا بشمال إسرائيل. قوة الرضوان غير مستعدة لنزع سلاحها، رغم قرار الحكومة اللبنانية بالتهديد بأن ذلك قد يؤدي إلى حرب أهلية".

ومضى بالقول إنّ: "الأردن: على طول حدودنا الشرقية، التي يبلغ طولها حوالي 400 كيلومتر بين إسرائيل والأردن، يُنشئ الفلسطينيون، وهم الأغلبية في المملكة الأردنية. وفي غضون سنوات قليلة، ستتجاوز قوتهم قوة حماس بعشرات المرات. مصر: يتألف الجيش المصري من 16 فرقة برية، منها 4 فرق مدرعة، و8 فرق ميكانيكية، و4 فرق مشاة".

"بالإضافة إلى ذلك، هناك عدة ألوية مستقلة ووحدات إضافية تُشكل جزءًا من القوة البرية. يُعد الجيش المصري من أكبر وأقوى جيوش المنطقة، ويضم قوة مدرعة ضخمة، تضم أكثر من 3600 دبابة و2500 قطعة مدفعية" وفقا للمقال نفسه.

واسترسل: "يمتلك سلاح الجو المصري مئات الطائرات الحديثة، وتُعتبر البحرية المصرية أقوى قوة بحرية في منطقتنا. لطالما خالفت مصر اتفاقية السلام مع إسرائيل، وتحتفظ بقوات في سيناء تفوق عددها المسموح به في الاتفاقية بأربعة أضعاف - أربع فرق بدلاً من فرقة واحدة. بعض القوات المصرية في سيناء قريبة من الحدود الإسرائيلية، وهذا يُخالف الاتفاقية أيضًا".

وأكد: "بنى المصريون الطرق السريعة في سيناء من قناة السويس باتجاه الحدود الإسرائيلية، كما بنوا أكثر من مائة جسر فوق وتحت قناة السويس لنقل القوات العسكرية بسرعة إلى سيناء باتجاه إسرائيل في وقت الحرب، كما بنوا مستودعات الوقود والذخيرة والمعدات في سيناء استعدادًا للحرب ضد إسرائيل، كما بنىوا منصات هبوط للطائرات المروحية".

وأضاف: "تدريبات ومناورات الجيش المصري موجهة ضد إسرائيل. قرار واحد من الرئيس المصري سيجر مصر لحرب إقليمية ضد إسرائيل، وليس لدينا ما نقاومه. كما أننا لا نستعد للساحة المصرية".

واستطرد: "إيران: بالإضافة إلى كل هذا، يتعافى الإيرانيون أيضا. فهم ينتجون آلاف الصواريخ والطائرات المسيرة الجديدة، بعضها قابل للمناورة وبعضها الآخر انشطاري. ويمتلكون أكثر من 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة، ما يسمح بإنتاج قنابل نووية في وقت قصير".

إلى ذلك، استفسر: "كيف لجيش عاجز عن التعامل مع قطاعٍ واحدٍ أن يتعامل مع قطاعاتٍ متعددةٍ في حربٍ إقليميةٍ، كما ذكرتُ آنفًا؟ إن تهديدهم أشدُّ بمئات المرات من تهديد حماس، والجيش الإسرائيلي لا يستعدُّ لهذه التهديدات".

وختم المقال بالقول: "تواجه إسرائيل مأزقًا خطيرًا بسبب حكومة ضلّت طريقها، وجمهور غفير لا يفهم ما يدور حولها، ومتطرفين يُدمّرون كل ما هو جميل فيها. لن نتمكن من الخروج من هذا المأزق إلا بوقف الحرب وعقد اتفاقيات مع دول أخرى في الشرق الأوسط، ومع الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية".