صحافة دولية

استقالة صحفية من وكالة "رويترز" احتجاجاً على تبرير اغتيال الصحفيين في غزة

الصحفية الكندية فاليري زينك تنهي عملها مع رويترز احتجاجاً على تغطيتها المنحازة لحرب غزة - أكس
في خطوة احتجاجية وصفت بالـ"جريئة"، أعلنت المصورة الصحفية الكندية البارزة، فاليري زينك، استقالتها من عملها كمراسلة لدى وكالة الأنباء العالمية رويترز، احتجاجاً على ما وصفته بـ"تحيّز الوكالة الفاضح في تغطية الحرب الإسرائيلية على غزة"، وترديدها غير النقدي للدعاية الإسرائيلية"، خاصة في أعقاب استشهاد الصحفي أنس الشريف وطاقم قناة الجزيرة في 10 آب/أغسطس 2025.

وفي بيان نشرته عبر حسابها على منصة "أكس"، انتقدت زينك تغطية رويترز لمقتل الشريف، مشيرة إلى أن الوكالة "اختارت نشر مزاعم إسرائيلية لا أساس لها من الصحة، تزعم انتماءه لحركة حماس"، واعتبرت أن هذا النمط من التغطية الإعلامية "يسهم في تبرير الجرائم، والتسويغ الإفلات من انتهاكات حقوق الإنسان، وتجريد الضحايا من إنسانيتهم".


وتابعت: "استعداد رويترز لإدامة الدعاية الإسرائيلية لم ينقذ حتى مراسليها من الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل"، مشيرة إلى مقتل خمسة صحفيين آخرين، من بينهم مصور رويترز حسام المصري، خلال هجوم على مستشفى ناصر بغزة، في ما وصفته بـ"الضربة المزدوجة"، حيث يتم استهداف المدنيين، ثم قصف فرق الإنقاذ والمسعفين والصحفيين عند وصولهم.


وأشارت زينك إلى مسؤولية وسائل الإعلام الغربية عمّا يحدث، قائلة: "من نيويورك تايمز إلى رويترز إلى واشنطن بوست إلى أسوشيتد برس، كل هذه المؤسسات أصبحت مجرد ناقلات دعائية للخطاب الإسرائيلي، متخلية عن أي التزام بالصحافة الأخلاقية والواقعية".




وانتقدت صمت رويترز تجاه التهديدات التي سبقت اغتيال أنس الشريف، رغم فوزه بجائزة بوليتزر كمراسل لها، ومناشداته المتكررة للجهات الدولية بعد أن تم وضعه على "قائمة الاغتيالات" من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وأضافت: "لا أستطيع أن أرتدي بطاقة الصحافة الخاصة برويترز بعد الآن دون أن أشعر بالخزي والحزن العميق، مضيفة أن:" شجاعة الصحفيين في غزة يجب أن تكون المعيار الذي نقيس به التزامنا بهذه المهنة".




وختمت بالقول إنها، بعد ثماني سنوات من العمل في الوكالة، لم تعد ترى أي معنى للاستمرار ضمن منظومة تساهم في تبرير قتل المدنيين والصحفيين على حد سواء، قائلة:"  لا أستطيع بضمير حي، أن أواصل العمل مع مؤسسة خانت الصحفيين في غزة، ولها يد في اغتيال 245 من زملائنا".

وأعاد إعلان زينك الذي لاقى تفاعلًا واسعًا، تسليط الضوء على المخاطر الجسيمة التي يواجهها الصحفيون في تغطية حرب غزة، والضغوط الأخلاقية التي يتعرض لها العاملون في المؤسسات الإعلامية الغربية


ولطالما حذرت منظمات دولية معنية بحرية الصحافة، مثل "مراسلون بلا حدود" و"لجنة حماية الصحفيين"، من أن استهداف الصحفيين في غزة أصبح ممنهجًا، مطالبين بآليات حماية دولية ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم التي ترقى لمستوى "جرائم حرب"

وتبقى خطوة فاليري زينك بمثابة صرخة قد تلهم آخرين للمضي في نفس الطريق، وتزيد من الضغط على المؤسسات الإعلامية العالمية لمراجعة سياساتها التحريرية ومواقفها الأخلاقية تجاه ما يحدث على الأرض في فلسطين.